هل يكون الرئيس الأمريكي ترامب عراب الدولة الكردية ؟
تمر حسين ابراهيم
حبس العالم قبل ايام أنفاسه ترقبا لما ستسفر عنه نتائج الانتخابات الرئاسية الامريكية .لم تكن الأوساط السياسية و النخبوية الكردية بعيدة عن مراقبة هذا المشهد .فالقضية الكردية تعيش في مرحلة مفصلية وحساسة في ظل هذه المتغيرات الهائلة التي تضرب منطقة الشرق الأوسط.حيث بات الحديث عن التقسيم في العراق و سورية أمرا شبه مؤكد أو بالأحرى تلاشي حدود هاتين الدولتين اصبح امرا واقعا و هنا يتذكر الكرد كيف أن التاريخ قد ظلمهم في عشرينات القرن الماضي عندما قسمت أرض كردستان و تم التخلي عن المطالب الكردية إرضاء لرغبة تركيا .سنوات من القهر و الظلم خلتها ثورات و انتفاضات لم تحقق للكرد سياسيا ما ينعمون به الآن من سيطرة على أرضهم التاريخية و توسع مناطق نفوذهم في ظل حرب القوات الكردية ضد تنظيم داعش .
يشبه الوضع الكردي افتتاحية
الروائي الإنجليزي الأشهر شارلز ديكنز في روايته الكلاسيكية الخالدة «قصة مدينتين حيث يقول:
” كان أحسن الأزمان وأسوأ الأزمان، كان عصر الحكمة وعصر الحماقة، كان عصر اليقين والإيمان، وكان عصر الحيرة والشكوك، كان زمن النور وزمن الظلمة، كان ربيع الأمل وشتاء القنوط.”
تحديات الرئيس الأمريكي الجديد
يقول الباحث الامريكي المعروف كريستين كاريل في جريدة النيويورك تايمز في احدث مقال له إن الكرد يقتربون من إنشاء دولتهم و هذا ما سيحدث تحولات في الشرق الأوسط و يتساءل هل سيساند الرئيس الامريكي الجديد وجود هكذا دولة على الخارطة؟
بالطبع سيواجه الرئيس ترامب جملة من القضايا المتعلقة بالملف الكردي في جميع أجزاء كردستان.ففي العراق موضوع الاستقلال بات اقرب من أي وقت مضى و الكرد لن يتنازلوا عن هذا الحق في ظل توافر ظروف هي الأنسب و تضحيات بشرية كبيرة قدموها، ايضا مسألة المناطق التي حررتها قوات البيشمركة تحتاج إلى اعتراف أمريكي بأحقية وجود القوات الكردية فيها و ينتظر الكرد دعما أمريكيا لموضوع تصدير النفط خارج حدود الإقليم أو شراءه في الأسواق الأمريكية .أما في سورية ضمان حصول الكرد على الفدرالية و الحكم الذاتي و زيادة تواجد القوات الأمريكية و إنشاء قواعد دائمة في المناطق الكردية يؤمن كل هذا نوعا من الحماية في ظل تهديدات تركية بالتوغل .لا بل إن النظام و المعارضة لا يخفيان استيائهما من زيادة النفوذ الكردي. و في تركيا فالوقوف في وجه سياسات أردوغان الإستبدادية و ابتعاد تركيا عن معايير الاتحاد الأوروبي في الحرية و الديمقراطية كلها أمور تشجع الإدارة الجديدة على الوقوف بصف الكرد و حزب الشعوب الديمقراطي. الكرد في إيران سيرحبون بأي صرامة تبديها الإدارة الجديدة تجاه ايران لأنهم اعتبروا أن مسألة الاتفاق النووي مع إيران قد قضى على آمال الأقليات بالضغط على طهران لإعطاء المزيد من الحقوق .
آمال كردية
هناك شعور بالتفاؤل يسود الشارع الكردي بوصول الإدارة الجديدة حيث يأمل الكرد بأن يصلح الرئيس ترامب الخطأ الاستراتيجي الذي وقع فيه الغرب و منعوا تشكيل دولة كردية في القرن العشرين و أن يعترف بخارطة الدولة الكردية. أربع سنوات سينتظرها الكرد بفارغ الصبر مع قرارات الإدارة الجديدة لأن ذلك سيحدد مستقبلهم في الشرق الأوسط.