ومن جديد: المظلومية الكُردية.. تداعيات جرائم الأنفال
إعداد: ليلى قمر ووليد حاج عبد القادر
ربّاه يا الألم وها قد اعتصرت من صميمم القلوب ، هي الجراح زميلتي ليلى تجترح أنيناً ، وهي بقايا صمّمت أن لا تسكت مطلقاً فتنثر عن ذاتها ومن فوقها آثار النسيان ،
نعم زميلتي ! هم المؤنفلون وكأني وإياك كنا بحاجة لفضّ الغبار عن جريمة أخرى ولتمدّنا الكارثة• بأشلاء مائة شهيد مؤنفل ! . أجل زميلتي ليلى ! هي كلمة حق وصدق مع الذات والإنسانية بأنها لم تشهد عبر عصورها مجازر ترتقي إليها ، لابل زادتها وتجاوزت كلّ مقاييس الإبادة الجماعية ، أجل هي المجزرة وقد استولدت مجازر تلو أخرى ، وكلّنا يعلم بأنّ الإنسانية لم تدوّن جرائم في دقة التوصيف، مثلما تمّت في عمليات الأنفال ، في الحرب الكونية حدث هولوكوست ، وكذلك في سربينتشا ، ولكن وعلى الرغم من وحدة الألم وأنين الجراح الإنسانية ! ولكنها أنين المقابر الجماعية وضجيج الأرواح ، وهي العشرات من تلك الحفر التي ضجّت ولاتزال بعضها مجهولة تئنّ من هول الفظائع ، نعم : إنّ العشرات من المقابر الجماعية اكتشفت في بقاع العراق ولازال منه الكثير يبحث عن متنفّسه ليروي سريالية القتل الجماعي الممنهج .. ! .
لقد تشاركت كلّها في منظومة مجرمي حروب الإبادات الجماعية ، هذه العمليات التي نُفذت بدم بارد ، والضحايا تمّ جمعهم وقتلهم ودفنهم في حفر مالبثوا أن طمروها ، وتقول الوقائع : لقد تمّ العثور على وثائق في الفترة الأخيرة دلّت على أنّ عمليات الأنفال قد رتبت بعناية وكأية عملية عسكرية منظمة . واحتفظت سجلات النظام الصدامي بتفاصيل وكذلك اتصالات الضباط البينية ، والمسؤولين منهم عن الحملة وكذلك أسماء الشهداء . وفي هذا الجانب فقد أوضح براد كلارك المستشار في مكتب حقوق الإنسان التابع لقوات التحالف « نعثر على أوامر بالإعدام وقوائم للضحايا . لقد كان العراقيون يوثّقون كلّ شيء يفعلونه . كان سلوكاً متعجرفاً . لم يعتقدوا على الإطلاق بأنه سيمكن لشخصٍ الاطلاع على ذلك » .
إنّّ هذه الجرائم الفظيعة أدّت بالآلاف من العوائل الكُردية أن تنتظر لأكثر من 15 سنة على أمل أن يعود أبناؤها ولمدة أكثر من 15 سنة ، على أمل سقوط صدام حسين ، وحينها ستفتح أبواب السجون والمفقودون سيعودون إلى بيوتهم . وللأسف الشديد وخلال الشهور الثمانية التي تلت سقوط صدام ، لم يعد أي سجين ممن اختفوا خلال حملة الأنفال عام 1988 حياً . ولتتوضّح الحقيقة وبكلّ وضوح حول مصيرهم الذي كان قد دفن معهم وسط الرمال في العراق . وبعد سقوط نظام المجرم صدام حسين تمّ اكتشاف 263 مقبرة جماعية مشتبه فيها ، وعلى بقعة تمتدّ من الموصل في الشمال إلى البادية الجنوبية . وكانت العديد من الجثث لا تزال ترتدي زيها القومي الكُردي . وليتبيّن ويتفاجأ العديد ممن نجوا من حملة الأنفال الحقيقة المرة : لقد تعرّض أبناء أسرهم المفقودون لحملة تصفية جماعية وبمساعدة خونة مشارك فيها بعض من أبناء جلدتهم ، وذلك في تكرار فظيع لذات الوحشية التي مورست بحق أبرياء وفي مقدمتها آلة القتل النازية في كفاءتها ووحشيتها .
