مَن يحارب إقليم كُردستان العراق؟ ولماذا؟
د. محمد جمعان
إقليم كُردستان العراق هو إقليم فيدرالي ضمنه الدستور العراقي” دستور جمهورية العراق الفيدرالي” وبهذا يكون الإقليم معترفاً به دوليا ضمن إطار جغرافي، إداري وسياسي.
أما الأطراف التي تحاربه فهي مجموعتان:
أولها: دول المنطقة التي تحاربه بشكلٍ مباشر وغير مباشر أو عبر الوسطاء، دول الجوار تحارب الإقليم لأسباب كثيرة منه
ـ أسباب تاريخية مرتبطة بعدائها التاريخي ضدّ إرادة الشعب الكُردي في نضاله الدؤوب والطويل للحرية والانعتاق.
ـ محاربة الإقليم وإفشاله كتجربةٍ ناجحة للنظام الفيدرالي في المنطقة.
ـ ردع الأجزاء الكُردستانية الأخرى عن الاهتداء بتلك التجربة الناجحة.
ـ الوقوف ضدّ حق تقرير المصير للشعب الكُردي في كافة أجزاء كُردستان.
محاربة تلك الدول للإقليم كانت ولا زالت إما عسكرية أو عن طريق منظماتها السرية والجاسوسية والإرهابية، وهنا لا نريد أن ندخل في تاريخ حروب تلك الدول ضدّ الكُرد لأن تلك الحروب ليس لها بداية ولانهاية، بل هنا أريد البحث في محاربة هذه التجربة الكُردية عن طريق المنظمات التي تعمل لصالح تلك الدول وتخدم أجنداتها.
ثانيا: المنظمات التي تخدم أجنداتها “الحشد الشعبي” وهي منظمات عسكرية شيعية شُكّلت بأمرٍ من المرجعية الشيعية الأعلى أثناء الحرب ضدّ داعش السنية في سنة2014 تشكّلت تلك الفصائل العسكرية الميليشياوية الكثيرة، منها المرتبطة بالنظام الإيراني ومنها بالحكومة العراقية وهم جميعاً يقبضون رواتبهم من الحكومة العراقية.
الكثير منها لا تأتمر من بغداد بل حتى تعمل بالضدّ من بغداد وتحاربها، وهناك وقائع وإثباتات كثيرة على ذلك منها أذكر منها لا للحصر: يزداد دورها بشكلٍ مستمر في كافة النواحي السياسية والعسكرية والكثير منها تعمل وتحارب بالضدّ من المصالح الاستراتيجية العراقية، مثال قصف مواقع دول التحالف الدولي في العراق والتي ساندت ولا زالت تساعد العراق في حربه ضد داعش.
– قصفت ولا زالت تقصف بغداد والمنطقة الخضراء.
ـ قتلها للمتظاهرين الشباب الذين يطالبون بحقوق المواطن العادي وكذلك محاربة الفساد المستشري في البلاد.
ـ تسيطر على أجزاء كثيرة من المناطق المتنازع عليها وتعمل على الحؤول دون التوصل إلى حلول مشتركة بين بغداد وأربيل وبالتالي تقف حجر عثرة أمام حلٍّ عادلٍ لمشكلة تلك المناطق الكُردية.
ـ قصفت أربيل قبل أكثر من شهر والذي استنكرته بغداد والكثير من دول العالم.
ـ حرق تلك الميلشيات لمقر الحزب الديموقراطي الكُردستاني والعبث في محتوياتة في 17 اكتوبر 2020.
ـ وتحاول إفشال الاتفاقية التي حصلت بين بغداد وأربيل حول شنكال لتأمين الأمن والاستقرار فيها وبالتالي لعودة اللاجئين الإبزيديين إلى مناطقهم.
و هكذا فهي تعتبر ميليشيات منفلتة تعمل خارج نظام وقوانين الدولة العراقية وتسبّب الفوضى وعدم الاستقرار في العراق ولا تأتمر للحكومة العراقية بل تأخذ أوامرها من إيران.
حزب العمال الكُردستاني: في الواقع يجب إلغاء اسم الكُردستاني منه ولأسباب كثيرة وواضحة للجميع فهم يرفضون كلّ شيءٍ كُردي من برامجهم ولا أريد أن أدخل بتلك التفاصيل.
ولكنني سأذكر فقط الأسباب المتعلقة بموضوعنا، إنه يعمل ضدّ المصلحة العليا للشعب الكُردي وكذلك يخدم الأجندة الخارجية التي تضرّ بالواقع الكُردي وكذلك يقف ضدّ وحدة قوى الشعب الكُردي التي تناضل في استغلال الفرصة الذهبية التاريخية الحالية للكُرد لتأمين حقوقهم وتقرير مصيرهم بنفسهم، وهذا ليس افتراءً بل الحزب نفسه يقول وحسب نظرية رئيسه أنه يعمل من أجل الأمة الديموقراطية وليست الكُردية.
وقائع محدّدة على محاربة هذا التنظيم إقليم كُردستان العراق:
ـ سيطرته على مناطق واسعة من كُردستان وهذا الذي يعطي التبريرات لتركيا للتدخل في أراضي كُردستان العراق واحتلال أراضيه كما جرى في شنكال والآن في مناطق تابعة لزاخو والتجربة الحية أمام الأعين كما جرى في عفرين وكري سبي وسري كانييه.
ـ سيطرته على مناطق كثيرة من شنكال وتشكيل فصائل عسكرية تابعة لها من أبنائها لخلق صراع مسلح مع الإقليم وما قتله لأحد ضباط البيشمركة وجرح ثلاثة آخرين قبل عدة أيامٍ من الآن المثال الحي على ذلك.
ـ اتّباع سياسة خطيرة ضمن البيت اليزيدي الواحد وهو إبعاد الكُرد الأصلاء عن كُرديتهم.
ـ نشر فوضى خالقة وعدم الاستقرار وبالتالي منع عودة اللاجئين إلى ديارهم.
ـ منعهم لتنفيذ الاتفاق الحاصل بين بغداد وأربيل في الفترة الأخيرة لتشكيل إدارة جديدة لمنطقة شنكال وإعادة الإعمار وعودة اللاجئين الخ.
ـ التصريحات الكثيرة والمتناقضة والخطيرة لبعض قيادات هذ التنظيم المسلح والتي تبثّ روح العداء والكراهية بين أبناء الشعب الكُردي وتسخير طاقاته العالمية لبثّ روح العداء بين الكُرد بشكلٍ عام وبالأخص التحريض ضدّ سياسات إقليم كُردستان وكذلك جميع الحركات والأحزاب الكردستانية والتي تناضل في سبيل حصول الشعب الكُردي على حقوقه العادلة كسائر شعوب العالم.
وهكذا يتّضح لنا وبشكلٍ جلي أنّ ب ك ك يحارب إعلامياً وعسكرياً ضدّ المصالح العليا للشعب الكُردي وبالأخص إقليم كُردستان العراق.