هوشيار زيباري يكشف تفاصيل لقاء بارزاني مع مظلوم عبدي
Yekiti Media
كشف القيادي في الحزب الديمقراطي الكُـردستاني، و وزير خارجية العراق الأسبق، هوشيار زيباري تفاصيل من لقاء الزعيم الكُـردي مسعود بارزاني مع قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي قبل عدة أيام في مصيف صلاح الدين بالعاصمة هولير/ أربيل.
جاء ذلك خلال مقابلة لزيباري مع فضائية شمس وتابعتها يكيتي ميديا، تطرق خلالها إلى جانب لقاء بارزاني مع عبدي إلى العلاقة التي تربط إقليم كُـردستان و حكام سوريا الجدد، و مواضيع أخرى.
زيباري تطرق في بداية حديثه عن علاقة إقليم كُردستان مع دول الجوار، مشيراً أنها علاقة صعبة، واحتاجت لسنواتٍ من العمل الدوؤب و بناء الثقة مع كل من سوريا، تركيا، إيران، و العراق، و زاد: الصعوبة مع تلك الدول تكمن في فهم الهم الكُـردي و الطموح الكُردي في المنطقة التي نتشارك فيها، لافتاً إلى إن الصورة النمطية لتلك الدول كانت و لا زالت إلى حد ما أنّ الكُرد ليسوا عامل استقرار و يهدّدون سيادة هذه الدول و تقسيم تلك البلدان و ينفّذون أجندات خارجية ضد مصالح شعوب المنطقة.
وقال زيباري: واجهنا تلك التحديات في كثير من المراحل من خلال بناء الثقة وأثبتنا للجميع بأننا عامل سلام و استقرار، و نريد أن نساهم في بناء دول المنطقة، مضيفاً: ” لا نستطيع القول أننا تخطينا الخلاف بالكامل، لكنها قد تكون أقل خفةً”، في أوساط سياسية، ثقافية، ونخبوية.
وأضاف: ومع الوضع الجديد الحاصل في الشرق الأوسط منذ نحو سنة، الشرق الأوسط يتغير وسيتغير، وسوريا تغيرت بالكامل وما حصل في سوريا لم يكن ضمن توقعات الدول الكبرى والإقليمية، ولا زالت هناك مخاوف من ارتدادات الوضع السوري على العراق ودول المنطقة والدول العربية، وقال: الصورة لا زالت غير واضحة، أين تتجه سوريا الجديدة..؟ بقيادتها الجديدة..؟ وتحقيق وئام وطني وعملية انتقال سياسية، ونحن في العراق مررنا في ذلك الوضع في العام 2003 وبالرغم من إن الظروف مختلفة، لكن هناك نقاط مشتركة.
وحول العلاقة مع حكام سوريا الجدد قال: هناك تواصل بين قيادة الحزب الديمقراطي الكُردستاني و قيادة الإقليم مع حكام سوريا الجدد، وهي علاقات جاءت مباشرة بعد سقوط الأسد، منوهاً إلى إن هناك علاقات مع قوات سوريا الديمقراطية وهناك تواصل معهم.
وأشار إلى أنّ الوضع السوري غير مستقر، و هذه الفترة الزمنية التي طرحت لأجل عقد مؤتمر وطني و كتابة الدستور و إجراء انتخابات هي فترة طويلة.
وقال زيباري: نصحنا الكُرد في سوريا بالمشاركة في العملية السياسية و أنكم تستطيعون الاستفادة من تجربتنا، وأنتم في وضع متميز و هناك دعم دولي كبير لكم و دعم أمريكي و أوروبي، و الواجب عليكم التصرف كوطنيين سوريين في هذه المرحلة و أن تكونوا واقعيين في ما تطرحونه.
وتابع: نحن في الديمقراطي الكُردستاني و في الإقليم نشعر بمسؤولية أكبر و خاصةً لدى شخص قيادتنا التاريخية، الرئيس مسعود بارزاني، و يُنظر إليه كزعيم قومي ليس فقط لكُرد العراق، هناك في سوريا لدينا أنصار و جماهير، و جماهيرنا في سوريا أكثر من أي طرف آخر و هي بسبب الظروف أغلبية صامتة.
وقال: نحن نعتبر في الحزب الديمقراطي الكُردستاني و إقليم كُردستان، نحن الامتداد الجغرافي و الاستراتيجي و الطبيعي لكُرد سوريا، إذا كان طرف هناك بإمكانه مساعدتهم في خضم التهديدات الموجودة و على وجودهم فهو الرئيس مسعود بارزاني و الحزب الديمقراطي و إقليم كُردستان العراق، و ذلك لإبعادهم عن شبح هذه المواجهة القادمة.
وعن لقاء الرئيس مسعود بارزاني مع قائد قسد مظلوم عبدي قال: كان تاريخياً، والكثير لم يكونوا يتوقعون حصوله بهذه السرعة، لكن الرئيس بارزاني بادر بإرسال ممثل عنه كبادرة حسن نية و تتضمن أنه بإمكاننا مساعدتكم و توحيد الموقف الكُردي من القيادة الجديدة في سوريا.
وبخصوص مضمون لقاء عبدي وبارزاني قال: كانت النصائح أن يستفيدوا من تجربتنا و أن يتصرّفوا ككُرد سوريين ووطنيين بأنّ لديهم حقوق مشروعة، و أن لا يتجاوزوا على مناطق غيرهم، والانفكاك عن نفوذ و تأثير حزب العمال الكُردستاني الذي كان و ما يزال يهيمن على بعض مفاصل قوات سوريا الديمقراطية، وأنه من مصلحتكم الاستفادة من هذا الدعم الدولي و حتى العربي التي تتفهم وضعهم، و أن يبتعدوا عن هذا التداخل والترابط مع العمال الكُـردستاني.
وأضاف: نحن مستعدون لمساعدتكم و الاستفادة من علاقاتنا العميقة مع تركيا في هذا المجال لإبعادكم عن شبح مواجهة عسكرية مستقبلية، و إذا تصرّفتم بعقلانية و تفاوضتم مع القيادة السورية الجديدة بوفد كُردي موحد، وطرح المطالب بشكل عقلاني و منطقي و هناك فرصة ذهبية لكم، و زاد: أما إذا تصرّفتم بشكلٍ مغاير، حينها لن تستطيع مساعدتكم، وشدد على إن اللقاء كان جدياً و إيجابياً و كان هناك ارتياح كبير لهذا اللقاء عل مستوى الأمة الكُردية.
الظروف قد تغيّرت، سابقاً كان هناك اتفاقيات في دهوك و أربيل بمبادرات من الرئيس مسعود بارزاني لكن لم يتمّ الالتزام بمخرجات الاجتماعات، حالياً الظروف قد تغيّرت كثيراً و النظام السوري انهار و هناك واقع جديد و لا أحد يستطيع التكهن إلى أين تتجه الأمور، و لا زالت هوية النظام الجديد غير معروفة و أيضاً المحك لاستقرار سوريا و وحدة سوريا هو عملية كتابة دستورٍ يلبّي طموحات الشعب السوري بكافة المكونات و القوميات، و هذا هو الامتحان الكبير. هل تنجح سوريا أم لا ؟
وحول دعوة الأطراف الكُـردية مجدداً إلى الإقليم أشار زيباري إلــى إن العملية قد بدأت بهذه الخطوتين الناجحتين (زيارة دربندي إلى كُردستان سوريا، وزيارة عبدي إلى إقليم كُـردستان) وبإمكاننا مساعدتهم.
وسرد زيباري عن مراحل تأسيس الإقليم قائلاً: من خلال تجربتنا السياسية وبالتحديد سنة 1991 عندما تشكل الإقليم، كانت هناك مخاوف إقليمية، تركية وسورية وإيرانية وعراقية، أنه ربما إن هذا الكيان الكُـردي سوف يكون عامل تهديد وخطر على أنظمة المنطقة و بعد إجراء أول انتخابات في الإقليم سنة 1992 بدأنا في مرحلة من المفاوضات والمباحثات من أجل تهدئة مخاوف إيران وتركيا بأننا حتى لو تشكل لدينا حكم ذاتي أو إقليم، فلن يكون ضد مصالحكم أو أمنكم القومي و يمكننا أن نعيش و بدون أن نتدخل في شوؤنكم أو نهدد أمنكم القومي، وقال: نجحت هذه التجربة و نجحنا أن شركاء لهم من خلال المصالح التجارية والاقتصادية والأمنية، وزاد: هل نستطيع أن نسوق هذا الشك في شمال شرق سوريا..؟ مشيراً إلى اختلاف تجربة كُـرد العراق عن تجربة كُـرد سوريا، مستشهدا بعدة مراحل تاريخية في تاريخ العلاقة بين كُـردستان وبغداد وهي غير موجودة لدى الكُـرد في سوريا.
و قال زيباري أن للكُـرد في سوريا حقوق مشروعة، وطبق في حقهم مشاريع عديدة كالحزام العربي والحرمان من الجنسية، و حرموا من الحقوق الثقافية واللغة، والحقوق الإدارية، وأشار إلى النموذج لكُـردستان سوريا سيكون حسب التوافقات و شكل الدولة، وليس بالضرورة أن يتم استنساخ تجربة كُـردستان العراق في كُـردستان سوريا.
و حول طمأنة الحزب الديمقراطي لتركيا بخصوص الشريط الحدودي و موافقة انسحاب العمال الكُـردستاني، و بالتالي عدم مهاجمة تركيا لسوريا قال زيباري: المشاكل الأساسية ليست فقط بالنسبة لتركيا بل الدول الداعمة لقوات سوريا الديمقراطية أنه يجب أن يتم الانفكاك مع حزب العمال الكُـردستاني، وهذا بات مطلب أممي، بأنه فرصة لكم، و تقرروا مصير شعبكم و لا تستمعوا للإملائات الخارجية، و خروج العمال الكُردستاني من المشهد سيساعد كثيرا من تهدئة مخاوف تركيا والدولية.