موقع امريكان سبيكتاتور الأمريكي : دعونا نشتري ذلك النفط الكردي
ترجمة : تمر حسين ابراهيم
هنالك قضية تجري الآن في تكساس و التي هي جديرة بإهتمام كل شخص على الرغم من أنها لم تلق الكثير من الإهتمام في الإعلام .
الكُرد هم أقلية عرقية شُجاعة في الشرق الأوسط ، يعيشون في أرض قاحلة عبر شمالي العراق و شرقي تركيا ،الكرد هم مُسلمون و لكن ليسوا مُتعصبين بشأن دينهم ، لا يُطبقون تعدد الزوجات – القوة المُحركة في ظلم المسلم ، و يرغبون فقط بإدارة شؤونهم .
لن تجد أي إرهابيين كرد يخطفون الطائرات أو يُفجرون أنفسهم في أنفاق مزدحمة حول العالم .
كأقلية عرقية موجودة في كل من العراق و تركيا كانوا عُرضة لإضطهاد لا متنامي . حاول صدام حسين إبادتهم ، و ضغط عليهم الترك طويلا بسبب رغبتهم بالحكم الذاتي .
لقد كانوا أكبر الرابحين من غزو العراق و تحرروا من استعباد صدام حسين ، و سارعوا بتأسيس منطقة حكمهم الذاتي و شكلوا حكومتهم و برهنوا على قدرة كبيرة في إدارة شؤونهم .
يملكون قوة عسكرية هي أفضل من أي واحدة أخرى . عندما اقتحمت الدولة الإسلامية في العراق و الشام شمال العراق من سورية فإنهم تخلوا سريعا عن فكرة مواجهة الكُرد و قرروا عوضا عن ذلك استهداف الجيش العراقي الضعيف .
تلاشت القوات العراقية بينما أغتنم الكرد فعليا الفرصة لتوسيع مناطق سيطرتهم بالإستيلاء على كركوك، المدينة النفطية . بعد أخذ الحقول النفطيىة الشمالية للعراق فلديهم الآن الكثير من النفط للبيع .
لكن أين سيُباع النفط ، تلك كانت المشكلة . طالبت الحكومة التي يُهيمن عليها الشيعة بأن يبيع الكرد نفطهم عبرهم ، آخذين جميع العوائد النفطية و تاركين للكُرد قسطا صغيرا فقط من العملية ، لكن الكُرد رفضوا ذلك و أقاموا بشكل ذكي خط أنابيب خاص بهم غربا عبر تركيا إلى ميناء جيهان. اكتمل العمل في شهر أيار و شحن الكرد مؤخرا أول ناقلة نفطية لهم بقيمة تصل ل 100 مليون دولار .
هكذا بدأت المشكلة في ذلك الوقت بسبب مجموعة من الحظر و العقوبات التي أقامتها وزارة خارجيتنا فإن معظم الدول المستوردة للنفط في العالم قد رفضت شراء الشحنة الكردية .تأتي الفكرة من أنه يُفترض علينا دعم حكومة نوري المالكي في جهودها بجعل العراق بلدا موحدا لكن بغداد في حد ذاتها لا تقوم بعمل جيد جدا حيث تقوم بإبعاد السنة من الإدارة تاركة نفسها مكشوفة لغزو من قبل الدولة الإسلامية في العراق و الشام يُهيمن عليه السنة، و تتوجه لايران عندما تحتاج للمساعدة .
مجددا الكُرد الأذكياء هم أقلية مُتضطهدة يتم استغلالهم بسبب جهودهم الطموحة .
و هكذا اصبحت الناقلة الكردية مثل سفينة تبحرمن دون أن ترسو في ميناء ، تدور الأرض بحثا عن ميناء صديق لشراء نفطها . لفترة من الزمن بدا و كأن ايطاليا ربما ستأخذها لكن وزارة الخارجية منعت حدوث ذلك .
و لذلك انتهى الأمر بالناقلة أن ترسو في هذا الأسبوع في ميناء جالفيستون مع وجود إمكانية بسبب الإقتصاد الحرلتكساس المزدهر و النشط لربما تنقل إلى مصفاتها الكبيرة.
لكن لم يحدث الأمر فقد تدخلت السياسات الدولية مجددا ، أقام العراق دعوة قضائية و قال بأن النفط ” مسروق ” و وافقت القاضية في تكساس نانسي جونسون ليس فقط على منع بيع الشحنة و إنما المطالبة بأن يتم الإستيلاء عليها كملكية مسروقة .
لكن لم يدم ذلك طويلا ، حدد قانون آخر بأن الناقلة قد رست خارج حدود أراضي الولايات المتحدة و لذلك هي خارجة عن صلاحية المحكمة .
في ظل عالم مُتعطش للنفط يبقى الكُرد غير قادرين على إنزال شُحنتهم الثمينة و يمنحوا اقتصادهم الهش ما يحتاجه لينهض .
لماذا نقوم دائما بدعم هذه الأنظمة التي تشبه الدمى ؟ من كومينتانج إلى جنوب الفيتنام مرورا بالعراق يبدو بأننا دائما نقوم بدعم الجيش الضعيف المُنخفض العزيمة بينما تكون المُعارضة لديها حافز أكبر ومليئة بالعزم.
قبل غزو العراق كان هنالك غموض كبير بشأن الكرد بين اليسار الأمريكي . فقد كانوا أقلية مُتضطهدة و يستحقون إهتمامهم ( لربما منحهم وضع اللجوء و هكذا يستطيعون القدوم لأمريكا و إنتخاب الديمقراطيين) لكن عندما حرر جورج بوش الُكرد فقد اليسار الإهتمام ( لم نكن نعني ذلك النوع من التحرر ) لم يعد لدى الكرد تلك المناشدة لمن ينقذهم .
لكن اليوم و قد برهن الكُرد على أنهم قادرون على تنظيم و دعم أنفسهم، لم يظهر الجمهوريون أي إهتمام بهم، ماذا ننتظر ؟ لماذا لا يمسك شخص ما في الكونغرس بالقضية و يمرر إجراءا طارئا و يقول أنه بإمكاننا شراء ذلك النفط الكردي و نمنح شعبا مُستقلا و أشما نجاحا بعد جهد كبير ؟
وليام تاكير- موقع امريكان سبيكتاتور الأمريكي ، الجمعة 1 آب 2014