هكذا عرفت الشهيد
عبد الصمد أبو كوران
في الذكرى السنوية الحادية والثلاثين لاغتيال الشهيد عبدي نعسان قادر.
في ظل الأجواء الثورية والحماسية التي كانت سائدة فترة الثمانينات كنا طلابا في جامعة حلب ، التقينا بالشهيد وتعرفت عليه وعلى أفكاره الثورية ،كنا نستمع لطروحاته المميزة باهتمام ، نناقشه في الكثير من المسائل خلال الندوات التي كان يقيمها ، كنا نجد في ديناميكيته و انضباطه و روحه الثورية خير من يمثلنا ويعبر عن تطلعاتنا كشباب كرد متحمس ، تواق لخدمة شعبه ، كان الشهيد يؤكد في كل مرة ، ضرورة ايجاد بديل ثوري يتجاوز الأطر والآليات التقليدية … ومع مطلع ربيع 1982 كان لنا شرف المساهمة مع الشهيد بالاعلان عن تأسيس حزب الشغيلة الكردية التي جاءت بمثابة صرخة مدوية للشعب الكردي في مواجهة التداعيات السلبية لاتفاقية الجزائر الخيانية والانقلاب العسكري في تركيا .
على الصعيد برنامج الحزب:
تم لأول مرة ابراز البعد الكردستاني في توجهاته وادبياته ، من خلال التأكيد على ضرورة استخدام 1- عبارة الجزء الكردستاني الملحق بسورية ، 2- ربط الحقوق المشروعة للشعب الكردي لأول مرة بالأرض انطلاقا من قناعة إن الكرد في سوريا شعب يعيش على أرضه التاريخية ، فكان شعار من اجل الحقوق القومية الديمقراطية للمناطق الكردية وكان من إحدى قراءاته الادارة الذاتية للمناطق الكردية .
على الصعيد التنظيمي :
التأكيد على القيادة الجماعية للحزب وذلك 1- بأن يتم انتخاب السكرتير من بين أعضاء اللجنة المركزية ، وبشكل دوري كخطوة باتجاه تعزيز العمل المؤسساتي ، 2- اعطاء الأولوية لبناء العضو الحزبي وتأهيل الكادر من خلال اتباع برامج تثقيفية متنوعة ، وحلقات تثقيفية ، ندوات حوارية فكرية سياسية ، التعلم باللغة الكردية قراءة وكتابة واعتمادها في التداول داخل الحزب ،.. مع ملاحظة : التأكيد خلال كل ذلك أهمية الولاء للقضية لا لأشخاص بعينهم….
على الصعيد الثقافي والاعلامي:
التركيز على الاعلام المتميز والملتزم بقضايا شعبه ، فكان مجلتي الطريق أو Re إضافة إلى الجريدة المركزية .. صوت الشغيلة ، هذه التوجهات التي أرسى لها الشهيد ، وعمل على تطبيقها في الممارسة من خلال ابتكار الآليات اللازمة .. شكلت بمجملها قراءة متقدنة وموضوعية للمرحلة باستحقاقاتها الممكنة آنذاك ، وجاءت كانعطافة نوعية في مسار حركة التحرر الكردستانية ، تضعنا اليوم جميعا أمام مسؤولياتنا التاريخية ،.. باستكمال المهام الكردستانية التي أرسى لها الشهيد ، ونعمل على ايجاد الأطر والآليات اللازمة لإنجاز ذلك ، في اطار إجراء مراجعة شاملة على ضوء استحقاقات المرحلة والتحديات المصيرية المطروحة اليوم، وبهذه المناسبة النضالية … ونحن نحيي ذكرى شهيد حي فينا ليس لي إلا أن أستحضر روحه الطاهرة ، وأوصي لكم به ، بأن نعمل معا اليوم و يدا بيد من أجل حرية واستقلال كردستان التي باتت تشكل تحديا مصيريا أمامنا ، وهو إما نكون ونعيش بعز وكرامة ويكون لنا دولتنا المستقلة كسائر الشعوب الحية في العالم، أولاّ : لا أقولاه لا نكون .. بل يجب أن نكون ، كيف لا ونحن أصحاب أكبر إرث حضاري في هذا الشرق الشامخ بكردستانه ،.. ولنكون عند شرف الأمانة التريخية لدماء شهداؤنا وقاداتنا العظام أمثال كيخسرو وبيشوا قاضي والشيخ سعيد والبارزاني مصطفى….
دمتم ذخراّ لكردستان المستقلة … و دام الشهيد الحي قائداّ وملهماّ فينا….