من الصحافة العالمية

هل يمكن للروس إنقاذ الاسد بعد فشل إيران في ذلك؟

بعد دخول روسيا على خط التماس و بشكل مباشر  في سوريا و تأكيد دورها  السلبي  في  اطالة عمر  النظام القمعي  في سوريا, هل  ينجح الروس  في  فرض  اجنداتهم  على اوروبا وامريكا؟  تلك الدول  التي لا ترغب بالتعامل مع الاسد و تحاول أن  تلعب  دورا اساسيا بالقضاء  على نظامه  و الارهاب الذي نتج عنه  في  آن واحد, ام أن دور  روسيا يقتصر  على استعراض قدرتها العسكرية  ونشر  احدث  مالديها  لزيادة مبيعاتها من الأسلحة.
أعتقد بأنه لايخفى على احد بأن روسيا لم تتأخر  منذ بداية الأحداث في سوريا عن دعم النظام السوري القمعي  ومده بكل أنواع الأسلحة الفتاكة و بل قامت بتقديم الدعم له من خلال الإستشارات العسكرية و حمايته في الأمم المتحدة من خلال حق النقد الفيتو الذي استعمله الروس لمنع أي قرار ينهي نظام الأسد.
الغريب  في  الأمر ان  روسيا  تخلت عن أهم حليف  لها  في  يغوسلافيا فلماذا لا تتخلى عن نظام بشار  القمعي ؟ هناك عدة أسباب  عن عدم تخلي  الروس  عن نظام بشار و هي:
اولا اهميه موقع سوريا للروس.
ثانيا تلك الديون المتراكمة منذ عهد المقبور  حافظ الأسد .
ثالثا رغبة إسرائيل في بقاء الأسد على رأس النظام السوري .
رابعا  الأهم إن روسيا تريد اعادة قدرتها  العسكريه في منطقة الشرق الاوسط وترتيب اوراقها من جديد كي  تكون قوية في  منافسة  امريكا في المنطقة و ذلك بعد فترة طويلة من التنازلات لأمريكا  كراعي للعالم.
إذا تمكن الروس من تنفيذ مخططاتها في سوريا و خصوصا بعد نجاحها من إستغلال سقوط طائرتها من قبل الأتراك حيث تعمدت خرق الأجواء التركية عدة مرات و استطاعت من خلال تلك الحادثة نشر صواريخ اس 400 التي  لايستهان بقدرتها والتي تشكل نقطة مهمة في السيطرة على أجواء سوريا  فان دورها  سيكون دور  الامر  الناهي  في سوريا .
لاشك بعد إسقاط الطائرة الروسية من قبل حليف الناتو تركيا تعاظم دور  روسيا في سوريا فتم  على غرار الازمة التركية الروسية  نشر  النظام الصاروخي  وكانت العملية مدبرة فقط ليعطي  للروس  الذريعة في  تنصيب  مثل تلك الأنظمة لحماية مصالحا  وحمايه النظام المجرم في سوريا فعملية التدخل  الروسي قد يفشل  جميع الرهان على انهيار نظام الأسد في القريب و هذا يجعل الأوربيين في مشكلة حيث أن بقاء الاسد يعني استمرار الحرب في سوريا و هذا يؤدي بالتالي إلى استمرار عملية اللجوء من سوريا إلى اوروبا التي تعاني من هذا الجانب و قد يؤدي هذا إلى انهيار الاتحاد الأوروبي بسبب عدم وجود آلية موحدة بين دول الاتحاد الأوروبي في التعامل مع قضية اللاجئين.
انا أرى مشروع أكثر وضوحا في  المنطقة و ينافس  المشروع الامريكي  لتقسيم الشرق  الاوسط,  فروسيا على استعداد للمواجهه لإفشال أي مشروع يضعف نفوذها في سوريا و بل إن روسيا أكثر جدية من أمريكا في الدفاع عن مشروعها في المنطقة و جديتها  في دعم مشروعها تنقذ الاسد من الإنهيار.
السؤال الذي يطرح نفسه, هل أخطأت روسيا في خرق الأجواء التركية أم أن تركيا وقعت في الفخ الذي نصبت لها روسيا؟
رافع علي
19.12.2015

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى