نتائج الشهادة الثانوية تزيح الستار عن زيف تصاريح قيادات قسد و PYD
أزاحت نتائج امتحانات الشهادة الثانوية (البكالوريا) للعام الدراسي 2020 / 2021 التي أعلنتها وزارة التربية التابعة للحكومة السورية قبل أيام، الستار عن مفارقات أثارت استهجان المواطنين في مختلف مدن وبلدات غربي كوردستان (كوردستان سوريا).
فقد كشفت النتائج، أن أغلبية مسؤولي الإدارة الذاتية التي يشرف عليها حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، والتي منعت مناهج ومدارس النظام في مناطق سيطرتها على أبناء الشعب الكوردي، قد أرسلوا أبناءهم وبناتهم إلى مدارس النظام سواءً في غربي كوردستان أو مناطق سيطرة الحكومة بمدن أخرى، بل وحققوا درجات عالية في هذه المدارس، فيما حكموا على أبناء غربي كوردستان الدراسة بمناهج مؤدلجة لا تتعرف بها حتى مؤسسات الإدارة الذاتية نفسها.
بالصدد، قال عضو اللجنة السياسية لحزب يكيتي الكوردستاني – سوريا، مجدل دلي: «لا يخفى على المتتبع للشأن السياسي في المناطق الكوردية، معاناة الشعب الكوردي في سوريا من قرارات إدارة PYD الظالمة والتي طالت مناحي عديدة من حياة الناس».
وأضاف دلي في حديث لـ (باسنيوز) «ولعل أبرز تلك القرارات التي أوجعت الشعب الكوردي وخاصة طلبة المدارس، هو ما يتعلق منها بالجانب التربوي وفرض هذه الإدارة لمناهج تعليمية مؤدلجة لا تمت لروح العصر بشيء، بل تخدم غاياتها السياسية وجر الجيل الشاب من الطلبة إلى ساحتها عن طريق فرض رؤاها وأفكارها السياسية التي لا تناسب مجتمعنا الكوردي السوري، مما ألحق أذى بالغ بالطلبة وخاصة بعد منعهم من التوجه إلى المدارس الحكومية لإجبارهم على التوجه إلى مدارسها وتلقي تعليم غير معترف به في جميع الجامعات والمعاهد السورية، مما أدى إلى عزوف أغلبية الجيل الشاب من التوجه لنيل العلم من مدارس هذه الإدارة، وبالتالي خلق جيل أمي يسهل انقياده».
ويرى متابعون، أنه وبالرغم من اقتصار تدريس مناهج النظام (منهاج التدريس الحكومي) على مربعين أمنيين في قامشلو والحسكة، إلا أن مدارسها تكتظ بالطلبة، على عكس مدارس الإدارة الذاتية في كامل المساحة التي تسيطر عليها بكوردستان سوريا.
واعتبر عضو اللجنة السياسية لحزب يكيتي الكوردستاني – سوريا، أن «جميع محاولاتهم باءت بالفشل في إقناع الناس بتعليمهم، وبالتالي رفض تلقي العلم من مدارسهم، وهذا ما أدى إلى اكتظاظ الأعداد القليلة من المدارس الحكومية المتبقية في المربعات الأمنية بعدد هائل من الطلبة نتيجة رفضهم تقبل قرارات هذه الإدارة».
واعتقلت القوات العسكرية التابعة للإدارة الذاتية خلال السنوات السابقة، العديد من المدرسين من مختلف مدن وبلدات كوردستان سوريا، ممن يقومون بتدريس مناهج النظام في دورات خاصة بمنازل الطلبة، وذلك بعد أن عمدت إلى إغلاق المعاهد الخاصة بتدريس مناهج النظام، في محاولة لإجبار الطلبة على الالتحاق بمدارسها.
دلي وفي معرض حديثه لـ (باسنيوز)، أشار إلى أن «المفارقة المثيرة للاهتمام، هي أن رفض هذا التعليم طال حتى أبناء قيادات إدارة PYD، وظهرت هذه المفارقة جليةً هذا العام والأعوام السابقة أثناء صدور نتائج امتحان الثانوية العامة، حيث تأكد أن أبناء مسؤولي الإدارة رفضوا قبل غيرهم تقبل هذا التعليم، وأظهرت نتائج امتحانات هذا العام أن أبناء أغلب المسؤولين قد حصلوا على نتائج جيدة وعلامات عالية في الشهادة الثانوية العامة من المدارس الحكومية».
وأردف «فكان إطلاق النار عشوائياً ابتهاجاً بنجاح وتفوق أبنائهم، في حين كانت قراراتهم نافذة على عامة الناس فقط، بعد أن استثنوا أبنائهم من قراراتهم المجحفة».
واستهجن مواطنون في مختلف مدن وبلدات غربي كوردستان، إطلاق النار العشوائي من قبل محتفلين بنجاح أبنائهم بعد صدور نتائج امتحانات الشهادة الثانوية، خاصة من قبل مسؤولي PYD، حيث توفيت إمرأة (حامل) نازحة من مدينة عفرين تسكن مدينة قامشلو، جراء إصابتها بطلقة طائشة يوم الأربعاء الفائت.
وطالب نشطاء ومواطنون كورد عبر وسائل التواصل، بمحاسبة مطلقي النار في المناسبات والتي تؤدي إلى وقوع ضحايا من الأبرياء بطلقات نارية طائشة.
ورأى دلي، أن «قرارات PYD أضرت بأبناء المواطنين العاديين فقط، حيث تم منعهم من إكمال تحضيراتهم للامتحانات عبر اعتقال مدرسيهم ووقف الدورات التعليمية للمواد الرئيسية، في محاولة منهم لضرب التعليم في المناطق الكوردية، فيما أبناء وبنات مسؤولي PYD كانوا بعيدين عن هذه القرارات يتلقون تعليمهم في مدارس النظام».
وتناقل نشطاء كورد عبر مواقع التواصل، منشورات وأقول لمسؤولي PYD و‹قسد› يشيدون فيها بمناهج الإدارة الذاتية، أرفقوها بصور للبطاقات الإمتحانية الحكومية، الخاصة بأبنائهم.
عضو اللجنة السياسية لحزب يكيتي الكوردستاني – سوريا، مجدل دلي أشار في ختام حديثه لـ (باسنيوز)، إلى أن «واحدة من المسائل العالقة في الحوار الكوردي- الكوردي والتي لم يتم التوصل إلى حل لها هي مسألة التعليم، حيث يصر المجلس الوطني الكوردي على ترك الحرية للطلبة باختيار التعليم الذي يرونه مناسبا وعدم إجبارهم على الذهاب إلى مدارس الإدارة الذاتية لحين إيجاد حل مناسب ينتفي فيه الضرر بالطلبة».
ويتخوف سكان مناطق كوردستان سوريا على مستقبل أبنائهم من الناحية التعليمية، كون شهادات مدارس الإدارة الذاتية غير معترف بها، ناهيك عن ضعف مستوى التعليم فيها.
باسنيوز