نصر الحريري: انتخابات هيئة التفاوض قريبة.. وبعدها قضية المستقلّين
Yekiti Media
شدّد رئيس هيئة التفاوض السورية المعارضة، نصر الحريري، على أنّ الانتخابات الداخلية للهيئة يجب أن تحدث، مضيفاً أنّ هذا الموضوع متّفقٌ عليه وأنّ عوائق التأخير كانت إجرائية.
وقال: “الانتخابات يجب أن تحدث وستحدث وكان يجب أن تتمّ ودعينا لها مراراً وتكراراً”. وأضاف “مسألة الانتخابات لا خلاف عليها، رئيس الهيئة ونائبه وأمين السرّ مستعدّون لهذا الاستحقاق، العائق الحقيقي الذي منعها هو القضايا الإجرائية الداخلية التي منعت اجتماع الهيئة والوقت وطريقة الإجراء، وأحد العوائق كان مسألة اجتماع الرياض للمستقلّين”.
وتابع تعليقاً على اللبس بمحاولة زجّ السعودية كتلة من المستقلّين بطريقةٍ لا توافق النظام الداخلي للهيئة، أنّ “الحوار استمرّ مع السعودية وبين المكونات السورية والمجتمع الدولي وتمّ تبنّي مقاربةً إيجابية من الجميع كان هدفها واحد، وهو الحفاظ على وحدة الهيئة، والحفاظ على وجودها، وأن تمضي في استحقاقاتها وعلى رأسها الانتخابات، وتتفرّغ الهيئة لمناقشة كلّ القضايا والإشكاليات العالقة بما فيها اجتماع الرياض”.
واعتبر أنّ تأجيل نقاش المستقلّين “تقدّمٌ مهمٌّ جدا. الهيئة لديها اجتماع دوري الشهر الجاري وستحضّر لاجتماع الشهر المقبل، تكون المكونات قد تناقشت فيما بينها، وتحضّرت للاستحقاق الانتخابي”، مشيراً إلى أنّ نقاش قضية المستقلّين اتُفق على أن يكون بعد الانتخابات.
وقال: “الهيئة مرّت باستحقاقاتٍ كبرى، ولم نسمح لأحدٍ بالتدخّل بشؤوننا، ولم نلمح من أحد رغبة التدخّل بشؤوننا وخلال فترتي لم ألمس من السعودية التدخّل أو من غيرهم، وعندما شعرنا بحصول خطأ، وأعتقد أنه بحسن نية، كان موقفنا واضحاً بأنّ لدينا ملاحظات وسُمعت ملاحظاتنا”.
وعن عمل اللجنة الدستورية والاتّفاق على جدول أعمالٍ كما أعلن عن ذلك المبعوث الأممي غير بيدرسن قبل أيامٍ ، قال الحريري: “بيدرسن مستمرٌّ بجهوده لتحويل عمل اللجنة من إطار تداولاته الإجرائية إلى الاتّفاق على جدول الأعمال، إلى نقاش المضامين الدستورية”، مشيرا إلى أنّ بيدرسن وضع مقترحاً لجدول الأعمال، وبعد النقاشْ تمّ التوافق عليه بين النظام وهيئة التفاوض، وانطلق به لمجلس الأمن وأعلن توافق الأطراف.
وبيّن أنه “كان يفترض بعد الاتفاق أن تتمّ الدعوة للجنة، فالاجتماع الفيزيائي (المباشر) غير متاح بسبب كورونا، ففكّر بيدرسن بعقد اجتماعٍ افتراضي كانت فيه علامات استفهام، فهو يكفي لقضايا أكثر بساطةٍ من تعقيدات الملفّ السوري”.
وتابع: “قلنا لبيدرسن لا مانع في ذلك ولكنّ الرفض كالعادة جاء من النظام، مقابل أنه أبدى استعداده للقاءٍ فيزيائي، وأعتقد مع انخفاض الجائحة قد يكون هناك اجتماع فيزيائي، مع توفير الترتيبات اللوجستية للاجتماع”.
وعلّقّ الحريري على وقف إطلاق النار في إدلب، قائلاً إنه الأطول خلال تسع سنواتٍ، بسبب جدية الجيش الوطني وتركيا. وأضاف أنّ “ما جرى في إدلب مهمٌّ جداً لأنه حفظ حياة ملايين الناس في المنطقة، وبمراجعةٍ لقرارات مجلس الأمن، فكلّها تحدّثت عن وقف إطلاق نارٍ شاملٍ يهيّئ للحلّ في سوريا”.
وأكّد أنه لا يمكن “فصل المسار الميداني عن المسار السياسي، خصوصاً أنّ النظام وحلفاءه لا يزالون يعوّلون على الحلّ العسكري، كحلٍّ وحيدٍ في مقاربة المسألة السورية… الدافع الوحيد الذي ربّما يجلب النظام وحلفائه لطاولة المفاوضات هو ما جرى من ترتيبٍ على الأرض في إدلب”.
ونبّّه الحريري إلى وجود نوايا لدى النظام لإسقاط وقف إطلاق النار قائلاً: “النظام وحلفاؤه وخاصةً إيران ليس لهم مصلحة في وقف إطلاق النار لذلك سيسعون لتخريب الاتّفاق بأيّ شكلٍ، باتخاذ الإرهاب ذريعة كما السنوات الماضية، والخروقات المتكرّرة لوقف إطلاق النار”.
وقال إنّ هذا “يستدعي الردّ وفتح معارك عسكرية، وعندما تفشل إيران والنظام يبدؤون العمل العسكري من دون أيّ رادعٍ، بسبب غياب ردود الفعل الدولية الحقيقية، ومحور سراقب به حشود توحي بالاستعداد لعمليةٍ عسكريةٍ بالمنطقة”.
وردّاً على سؤالٍ حول الخلافات داخل النظام والمقاطع المصوّرة التي نشرها رجل الأعمال رامي مخلوف، أجاب الحريري: “هذا المطر من هذا السحاب، ما زرعه النظام بدأت آثاره تظهر بعد أن قتل وعذّب وشرّد أكثر من نصف الشعب السوري، فبدأ ينقلب على جماعته”.
وقال إنّ “رسالة مخلوف خطيرة، هو من الحلقة الضيّقة للنظام، يظهِر أنّ اليوم هناك صراعٌ بين أركان النظام، ويريدون أموالاً لدفع الديون، وسيتسلّطون على الشعب ورجال الأعمال الرافضين للدعم. وربما هذه الواجهات الاقتصادية قد نفذ رصيدها وبدأ النظام يبحث عن طبقةٍ جديدة تغطّي على عجزه والتهرّب من العقوبات”.
المدن