واقع القطاع الزراعي في ريف بلدة تل تمر
Yekiti Media
يعاني المزارعون في ريف بلدة تل تمر من صعوبات تواجههم في الأعمال الزراعيّة، فإلى جانب الغلاء الفاحش – بحسب وصف المزارعين، في أسعار البذار يلاقي الفلاح صعوبة كبيرة في الحصول على الأيدي العاملة، ما أدّى إلى تقلص مساحات الزراعة في تل تمر وريفها نتيجة عدم تشجيع إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي لهذا القطاع الهام، حيث أصبحت مناطق خط التماس ممنوعة من البذار دون أي تعويض.
وقال المزارع محيسن أبو أحمد (مزارع من تل تمر) ليكيتي ميديا “أنا بشكلٍ خاص أعمل في الزراعة وهذه مهنتي حيث أملك جرار زراعي فأستأجر مثلاً ما يقارب ٥٠ هكتاراً بعلياً من صاحب الأرض نتفق على نسبةٍ مئويّة ما بيننا، كما أستثمر أيضاً بئراً سطحياً يسقي ما يقارب الـ ٥٠ دونماً”.
كما أضاف: لكن دوماً يتملّكني شعور الخوف وتواجهني العقبات في هذا المجال منها مثلاً:
1- (الغلاء الفاحش) للبذار حيث الآن يُباع طن بذار القمح الطري المغربل بشكلٍ وسط بمليون وسبعمائة ألف ليرة سوريّة، أي أنّ الدونم الواحد من البعل يحتاج بذاراً بحدود ٣٠ ألف ليرة سوريّة، و دونم السقي يحتاج إلى ٦٥ ألف ليرة سوريّة.
٢ -الغلاء في تكلفة الفلاحة والبذار ، حيث تبلغ كلفة تجهيز دونم البعل حوالي ٧ آلاف ليرة سوريّة، والسقي حوالي ٢٥ ألف ليرة سوريّة.
٣ -عدم كفاية مادة المازوت الممنوحة من إدارة PYD، حيث يُمنح لكلّ جرّار زراعي كميّة ٣ آلاف لتر مازوت وهذا غير كافٍ.
٤ -لا تعوّض إدارة PYD، المزارعين أو حتى دعمهم بقروض مؤجلة كون الموسم الفائت تعرّض للجفاف.
وختم المزارع أبو أحمد حديثه بالقول “إنّ الزراعة بشكلٍ عام باتت خسارة لأصحابها ولكن لا أستطيع الاستغناء عنها كونها ممولي الوحيد”.
من جهةٍ أخرى قال مزارع (فضّل عدم الكشف عن اسمه) من قرية المسلطة التي تقع شمال تل تمر وهي محاذية الآن لخط التماس مع الفصائل المسلحة المدعومة من قبل تركيا : “كنت أملك ١٠٠ دونم أرض مرويّة وأما الآن وبعدما أصبحت قريتنا خطاً للجبهة، مُنع علي أن أبذر كامل أرضي وفقط ما تبقّى الآن لي ١٠ دوانم من الجهة الشرقيّة”.
الفلاح أحمد فايز (39عاماً) كان يحاول أن يشتري مستلزمات الزراعة لمساحة أرضه البالغة ٣٠ دونماً مروية على نهر الزركان فقال : إنّ التكاليف باهظة جداً فسعر الكيلو الواحد من بذار الشعير الآن يبلغ ألف ليرة سوريّة.
وأشار إلى “أنّ السماد يبلغ سعر الطن الواحد منه بحوالي ٥٠٠ دولار أمريكي، هذا إذا كان متوفراً أصلاً، كما أننا نتخوّف من كميّة المازوت الممنوحة لنا من قبل إدارة PYD، والمقدّرة بـ ٥٠ لتر لكلّ دونم لأنّه لا يكفي لكميّة السقاية وخاصة إذا ما استمرّ الجفاف كما العام الماضي”.
يُذكر أنّ بلدة تل تمر وريفها تعتمد على الزراعة وكانت البلدة سابقاً مزدهرة في هذا المجال كونها كانت تقع على نهر الخابور ويغذّيها أيضاً نهر الزركان بالإضافة إلى وجود المئات من الآبار الارتوازيّة والسطحيّة، وأهم ما تشتهر به البلدة من المحاصيل هي: القمح والشعير والقطن.