إنّ حملة الأنفال أدّت إلى مقتل ما لا يقلّ عن 100 ألف شخص ، وتدل بعض من الشهادات والوثائق بأنّ المؤنفلين قبل الغدر بهم كان يتمّ التحفظ عليهم لعدة أيام ، ومن ثم ينقلون على متن حافلات إلى البادية الجنوبية . ويطلق عليهم النار خلال الليل من قبل فرق إعدام ويلي ذلك دفنهم في قبور جماعية بواسطة الجرافات . ( وتقدّر الإحصاءات الكُردية عدد الشهداء ب 182 ألف شخص من بين الاكراد البالغ عددهم 3.5 مليون نسمة، قتلوا خلال الحملة ، ولكن لا يعرف أحد الرقم على وجه اليقين . وكان العراق قد اعترف بأنه قتل مائة ألف في تلك العمليات . وفي تقرير تاريخي صدر عام 1993 وصفت منظمة «هيومن رايتس ووتش» لحقوق الإنسان ومقرها نيويورك ( إنّ الحملة في التوصيف الحقوقي تعتبر عملية تطهير عرقي ضد الاكراد . ) . ولكنها وبرغم ذلك لم ترتقِ في إجراءاتها العملية إلى سوية ما مارستها في قضايا التطهير العرقي كما في البوسنة والهرسك ومذابح القبائل في رواندا في التسعينات ، ولم تحظَ سوى باهتمامٍ بسيط عالمياً في عهد صدام . وعلى الرغم من دعوات النشطاء في مجال حقوق الإنسان ، كما ولم يحاكم أي شخص على عمليات القتل ـ سواءً في محكمة دولية أو في كُردستان بعد إسقاط النظام الدموي . وقد انكشف وبوضوح بأنّ هذه الجرائم قد أنيط مسؤولية قيادتها وتنفيذها للمجرم علي حسن المجيد ابن عم صدام ، وليضمّ هذه الجرائم إلى الآلاف الذين قتلهم حينما تولّى وزارة الدفاع ، ولقب بسببه بعلي الكيماوي ، بسبب استخدامه للغازات السامة ضد المدنيين الأكراد . وقد أسفرت أشهر حملات علي حسن المجيد عن مقتل خمسة آلاف كُردي في بلدة حلبجة ، كما أسلفنا سابقاً ، بالرغم من أنها كانت عملية منفصلة عن الأنفال . وقد تمّت محاكمته وأعدم وتمّ إرسال حبل مشنقته إلى حلبجة الشهيدة ليبقى دليلاً صارخاً على بشاعة جرائمه ..
وفي العودة إلى تفاصيل الحملة الفظيعة ، فقد تمّت تجزئتها إلى درجة أنه ( لم يكن بإمكان المشاركين فيها ـ من جنود وسائقي الحافلات والعاملين على الجرافات وحرس السجون والذين ينفّذون أحكام الإعدام ـ معرفة سوى أدوارهم . ) . وقد شاركت في الحملة فرقتان عسكريتان وآلاف من عناصر الجحوش ( مرتزقة صدام ) التي شكّلها صدام ـ والذين كان لهم دور أساسي في هذه الحملة القذرة وكان دورهم هو الرئيس نظراً لمعرفتهم بالمنطقة . وقد سلّط الكاتب عارف قرباني المتحدث باسم الاتحاد الوطني الكُردستاني ومؤلف كتاب «شاهد على الأنفال» أنه «بدون المرتزقة ما كانت حملة الأنفال تأخذ كلّ هؤلاء الناس. كانوا يعرفون المنطقة وخدعوا الناس واقتادوا غالبية المقبوضين عليهم إلى سجن في توبزاوا خارج مدينة كركوك. ( وتمّ فصل الرجال والصبية الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و50 عن النساء والأطفال والعجائز . وفي الصحراء تمّ تقييد أيادي السجناء وأطلق عليهم النار من بنادق كلاشنيكوف وهم يقفون إلى جوار القبور المحفورة حديثاً ، بينما تمّ عصب أعين البعض الآخر وطلب منهم الرقود في القبور ، كلّ اثنين معاً وأطلق عليهم النار … ) . وفي شهر أيلول عام 1998 أعلن المقبور صدام حسين عفواً عاماً وأطلق سراح من بقي حياً بعد عملية الأنفال . وتسرّبت تقارير الإعدامات إلى كُردستان ، بين تصديق غالبية الناجين من عدمه ، وإن ارتأوا تصديق الشائعات التي كانت قد سرّبت على أنّ بعض المفقودين شوهدوا في السجون وقسم آخر أرسلوا إلى دول الجوار … وفيما حاول الناجون من حملة الأنفال إعادة بناء حياتهم ، حصل تغيير في ولاء كثيرين ممن كانوا أدوات صدام في تنفيذ المجازر وذلك سنة 1991 وأيّدوا الانتفاضة ضد نظام صدام حسين ، وحصلوا على عفو شامل من حكومة إقليم كُردستان ، وفي هذا الصدد يقول محمد باساكي 68 سنة ، والذي كان قائداً لمرتزقة صدام حينها : إنّ قرار العفو كان حكيماً وصائباً ( والذي رفض الإدلاء بأية تفاصيل حول ما فعله خلال حملة الأنفال .. ) وأضاف : إنّ قرار العفو أعطى الكثيرين قلباً نظيفاً للعودة مجدداً والقتال . حيث تمّ لاحقاً استيعاب المرتزقة في قوات البيشمركة ، وشغل قادتهم مواقع حزبية ، ولا يزال يشغل بعضهم مواقع في الأحزاب الكُردية التي تحكم المنطقة . وأضاف قرباني : إنّ بعض هؤلاء أصبح من كبار المسؤولين إلا إنّ أرامل الأنفال اللاتي لم يكن لديهن شيء ما زلن على نفس الحال . وفيما بعد وبمتابعة من مسؤولين عراقيين وأميركيين خضع بعض من المسؤولين عن تلك الجرائم الى محاكمات، وإن لم تكن حملة الأنفال هي السبب الوحيد . الإعداد لمحاكمة عدد من المجرمين ، ومضى فترة طويلة قبل أن يتضح بعض المدى الذي ستشمله المحاكمات نزولاً إلى المستويات الدنيا حسب التسلسل القيادي في محاكمة المتورطين في حملة الأنفال . ومن ضمن المسؤولين العراقيين السابقين الذين لن توجّه إليهم تهم وزير الدفاع السابق سلطان هاشم احمد الجبوري الطائي ، الذي استسلم للقوات الأميركية في سبتمبر الماضي ، فقد منحته سلطات التحالف بقيادة الولايات المتحدة حصانة لقاء تعاونه في التحقيق. وطبقاً لوثائق عثر عليها في ملفات عراقية ، فإنّ سلطان هاشم، الذي كان يحمل رتبة لواء ، كان قائد الفرقة الأولى ، وهي واحدة من فرقتين للجيش العراقي نفّذتا حملة الإبادة . ويطالب بعض الناجين من حملة الأنفال بالانتقام خصوصا ضد قادة المرتزقة الذين قالوا إنهم كذبوا عليهم. وتقول هجرة وليد ، التي فقدت أشقاءها الأربعة في حملة الأنفال ، إنها تتمنّى أن تجمعهم سوياً وتضرم النار فيهم . وباختصار وبدءاً من جريمة الإبادة الكيميائية في 16/3/ 1988 لبلدة حلبجة والتي تسبّبت في استشهاد ما بين 3000 و 5000 شخص ، وإصابة ما بين 7000 و 10000 آخرين معظمهم من المدنيين ، حيث عدّ هذا الهجوم أكثرها كارثية في التاريخ والذي نفّذ باستخدام الأسلحة الكيميائية ، مع فقدان العديد من الضحايا لحياتهم بسبب السرطان و استمرار معاناة بعضهم إلى هذا اليوم . يمكن وببساطة شديدة اعتبار هذا الحادث على أنه استمرارية لحملة “الأنفال” التي قام بها المقبور صدام حسين ( ما بين 1986 و 1989 ) و التي استُهدفت خلالها مختلف الأقليات في العراق بهدف “تعريب” الأمة ، فإنه ( .. يمثّل أيضاً نقطة مهمة في الذاكرة العراقية و الدولية وإلى طريقة تعاملهم مع هذا التاريخ . ويمكن أن نسلّط الضوء على هذا الموضوع بشكل أكثر تحديداً بطرح السؤال : ما هي بعض الطرق المتبعة حديثاً التي استطاع المجتمع الدولي أن يعبّر من خلالها عن هجوم حلبجة بأنها إبادة جماعية ، وكيف ينظر أكراد العراق إلى هذه الأحداث ؟ . ) ؟ :
في ديسمبر 2005 ، بعد سبعة عشر عاماً من حادثة الإبادة الجماعية، أعلنت محكمة الجرائم الدولية في لاهاي على ما يلي :
1 – من الناحية القانونية وبشكل مقنع تمّ إثبات أنّ الجالية الكُردية تتماشى مع التعريفات المدرجة تحت متطلبات الاعتراف بمجموعة كجماعة إثنية بموجب الاتفاقيات المتعلّقة بالإبادة الجماعية .
2 – المحكمة ليست لديها استنتاج آخر من ذلك الذي ينصّ على أنّ هذه الهجمات تمّ إرتكابها بقصد تدمير السكان الأكراد في العراق .
( وبعد هذا الإعلان بدأت المحكمة الهولندية بالإستعداد لتقديم قضية ضد صدام حسين وفرانز فان إنرات الذي قام بإمداد صدام بالمواد الكيماوية . و مع أنه قد تمّ إعدام صدام أمام محكمة عراقية في عام 2006 قبل أن تجري أي محاكمة ضده ، استمرّت المحاكمة ضد فان إنرات و أصبح أول المدانين في العملية و ُحكم عليه في كانون الأول من 2005 بالسجن خمسة عشر عاماً على جرائمه ضد الأكراد . وتمّ إعدام علي المجيد في كانون الثاني 2010 من قبل الحكومة العراقية لدوره في مجزرة حلبجة وغيرها من الجرائم ضد الإنسانية . تجدر الإشارة إلى أنّ الإبادة الجماعية للأرمن والقتل الجماعي للآشوريين في العراق في عام 1933 ، والمعروفة باسم مذبحة سيميلي ، كانت هي الأحداث التي يستند تعريف و تصنيف مصطلح الإبادة الجماعية .
ورغم أنّ محكمة لاهاي قامت بالاعتراف رسمياً بمجزرة حلبجة المروعة على أنها إبادة جماعية ، فإنّ الاعتراف الدولي لم يتبع ذلك سريعاً . إذ أنها وفي عام 2010 إعترفت المحكمة الجنائية العليا العراقية بالمجزرة كفعل من أفعال الإبادة الجماعية ، وبعد حوالي خمسة وعشرين عاماً على الهجمات في حلبجة قامت المملكة المتحدة والسويد بتمرير قرارات تصنّف هجمات حلبجة على أنها إبادة جماعية . و قال ناظم الزهاوي وهو عضو في البرلمان البريطاني الكُردي الأصل ، في كلمته أمام مجلس العموم : ( .. وكما تمرّ أهوال المحرقة من الذاكرة الحية ، هناك خطر من أنّ حذرنا قد انخفض في مستواه ، وأننا إعتقدنا أنّ مثل هذه الأحداث الرهيبة تمّ حفظها و إغلاقها في كتب التاريخ وأنها لن تحدث أبداً مرة أخرى . ومع ذلك فإنّ معظم الدول بما في ذلك كندا التي كانت أول دولة وصفت رسمياً هجوم حلبجة كجريمة ضد الإنسانية ، لا تزال لم تعترف بتلك الأحداث على أنها إبادة جماعية . ( حسب قناة روداو ، و هي وسيلة إعلام كَردية ومجموعة إخبارية خاصة ) ، ورغم ذلك ؟ فإنّ معظم الجهات المشاركة في الحملة الشعبية الكندية هي من المنظمات الشعبية المنتمية إلى المجتمع الكُردي ومجموعات صغيرة أخرى ، على عكس حالات بريطانيا والسويد التي كان فيها دعم رسمي من حكومة إقليم كُردستان ومن النائب البرلماني في الحالة المذكورة أعلاه .
وختاماً : وبالرغم من كلّ الفظائع ودموية الممارسات غير المتوقعة بشرياً ، فإنّ متابعة وإعادة تدوين والتذكير بهذه المجازر هو ترسيخ لتلك الفظائع في الذاكرة الجمعية ، ومن المؤكّد بأنّ لها آثار هامة في تسليط الضوء عليها وتشكيل راي عالمي ضاغط ، وتبيان كلّ المواصفات التي تؤكّد وبلا شك على طابع الإبادة الجماعية ، سيما في مجزرة حلبجة حيث تمّ توثيق هذا الحدث رسمياً في الذاكرة العالمية إلى جانب فظائع أخرى مثل الإبادة الجماعية للأرمن والآشوريين بالإضافة إلى المحرقة ( للجالية اليهودية ) ، على الرغم من أنّ مجزرة حلبجة هي فريدة من نوعها لأنها أيضاً تلعب دوراً مهماً في تعزيز مبدأ عدم انتشار الأسلحة الكيماوية بشكلٍ عام .
وبينما يتمّ تشييد النصب التذكارية كشواهد لاستمرارية تلك الفظائع بأهوالها في الذاكرة المجتمعية ، و من ثم تمرير القرارات الوطنية و الدولية ، التي هي شكل من أشكال تعزيز الهوية وبناء الدولة ، يؤدّي هذا الامر إلى تأثير مهم آخر. من المؤكد أنّ مجزرة حلبجة نفّذت لاستهداف الأكراد على وجه الخصوص ، ولكن مع مرور السنين وتضميد جراح هذه الكارثة ، فهي من ناحية أخرى عززت مكانة الشعب الكُردي ، وعرّفت العالم بقضيته القومية ، ومدى الإجحاف الممارس بحقهم وأيضاً ظهرت أصوات عالمية تقف بجانبهم تسعى لانطلاقة صوت عالمي مستقل دولياً. في الواقع ، إنّ ما سعى نظام صدام حسين لتحقيقه في القضاء على القومية الكُردية جعل الأكراد أكثر وعياً وتناغماً مع تراثهم الثقافي. وسواءً كانت المشاركة في شكل الحكم الذاتي أو في حكومة اتحادية مع بغداد أو في أي نظام آخر ، فإنّ الشعب الكُردي الآن يكتب تاريخه بنفسه ( كما في السابق ) والمختلف الآن أنه يديرها وبالطريقة التي يختارها .
إنّ الآثار المادية و الجسدية التي تعرّض لها الشعب الكُردي من الإبادة الجماعية و من حملة الأنفال بشكلٍ عام لا تزال مرئية . ومنها أمراض عديدة مثل : الولادة وأمراض السرطان والجروح ، ناهيك عن الآثار النفسية ، التي لاتزال تتبع الضحايا وقد تستمرّ لفترة غير معروفة من الزمن . وعلى الرغم من أنّ الزهاوي كان يريد لبيانه أن يخدم أولاً و قبل كلّ شيء هدفه السياسي ، ولكنه – ويمكن – أيضاً ً أن يكون بمثابة إنذار للمجتمع الدولي لمنع وقوع مثل هذه الإخفاقات مرة أخرى .
يتبع
…
- معظم معلومات الإعداد هذا ومصادرها هي من ويكيبيديا والمعرفة وصحف ومواقع ودراسات عدة لذا اقتضى التنويه .
– ملاحظة هامة :
بعد الإنتهاء من هذا الإعداد وفي الذكرى التاسعة والثلاثين لعملية أنفلة البارزانيين، والتي تصادف يوم 31 من الشهر الجاري، تمّ إعادة رفات 100 مؤنفل آخر الى مناطقهم في بارزان ، وتمّ تنظيم مراسم رسمية لاستقبال الرفات، في 30 تموز 2022، بمطار أربيل الدولي، ومن ثم نقلوا بعد ذلك الى منطقة بارزان، حيث تمّ دفن رفات المؤنفلين المئة باليوم التالي في مقبرة أنفال بارزان. حيث كان قد تمّ تهيئة 100 قبر لهذا الغرض
– تمت إعادة 503 رفات في عام 2005، و93 رفات في عام 2014 من مقابر السماوة الجماعية الى بارزان، وبوصول الدفعة الثالثة سيرتفع عدد الأضرحة الموجودة في مقبرة أنفال بارزان الى 696 ضريحاً.