واشنطن بوست: تيلرسون ينوي تشكيل محور سعودي عراقي لمواجهة إيران
Yekiti Media– ذكرت وسائل إعلام اميركية، الأحد، أن وزير الخارجية ريكس تيلرسون، يأمل في إبرام تحالف جديدي بين الرياض وبغداد من شأنه إضعاف نفوذ إيران في العالم العربي، وذلك من خلال مشاركته في الاجتماعات الأولى لمجلس التنسيق السعودي العراقي.
وقالت صحيفة “واشنطن بوست” في تقرير لها اليوم ( 22 تشرين الأول 2017)، إن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، الذي وصل العراق أيضاً ضمن زيارته للشرق الأوسط نهاية الأسبوع الماضي، يأمل في تحقيق شيءٍ استعصى على كبار الدبلوماسيين الأميركيين لزمن طويل، وهو “إبرام تحالف جديد بين الرياض وبغداد من شأنه سد أبواب العالم العربي المطلة على جارتهم إيران”.
وأضافت أن الولايات المتحدة تسعى لرأب الصدع بين دول الخليج العربي وقطر، وحل أزمة الحروب الأهلية في اليمن وسوريا، وذلك من خلال الزيارات التي يقوم بها تيلرسون، الذي يعد ذراع إدارة ترمب اليُمنى في هذه المناورة التي توصف بأنها “الأكثر طموحاً”.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم، ان التحالف الجديد الذي تسعى واشنطن لتشكيله سيوحد صف الرياض وبغداد كمركزٍ لمواجهة تأثير إيران المتزايد والممتد من الخليج العربي وحتّى البحر المتوسّط، لا سيمّا أن الحكومة العراقية تكافح لإعادة تشييد البلد الذي تحرر مُؤخراً من تنظيم داعش، وتواجه حركة استقلال كردية صارت حقيقة لا جدال فيها مؤخراً.
وتابعت أنه “على الرغم من أن الجهد المبذول للفصل بين العراق وإيران، والربط بين العراق والسعودية ليس بجديد، إلا أن المسؤولين الأميركيين يشيرون بتفاؤلٍ إلى موضع قدم أكثر رسوخاً يعتقدون أنهم رأوه في الأشهر الأخيرة، كما يأملون في دفع العلاقات المتحسنة بين الطرفين إلى مرحلة أكثر تقدماً”، وذلك من خلال مشاركة تيلرسون في الاجتماع الافتتاحي للجنة التنسيق السعودية-العراقية في الرياض، اليوم الأحد.
وفيما يتعلق بخطط وزير الخارجية الأميركي، أفادت الصحيفة ان “تيلرسون يلتمس سخاء ماليا ودعما سياسيا سعوديا للعراق، البلد المجاور المنكوب شمال المملكة”، وقال مسؤولان أميركيان إن تيلرسون يأمل في أن يساهم السعوديون الأغنياء بالنفط في مشروعات إعادة الإعمار الضخمة التي يحتاجها العراق لاستعادة الحياة كما كانت عليه قبل داعش في مدن عراقية مثل الموصل، وأن يقدّموا دعمهم لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.
وأشارت الصحيفة إلى أن تدخل إيران في إقليم كردستان شمال العراق، في أعقاب الاستفتاء، ساهم في زيادة التوتر وتعميقه بين واشنطن وطهران، حيث يريد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أن يرى “عراقاً مستقراً، ولكنه لا يريد رؤية العراق مستقراً في صف إيران”، بحسب تصريح لمستشار الأمن القومي الأميركي، ماكماستر، والذي رجّح أن السعودية قد تلعب دوراً محورياً في هذا الشأن.
وقال ماكماستر، يوم الخميس الماضي، إن “إيران فعالة جدا في تأجيج المجتمعات ضد بعضها البعض”، وأضاف قائلاً “هناك شيء يتقاسمه الإيرانيون مع مجموعات مثل داعش وتنظيم القاعدة، إنهم يؤججون النزاعات بين المجتمعات لأنهم يستخدمون الصراعات القبلية والعرقية والطائفية لتحقيق النفوذ عن طريق تصوير أنفسهم باعتبارهم رعاة وحماة أحد أطراف النزاع، ثم يستخدمون تلك الدعوة من أجل التدخل والمساعدة في تحقيق أجندتهم”.
وتابعت الصحيفة انه وبعد فترة وجيزة من تولي وزير الخارجية الأميركي منصبه، وضع تيلرسون تحسين العلاقات السعودية العراقية كأولوية في السياسة الأوسع لمواجهة واحتواء إيران، حيث يقول مسؤولون إنه كرّس نفسه لهذا الجهد وبدا ذلك أثناء إجرائه في وقت سابق، اتصالا عن طريق هاتف آمن إلى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بشأن التقارب مع العراق.
وبحسب المسؤول، فقد طلب تيلرسون من الجبير أن يزور بغداد كعلامة على النوايا السعودية الطيبة والالتزام بالجهود الرامية إلى إلحاق الهزيمة بداعش التي كانت لا تزال تسيطر آنذاك على حوالي نصف الموصل، وبالفعل وافق الجبير، وبعد يومين قام بزيارة مفاجئة إلى العاصمة العراقية، وكان أول وزير خارجية سعودي يفعل ذلك خلال 27 عاماً.
الجدير بالذكر أن العلاقات السعودية العراقية شهدت تحسنا، حيث أعادت المملكة فتح سفارتها في بغداد عام 2015، بعد ربع قرن من إغلاقها، كما أعادت كذلك فتح المعابر المغلقة منذ زمن بعيد في مطلع هذا العام، ولكن ظهور إيران التي تنافس السعودية بصفتها قوّة فاعلة في العراق مازال يزعج كل من الرياض وواشنطن.
المصدر: NTR