هل شارف شهر العسل الروسي التركي على الإنتهاء ؟
سليمان أوسو
تداولت الكثير من المراكز الإعلامية تصريحات وزير الخارجية الروسي حول نية أمريكا بإنشاء كيان شبه دولة في شرق الفرات بالتعاون مع حلفائها الكُـرد.
تأتي هذه التصريحات وسط جملة من المواقف المتبادلة بين تركيا وأمريكا حول نيتهما في إعادة العلاقات الثنائية بين البلدين إلى سابق عهدهما بعد أن تدهورت بسبب رفض أمريكا إشراك تركيا في عملية تحرير الرقة من تنظيم داعش الإرهابي، واعتمادها على قوات سوريا الديمقراطية، التابعة لحزب ب ي د ، التي اُنشأت بإشراف أمريكي، وبنتيجتها ، وبعد اسقاط الطائرة الروسية من قبل تركيا والتي تسببت بأزمة حقيقية بين البلدين مما استدعى تقديم الرئيس التركي اعتذار رسمي لنظيره الروسي ، وبعد هذه العملية طوّرت تركيا علاقاتها مع روسيا في جميع المجالات الإقتصادية والعسكرية لدرجة تم توقيع عقد شراء صفقة صواريخ إس 300 علماً أن تركيا دولة مهمة في حلف الأطلسي ، وأصبحت تركيا كالطفل المدلل لدى روسيا وكان هدف تركيا من كل هذه التحركات الإظهار للأمريكان بأن لدينا خيارات بديلة عنكم.
بعد أن إقتنع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن سياسة العداء لأمريكا ستسبب له الكثير من المتاعب قد تنعكس على مستقبله كرئيس لتركيا وبالأخص بعد الأزمة الاقتصادية التي عصفت بتركيا نتيجة العقوبات التي فرضتها أمريكا عليهم بعد أن رفضت إطلاق سراح القس الأمريكي المحتجز عندها ، وبدأت بوادر لحلحة الأزمة من قيام الأمريكان بتدريب الجنود الأتراك للقيام بدوريات مشتركة في منبج ، وقيام الاتراك بإطلاق سراح القس الأمريكي الذي لاقى استحساناً لدى الرئيس الامريكي .
وفي الجانب الآخر بدأت العلاقة التركية الروسية تتأرجح بسبب معارضة تركيا للتهديدات الروسية باجتياح إدلب في القمة الثلاثية التي جمعت رؤساء الدول الثلاث (روسيا وتركيا وإيران ) في طهران ، ولاقى الموقف التركي دعماً امريكياً واوربياً مما استدعى عقد قمة ثانية بين الرئسين الروسي التركي والخروج باتفاق حول إدلب والتي لا زالت تتعثر في تطبيقها .
وتأتي تصريحات الوزير الروسي في هذه الأجواء كرسالة للجانب التركي علّه ينجح في تخويف الاتراك بالبعبع الكردي ومن النوايا الأمريكية بانشاء كيان كردي في شرق الفرات .
ويجمع أغلب المراقبين للعلاقة التركية الروسية بأن شهر العسل التركي الروسي شارف على الإنتهاء وخصوصاً بعد أن توضحت معالم الإستراتيجية الأمريكية في سوريا.
جميع المقالات المنشورة تُعبر عن رأي كتابها ولاتعبر بالضرورة عن رأي Yekiti Media