هل انقلبت ألمانيا على إيران؟
مشاري الذايدي
ليس الخبر أنْ تصنّف ألمانيا «حزب الله» اللبناني حزباً إرهابياً وتحظر نشاطه على أرضها وتمنع الانتماء له.. بل الخبر أو قل السؤال المستحق: لماذا تأخرت الدولة الألمانية كل هذا الوقت؟!
ثم ما هي الدول الأوروبية التي ما زالت بعدُ غافيةً على وسادة الوهم، ولَم تَرَ بعدُ الوجهَ الإجرامي الكالح لهذه الشبكة الدولية المحترفة للإرهاب والاغتيالات والتفخيخ، وصناعة العبوات الناسفة، وغسل الأموال وتجارة المخدرات والتعاون مع الشبكات الإرهابية الأخرى مثل تنظيم القاعدة!؟ عجيبٌ جداً هذا الصمت الأوروبي عن النشاط الإرهابي الإيراني، عبر ذراعه اللبناني «حزب الله»، أو مباشرة من خلال «الحرس الثوري». رغم ثبوت الأدلة المادية على تورط هذه الشبكات الإيرانية بعمليات اغتيالات أو تفجيرات جماعية. كمان كان عملاء الحرس الثوري يزمعون القيام به ضد مجموعة إيرانية معارضة، على الأراضي البلجيكية والفرنسية.
نعم. في عهد الذاهب غير مأسوف عليه باراك أوباما كان يمكن فهم هذا «التطنيش» لأن العبقري الكبير أوباما، كان لا تأخذه لتمرير الصفقة المسمومة مع النظام الخميني، لومة لائم. ومشى معه في هذا الإيمان الدرويشي بالانفتاح على النظام الخميني أصحابه الأوروبيون.
المعلومات، أو بعضها، التي اكتشفها الأمن الألماني عن نشاط «حزب الله» اللبناني على أراضيه مذهلة، ومن ذلك معلومات ما تتعلّق بعدد من رجال الأعمال الشيعة، الذين استغلوا العمل في التجارة لغرض غسل الأموال، ونقلوا مئات الملايين من اليورو إلى حسابات بنكية تابعة للتنظيم اللبناني، ونقلوا بعضاً منها لتمويل نشاطات خلايا «حزب الله» العاملة في شتى أنحاء ألمانيا. وتم تزويد برلين بمعلومات عن مخزن سري، في إحدى مدن الجنوب الألماني، أخفى الحزب داخلها مئات الكيلوغرامات من «نترات الأمونيوم» التي تستخدم في تصنيع المواد المتفجرة.
ألمانيا ليست فقط مركزاً مهماً لحزب الله اللبناني، بل لمجموعات إخوانية عربية وتركية منذ عقود وعقود، فهل حانت لحظة اليقظة من الغفوة، أم هي خطوة منبتّة فريدة لا تعني انقلاباً غربياً أوروبياً على إدمان النوم مع الشيطان؟
الشرق الأوسط