آراء

هل ستجد توصيات جيفري طريقها الى التطبيق ؟

سليمان أوسو

بعد سياسة “ادارة الأزمة” التي اتبعتها أمريكا طيلة السنوات السابقة في سوريا ، بدأت تظهر في الأفق ملامح الجدية لدى الإدارة الأمريكية في حل الأزمة السورية من خلال تعيينها الدبلوماسي الخبير “جيمس جيفري ” مبعوثاً خاصاً لوزير الخارجية بومبيو وكذلك ” جويل رايبرون ” ضابط المخابرات السابق في الجيش الأمريكي نائباً لمساعد الوزير لشؤون بلاد الشام في سوريا ولبنان .

وظهرت الجّدية في جملة من التوصيات التي قدمها جيفري والتي أٌعدت من قبل خبراء في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط وتلخصت في “فرض عقوبات ومنطقة حظر جوي وبري شمال شرق سوريا وشرق الفرات “والإبقاء عليها حتى تنفيذ القرار الأممي 2254 المتضمن إقرار حكومة سورية مستقلة دون مشاركة الأسد والقوات المدعومة من ايران الداعمة لحكمه .

جاءت هذه الخطوة الأمريكية بعد سلسلة من التغيرات السياسية في سوريا وجوارها .

– حيث تصاعدت حملة تصريحات pyd بأنها جاهزة للاتفاق مع النظام ودون شروط مسبقة ، وتم ارسال وفد من قبل “مسد” الى دمشق للقاء المسؤولين الأمنيين هناك والمعلومات التي تسربت بأن الوفد عاد خائباً من دمشق وكذلك محاولة الروس بسرقة قوات سوريا الديمقراطية من الأمريكيين من خلال دعوتهم الى قاعدة حميمم الروسية مستغلاً عدم جدية النظام في ابداء أية مرونة في التعامل بجدية مع مطالبهم .

– كما جاءت هذه الخطوة الأمريكية بعد الأزمة التي تشهدها العلاقات التركية الأمريكية والتي بلغت ذروتها هذه الأيام علماً بأن أمريكا كانت حريصة طيلة الفترة السابقة على إرضاء الحليفة تركيا في أية خطوة تخطوها بسوريا .

على أية حال فيما اذا وجدت هذه التوصيات طريقها الى التطبيق من قبل الإدارة الأمريكية سوف تدخل سوريا مرحلة جديدة في ظهور المشاريع المعدّة لحل الازمة السورية ومن المحتمل حصول بعض التصادمات الشكلية بين المشروعين الأمريكي والروسي في سوريا .

وسوف يبقى المشروع الأمريكي ناقصاً إن لم يتبعه مشروع الحل السياسي في شرق الفرات .

والذي يجب أن يتضمن كردياً وبعد أن فشل حزب pyd في ادارة المنطقة الكردية وكما يجب أن يتضمن المشروع وضع حد لغطرسة pyd والإعداد لمصالحة كردية تضع حداً لكل الخروقات والانتهاكات لحقوق الإنسان ومحاولاتهم انهاء الحياة السياسية في كردستان سوريا من خلال مشروع سياسي واضح المعالم يضمن حقوق كل المكونات المتواجدة في هذه المنطقة وبرعاية أمريكية .

هذا بالإضافة الى ضرورة تقديم مساعدات ومشاريع اقتصادية عاجلة لهذه المنطقة بهدف ازدهارها اقتصاديا .

يبقى السؤال المطروح :

هل ستجد توصيات جيفري طريقها إلى التنفيذ ؟

 

جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عــن رأي Yekiti Media

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى