الواجهة المتحركةشريط آخر الأخبارملفات و دراسات

ومن جديد: المظلومية الكُردية.. رد على المتزعّم نارام سن الورقي

إعداد ليلى قمر و وليد حاج عبدالقادر

1 من 2

في شهر حزيران 2020 كنا نشرنا إعداداً لموضوع ( دراسة مكثّفة بعنوان المظلومية الكُردية ) ابتغينا منها تسليط الأضواء، وبشكلٍ مبسّط، على هذه المظلومية بكلّ جوانبها ، وركّزنا فيها على المظلومية الكُردستانية ، وان ظلّ هدفنا الرئيسي هو الجانب الكُردي السوري ، وارتأينا حينها عدم التوسع في البعد التاريخي، كونها من العلوم المتداولة ومتاحة كمبحث ومعلومات ، وايضاً مراجع موثقة وبلغات عديدة يمكن الوصول إليها بسهولة ، وللعلم فقد توخّينا حينها التركيز والاستناد على مراجع ومصادر واستشهادات المبحث، و أن تكون مصادرها متوفّرة وسهلة الوصول إليها ، وقابلناها بالتقليل أيضاً من المصادر الكُردية التي قد يراها بعضهم كشهادة مجروحة.

ورغم أنّ عرضنا توخّى الدقة في الاستناد التوثيقي وبهدفها التعريفي الصريح، وصيغت بلغة مخصصة وموجّهة الى الشارع العربي ، ليتعرّفوا على تاريخ وثقافة شعبٍ يفترض أنهم شركاء لهم في الجغرافيا والوطن، إلا أنّ هذه المظلومية، ورغم عنوانها العريض كاختزالٍ لمراحل تاريخية متتالية، استهدفت هذا الشعب وجغرافيته ، مروراً إلى مرحلة انهيار الدولة العثمانية ومرحلة الانتداب ، ومعها تتالي المظلوميات التي لحقت بالجميع ، والتي تميّزت في خاصيتها الكُردية بعناوينها الفاقعة ، والتي استهدفتهم كوجود وبسبلٍ كانت واضحة وصريحة بغايتها الاساس ، وهو صهرهم بكلّ ما تعنيه كلمة الانصهار ، هذا الأمر الذي قابله كُردياً بحثاً لابتكار آليات ووسائل نضالية تدعم تشبّثهم بوجودهم وتاريخهم، بإرثهم وعاداتهم وتقاليدهم ، وهنا : وبالرغم من كلّ وسائل الاحتراز ومحاولة ضبط إيقاع التوثيق كهدف وردف المظلومية بأدلة وشهادات عربية ، إلا أنها لم ترق للشوفينيين ، فشنّوا حملةً شعواء لا تزال مستمرة عبر منصات متعددة ، وبشعبوية احترفت الجهل المعرفي ، وبتسويف راكبها في أغلب الأحيان مسحة تطويب تعسفي للبشر والحجر.

وبمنطقٍ غالت كثيراً في تطرفها وتشويهها لحقائق التاريخ والجغرافيا , ولهذا السبب ارتأينا أن نعزّز التعريف بالمظلومية الكُردية ، نسلّط الضوء على حقائق كنا اختزلناها كتصور بأنها لربما تكون من البديهيات، كونها كانت – تلك المعلومات – هي ضمن سلة حلول لمشاكل الدول المحتلة من قبل العثمانيين ، ولنكتشف وبكلّ آسف منهجية التحريف والوعي السطحي ببديهيات تاريخ المنطقة ككلٍّ ، وإن تطرّق لها بعض ممن تسبق أسمائهم ألقاباً وصفاتٍ، فهي حتماً ستمرّر من تحت جهاز قناعاته الخاصة، ويصيغها كما تشتهيه أمنياته ، وعليه وباختصار هذا العرض هو متجدد وهدفه توضيحي والرد على – فقهاء التحريف والسطحية الممنهجة تداولاً في هكذا نمطيات – وكخيار قررنا أن نتخذ أنموذجين / شخصين توغّلا عميقاً في ممارسة العسف المنهجي كحقد شخصاني تجاه الكُرد والقضية الكُردية وهما – مهند الكاطع – والثاني هو من سنتناوله في القسم الأول من استعراضنا . ولكن قبل الدخول في نقاش مع هذا المدّعي بالباحث في الشأن التاريخي ، والذي أصرّ على تذكيرنا ( من خلال كم التحريف واللاعلمانية في كتابته تعبيراً ومعلومات ) بالمثل العربي القائل – كلّ إناء بما فيه ينضح – ورغم تخفّيه بدايةً تحت اسم مستعار – نارم سن – ومواضيعه كان ينشرها بموقع تحت اسم يتواءم مع ذاتيته المتضخّمة ( موقع صارغون ) ، أما اسمه الحقيقي فهو محمد ياسين حمود.

وللأسف لا توجد أي ترابط معرفي أو منهجية ترتقي إلى ما يمكن عنونته – بدراسة تاريخية- بين كلّ مفرداته وأسلوبه ، بصياغته التي تفتقر لأبسط معايير التخصص لابل وحرفية البحث واحترام قيمها ، هذا الأمر الذي دفعنا أن نصرخ في وجهه ، ولكن لا بأسلوبه ونسأله ببداهةٍ واندهاش : مَن هو اللصّ / السارق وباحتراف ؟ ونضيف عليها التزوير ؟! وباختصار ؟ وبالرغم أنّ كلّ ما استعرضه نارم سين المزعوم لا يحتاج سوى إلى خمس جمل ، وبشعبوية عامية مبسّطة ولكن : كان قرارنا وكتصور، رغم ركاكة نصه وضعفه الإنشائي المفرغ من أي معطى تأريخي – توثيقي لهكذا مواضيع – إرتأينا – أن نتخذ من إنشائه منصة تعريفية ومسنودة للردّ على هكذا – كتاب شعبويين وإنشائيين – وهدفنا سيبقى لا تفنيد تصوراته المخيالية وإثبات لا أهميتها علمياً فقط ، وذلك لفقدانها أبسط مقومات الدراسات المفترضة وعواملها المساعدة منهجياً . بقدر ما سنثبت تناقضاته، حتى في صياغته ونصبه افخاخاً لذاته وبذاته ، وعليه فقد قمنا بوضع أهم نقاطه التي أوردها في نصه ، وذلك ضمن أقواس مغلقة، وسيلي ذلك ردودنا عليه :

( .. هناك من أشبع الحركات الكُردية حقناً، أنهم ظُلموا آلاف السنين ، وأنهم الشعب المضطهد في المنطقة والمخذول والمعتدى عليه ….

وفيما يخصّ المظلومية الكُردية الوليدة وتضخيمها الى مستوى .. الهولوكوست الكُردي فهي مصطنعة ولها أسس استخبارية بريطانية .. فالبريطانيون خبراء جداً في تأليب الناس على بعضها وخلق الكيانات داخل الكيانات .. والمظلومية الكُردية ملفّقة ومبالغ بها جداً ومختلقة .. وهي تبرير نفسي لحالة اللصوصية والسرقة .. الأكراد على مرّ التاريخ لم نشهد لهم حركة أو جماعة أو ثورة أو تمرد ضد أي دولة أو كيان حكم المنطقة .. ولم نسمع عن مجزرةٍ تعرّض لها الأكراد كمجموعة بشرية على مدى التاريخ أو ثائر كُردي علقت مشنقته .. فلم يتمرّدوا على الفرس ولا على الرومان ولا على الأمويين ولا العباسيين ولا العثمانيين ..

تاريخياً يعزو الباحثون عدم الحاجة لوطن كُردي بأنّ الجغرافيا التي انتشر فيها الأكراد كانت جبلية ووعرة لاتصلح لبناء حضارة ولا مراكز حضرية ولامدن بل كانت قرى مبعثرة متناثرة، وغالباً لاتصلها سلطة الدولة لهذه الأسباب الجغرافية، وبالتالي لم يقع صدام مع أي دولة .. ولم يكن لهم عاصمة.. ولذلك يتعلّقون بكركوك ، ليس بسبب نفطها ، بل لأنهم لم تكن لهم عاصمة في أي تاريخ أو حاضنة مدنية .. الشعور بالحاجة لوطنٍ كُردي ولقضية كُردية وبالمظلومية الكُردية ملفّق ومصطنع وتزوير، لأنه كان حاجة بريطانية ..قبل كلّ شيء لخلق حاجزٍ بشري في وجه المد الشيوعي السوفييتي الذي كان يخشى منه أن يصل إلى الجنوب ، حيث حقول النفط العربية .. فكانت القضية الكُردية وحديث الهولوكوست الكُردي ..

كلّ الشعوب التي احتضنت الأكراد لم يكن لها يد في أي ظلمٍ حلّ بهم عندما قُسِمت المنطقة بين الدول الكبرى التي قرّرت أنه لاحاجة لوطنٍ للأكراد ، لأنّ المطلوب كان الرهان على العنصر العربي الغالب في المنطقة ضد الامبراطورية العثمانية .. الصدام بين العرب والأتراك كان ضرورياً لإضعاف الطرفين ، والسيطرة على المنطقة العربية .. لكنّ الانفصاليين الأكراد ضحايا الغرب يتعاملون كأجراء لدى الغربيين ويقاتلون أبناء جلدتهم المشرقيين من العراقيين والايرانيين والسوريين والاتراك، من باب أنهم ظُلموا على يد هذه الشعوب في المنطقة .. خطأ الأكراد لايقدّر حجمه ، لأنّ حقن جماهيرهم بالتزوير والتلفيق سيجعل الأكراد ضحايا معركة عنيفة ستدمّرهم، وتدمّر الشرق معهم .. الأكراد ليسوا زوّاراً طارئين للمنطقة ، بل هم عنصر قديم فيها ، ولكنه يطمح لتغيير دوره واللعب بالجغرافيا والتاريخ ومحاولة خلق كيانٍ لا جذر حضاري له ولا عمران ولا أصول مدنية .. ولامساهمة مستقلة في نشوء المنطقة منذ فجر التاريخ .. عندما تصبح الأسطورة في خدمة اللصّ ومن أدواته .. يصبح اللصّ في خدمة الأسطورة .. وهذا هو حال أسطورة الانفصاليين الكُرد والغزاة الصهاينة .. أسطورة تخدم السرقة .. فيصبح اللصوص والمجرمون والخونة خدماً للأسطورة ويعملون على إحيائها .. وإبقائها وتحويلها إلى حقيقة تاريخية .. ) . •

أعلاه إذن هي اختصارات لتصورات المزعوم نارام سين وسنسعى قدر الإمكان أن يكون ردنا موضوعياً ومكثفاً ، وأن نلتزم بأقصى درجات ضبط النفس ، كيلا نسطح في الردود ونندفع إلى ذات أسلوبه الشعبوي الهزيل :

– وبدايةً علينا الإقرار بوجود أناس جهلة معرفياً ! ولكن أن تترافق مع الغباء ؟ فالحالة هنا تستدعي أكثر من سؤالٍ مفعم بسخريةٍ ممضة ؟ . وخاصةً مما نعنيه هنا كنظرية المؤامرة وكعقدة يتقمّصها المتزعّم نارام سن وبجهالةٍ يدركها في جوانيته وكإفراز طبيعي لعقله الباطني وتربيته القومية البعثية – حسب إقراره هو – فيبدو منتشياً يزهو كالديك الرومي ، والتي قادته بالفطرة وحوّطته متقمّصاً – حتى شوشته – بنظرية المؤامرة ، ولكن مجدداً باستلاب ذاتوي حاول دفعها برميها صوب الآخرين ، وبدل أن ينفي أو يدحض من خلالها المظلومية الكّردية، ولتخونه عباراته وترتدّ عليه كنتاجٍ حتمي لنزفٍ باطني معرفي، تحوّلت عنده الى تورم ربما راكبه ميشيل عفلق الذي ارتقى عنده وفي ذهنيته إلى أكبر من سادن قوموي ، أن يرتكز نارام سن الورقي على نظرية المؤامرة وببداهة القطيعية المنغمسة في جهالةٍ للوقائع من جهة ، وضعف الحجة وإمكانية نفي الاستحقاقات وخطفها من جهة أخرى ، واستنزاف كما الاستحواذ وبلصوصية على حقوق الآخرين اقتصادياً وسياسياً.

وكاستخلاصٍ هنا من صلب أقواله : فإن كان الكُرد أصلاء في المنطقة ؟ إذن لماذا كلمة ولكن ؟ : قامت قوة غاشمة باستلاب كامل حقوقها ومستحقاتها واستنزاف ثرواتها ، والسؤال الذي يفترض صياغته ؟ مَن هو اللصّ – السارق هنا اذن ؟ . وسندع الحكم في النهاية للقرّاء الكرام وإن كنا سنحاول الآن وبجردة حسابية بدئية ، لمَن هم في سوية وعي وآفاق التحليل والتاريخ المنهجي ، وكتوثيق غير استهدافي عنصري على شاكلة نارام سين المزعوم، فنستعرض نقاطاً جداً هامة من التاريخ الكُردي ،وبإيجازٍ شديد ،وذلك من موقع المقاتل – Al Moqatel في بحثهم المعنون : الأكراد والمشكلة الكُردية – المبحث الثاني والذي تناول تاريخ الكُرد حتى معاهدة سيفر (Sèvres) عام 1920 : يقول المبحث بأنّ ( .. الكُرد عاشوا طوال تاريخهم تحت السيطرة الأجنبية ، هذا التاريخ الذي يُقال بأنه بدأ منذ القرن الخامس ق . م حينما استطاع الإمبراطور الأخميني سيروس أن يدمّر عام 550 ق. م مملكة ميديا التي يعُدّها المؤرّخون الوطن الأصلي للأكراد ( رغم تحفظنا الكبير على ذلك حيث تمّ تجاهل ممالك وامبراطوريات كُردية تعود الى ماقبل ميديا باكثر من ألف وخمسمائة سنة المعدّان ليلى و وليد ) ، وخضعوا لحكم الإسكندر الكبير الذي قضى على الأخمينيين عام 330 ق.م. ثم خضعوا للأرمن ( الأرسانيين ) ، خلال القرنين الثاني والأول قبل الميلاد ، ثم للدولة الرومانية حتى القرن الثالث الميلادي ، ثم للأرمن الذين اختلطوا بالأكراد . ومن ثم تعاقب على حكْمهم الإمبراطورية الفارسية والإمبراطورية الرومانية. وحكمهم الأرمن مرات عديدة . وأخيراً خضعت كُردستان للدولة البيزنطية ، التي اقتسمتها مع الإمبراطورية الساسانية بين القرنين الثالث والسابع الميلاديين ، إلى أن جاء الجيش الإسلامي في عام 18هـ / 640 م في عهد الخليفة عمر بن الخطاب وقضى المسلمون على الإمبراطوريتَين البيزنطية والساسانية معاً فدخل الأكراد في الإسلام … )

إنّ ما يوقع الشوفينيين دائماً في فخّ الجهالة معرفياً هو اتخاذهم مناهج وآراء النظم كسياسة ممارسة، ويستكثرون على أساسيات المصداقية التأريخية في تجاهل كلّ المعلومات والوثائق الحقيقية أو المقاربة للواقع ، وبشكلٍ خاص منها ما يمسّ الشعوب غير العربية ، وعليه يجب أن ننوّه بأنّ وقائع التاريخ تؤكّد على أنّ القبائل الكُردية لم تكن خاضعة عملياً لتلك الدول ، بل كانت شبه مستقلة معتصمة بجبال كُردستان الوعرة . وظهرت إمارات كُردية مستقلة خلال فترات الحكم الإسلامي تحت حكم بعض الأُسر الكُردية . وإن لم تسيطر أي من هذه الإمارات بمفردها سيطرة تامة على كُردستان . ولم يحتفظ أي منها باستقلالها الحقيقي . والتي كان يحتدم الصراع بينهم في أحايين كثيرة .

ولعلّ الدولة الأيوبية – ربما – بدت كإمارة كُردية إسلامية ، والتي أسّسها صلاح الدين الأيوبي، عام 1171 م ، وبسطت سيطرتها على مصر والشام وبلاد الرافدين . وخاضت حروباً مظفّرة ضد الصليبيين في فلسطين ، حتى تمكّن صلاح الدين من القضاء على الدويلات الصليبية في بلاد الشام ، وصلاح الدين يوسف الأيوبي ( توفي عام 589هـ / 1193م ) ينتمي إلى قبيلة راوند الكُردية ، التي استوطنت منطقة ديفين الواقعة في إقليم يرفان . ودام حكم الأيوبيين 81 سنة ( 1169م ـ 1250م ) . وظلّ الأكراد منذ ذلك الحين حتى الغزو المغولي يطلعون بدور مهم في خدمة الحكام غير الأكراد ، بسبب ميزاتهم الحربية البارزة.

وخضع الأكراد لحكم السلاجقة الأتراك في عام 1051م وخدموا في الجيوش السلجوقية وتعرّضت القبائل الكُردية لفتن من الحكام المحليين ، جعلتها تدخل في صراع بيني قوي ، وكان الغزو المغولي للمنطقة عام 1231 من أكبر المصائب تلاها غزو تيمورلنك ( تيمور الأعرج ) عام 1402م، فخضعت له بلاد الأكراد وسائر بلاد الأناضول ، وقد ألحقت هذه الغزوات ضرراً كبيراً بكُردستان وأشاعت الخراب فيها . ومع بدايات القرن العاشر الهجري وال 16م تقاسم الصفويون الشيعة الحكم في ايران ، والعثمانيون السنة في الأناضول . ومع توجّه الصراع الى حروب بين الدولتين دخل الأكراد في طاعة السلطان سليم الأول ، بفضل مساعي الحكيم الكُردي ، مُلاّ إدريس البدليسي الذي أرسله السلطان العثماني إلى أمراء كُردستان فانضمّوا إليه . واستطاع الأكراد والأتراك قهر قوات الصفويين التي كانت بقيادة إسماعيل شاه الصفوي ( 1502 ـ 1518 ) في معركة جالديران قرب بحيرة أرومية في 23 أغسطس 1514 ( 920 هـ ) . وكان من أهم آثار هذه المعركة تقسيم بلاد الكُرد بين الدولتَين الصفوية والعثمانية ، وخضع القسم الأكبر منها للحكم العثماني . وجُدّد ذلك التقسيم في معاهدة عقدت عام 1639 م ( 1048 هـ ) ، بين الشاه عباس وبين السلطان العثماني مراد الرابع . وكانت لتلك المعاهدة أثرها في كلّ مجريات التاريخ الكُردي فيما بعد . وتؤكّد الوثائق التاريخية بتعرّض الكُرد للقتل والاضطهاد على يد ملوك الصفويين بصورةٍ مستمرة . وأبشعها كانت ما ارتكبه الشاه طهماسب بن إسماعيل ( ت 1576م ) ضد أكراد ( لورستان ) و( كرمنشاه ) .. وجرائم الشاه عباس الكبير ( ت 1629م ) ضد أكراد مدينة ( أورمية ) ، وإصداره ( فرَماناً ) بالقضاء التام على جميع أفراد عشيرة ( الموكري ) ، حيث قتل الآلاف من أبناء العشيرة ، وأسر الآلاف من النساء والأطفال وهجّّر آلاف آخرين من مناطقهم . ••

أما العثمانيون فقد اصدر السلطان سليم الأول بناءً على مشورة مستشاره ملا ادريس البدليسي فرماناً قضى بترك الإدارة في كُردستان للأمراء الذين يتوارثونها ، وبشروط : أن يقدِّموا جيوشاً مستقلة بإدارتهم إلى الدولة، حينما تكون في حالة حربٍ مع إحدى الدول الكبيرة . وعليهم أن يدفعوا إلى خزينة الدولة مبلغاً من المال كلّ سنة ، وقد حدّد ذلك الفرمان الحكومات الكُردية بحكومات : أربيل وكركوك والسليمانية ، وحصن كيف ، وجزيرة ابن عمر ، وحكاري وصاصون ، والعمادية ، وبيتليس . وكانت تلك الحكومات تسمّى : إمارة بابان ، إمارة سوران ، إمارة بهدينان ، إمارة بوتان . وكان هناك 16 إمارة معترفاً بها . واعترف الفرمان لرؤساء هذه الحكومات ، الذين أطلق عليهم لقب “دَرَه بيك” أي سيد الوادي، بحقوق وامتيازات متوارثة في أراضيهم ومناطق نفوذهم . كما أنّ الحكومة العثمانية لم تكن تتدخّل في شؤونهم الداخلية . وقد نجح الملا إدريس ، بخطته هذه في ضمان حماية الحدود التركية الشرقية ضد أي غزو إيراني . وبالفعل استمرّت الامارات الكُردية مابين عام 1514 والنصف الثاني من القرن التاسع عشر وهي تتمتّع بقدر من الاستقلال الذاتي ، كما سنرى لاحقاً في نطاق الإمبراطورية العثمانية ، وهناك من الإمارات مَن أقام علاقات مع الشاه الإيراني والسلطان العثماني في آنٍ واحد . وظلّ الوضع على ماهو عليه إلى أن دخلت تلك الإمارات الكُردية تحت نير الحكم العثماني المباشر منذ عام 1847م . وفي الواقع فقد كانت الحكومات العثمانية المتعاقبة قد تناست – تجاهلت وبتقصّد اتفاقيات الحكم الذاتي تلك ، وأزاحت بإلغاء غير مدوّن غالبية الحكومات الكُردية ولم يكن قد بقي منها عملياً في نهاية القرن ال 17 ، سوى حكومة اليزيديين في سنجار والمليين في ديار بكر والزازا ( ظاظا ) في درسيم، وقد أصبحت تسمّى سنجق بك . وفي عهد السلطان محمود الثاني اعادت الدولة العثمانية تنظيم أمور ولاياتها ، فقسّمت المنطقة الكُردية ، وضمّتها الى ثلاث ولايات، هي: بغداد وديار بكر وأرضروم . ومع كلّ هذه السريالية المتسلسلة ، يستمرّ نارام سين الورقي بزعمه على أنه لم تقم للكُرد مملكة أو إمارة ولا ثورة ولم يُعدم لهم قائد أو بطل وهنا سنتساءل نحن وببساطة: هل يعرف هو شيئاً عن الكُرد وتاريخهم سوى ما أدلجه البعث وحفرها بإزميل في رأس أمثاله ؟ سنذكر باختصار أهم الإمارات الكُردية :

1 – الشداديون : وهي من أولى وأهم الإمارات الكُردية شبه المستقلة، التي ذكرها التاريخ ، أسسها محمد بن شداد بن قرطق ، عام 340 هـ / 951 م . وحكمت مناطق كُردستان الشمالية الشرقية ، واستمرّت حتى عام 570هـ / 1174 م ، حينما سقطت بيد الكرج .

2 – إمارة بَنِي حسنويه : أسّسها حسنويه بن الحسين البزركاني ، رئيس إحدى القبائل الكُردية وذلك عام 348هـ / 959 م ، واستمرّت نصف قرنٍ حتى عام 406 هـ / 1015 م تقريباً . وضمّت الجزء الأكبر من كُردستان ، الذي يشمل همدان ودينور ونهاوند وقلعة سرماج . وتولّى بعده ابنه بدرالدين بن حسنويه الذي قوي نفوذه ، ومنحه الخليفة العباسي لقب “ناصر الدولة و الدين”. وقد قُتل على يد رجاله ، عام 405 هـ ، وخلّفه ابنه ثم حفيده حتى تخلّص منهم البويهيون ، عام 406 هـ / 1015 م .

3 – المروانيون :

حكمت الأُسرة المروانية التي أسّسها أبو عبدالله حسين بك دوستك ، وهو من أمراء أكراد العشيرة الحميدية في آمد ( ديار بكر ) ، الذي استولى على أرمينيا وأرجيش ثم على عددٍ من المدن . وضيّق عليه الحمدانيون بينما كان يحاول الاستيلاء على الموصل وقُتل عام 380هـ . شملت هذه الإمارة بعضاً من بلاد أرمينيا ومناطق موش وأرجيش وأورفة . واشتهر من حكامهم الأمير أبو نصر أحمد ، الذي تولّى الحكم من قِبل الخليفة العباسي في بغداد ، وحكم مدة 51 سنة . وقضى السلاجقة على هذه الإمارة عام 489هـ / 1096م.

4 – الشهرمانيون : خلّفت الأُسرةَ المروانية الأُسرةُ الشهرمانية، التي حكمت ديار بكر – آمد – وأرضروم من سنة 1100م إلى سنة 1207م ، وقضى على هذه الإمارة السلاجقة الأتراك . ومن بعدهم جاء الغزو المغولي الكاسح الذي استمرّ حتى عام 1400م .

5 – مملكة أردلان : والتي امتدّت على طرفَي الحدود العراقية – الإيرانية ( محافظة السليمانية اليوم ) ، من جبال قرا داغ وأودية شهر زور وأصقاع أردلان ( كُردستان الإيرانية حالياً ) التي كانت تقطن فيها قبائل الكلهور الكُردية القديمة .

.. كانت أُسرة بَنِي أردلان تحكم هذه المنطقة منذ القرن 12 م وعاصرت الحكم المغولي ، واضطرتها الدولة الجلائرية في العراق إلى التخلي عن القسم الشمالي الشرقي من الإمارة . وفي القرن 15 استعاد الحاكم الأردلاني القسم الشمالي من بلاده فأصبح نهر الزاب الكبير من جديد الحدود الشمالية لمملكته .وخضعت الإمارة للحكم العثماني ، بعد انتصار السلطان العثماني سليم الأول على الصفويين في معركة جالديران عام 1514. وبقيت أمور الحكم الفعلية في أيدي الأكراد . إلى أن غزا العثمانيون إمارة أردلان بوساطة والي حلب عام 1538 ، وجعلوها ولاية عثمانية لفترة من الزمن ، وفي عام 1600 تغيّر الوضع حيث خضعت أردلان للشاه عباس الصفوي ، فتولّى حكم الإمارة أحمد خان الأردلاني بوصفه ملكاً من التابعين لشاه إيران . وطلب الشاه عباس من أحمد خان عام 1605 إخضاع القبائل الكُردية ، في بيتليس والعمادية ورواندوز لحكم الشاه . وبذلك استعاد الأمير الكُردي ممتلكات أردلان القديمة . وانتهى حكم الأُسرة الأردلانية بغزو القائد العثماني خسرو باشا الذي قضى عليها بعد معركة جرت في عام 1629

6 – إمارة بابان :

وهي إمارة أسّسها شخص من بلاد البشدر اسمه أحمد الفقيه وعدّ كمؤسّس للأسرة البابانية وخلّف أحمد الفقيه ابنه ماوند ، ومع هذا يعدّ سليمان بك بن ماوند بن احمد الفقيه المؤسّسي الحقيقي لأسرة بابان ، ففي النصف الثاني من القرن السابع عشر الميلادي كان سليمان بك الشخصية البارزة في شهرزور، وحلّ محل الأردلانيين في حكم المنطقة ، في عام 1694 استعان الأمير الأردلاني بالإيرانيين، فأرسلوا جيشاً، دمّر خصمهم الباباني ، وفي عام 1850م دخل القائد التركي إسماعيل باشا السليمانية بقوةٍ من الجيش قضت على حكم البابانيين، الذي استمرّ مدة قرن ونصف القرن.

7 – الإمارة السورانية :

وهي إمارة صغيرة نشأت في منطقة رواندوز، في القرن ال 12 م . أسّسها رجل قدم من بغداد ، واتخذ من قرية جوديان مقراً له وكان له ابن يُدعى عيسى ضمّ إليه بعض أراضي البابان ، ونقل عاصمته إلى بلدة حرير ،ضمّ السلطان سليمان القانوني هذه الإمارة إلى أربيل ، بعد أن قتل أميرها “المير عزالدين شير”، ونصّب عليها أميراً يزيدياً في عام 1534. ولكن السورانيين استرجعوا إمارتهم بعد عودة السلطان إلى استانبول ، وحافظوا على استقلالهم حتى عام 1730 حينما ألحقها البابانيون بإمارتهم وصارت تابعة لهم . واستغلّت ضعف أمراء البابان واستعادت الإمارة السورانية وجودها وفي مقرها الجديد برواندوز ، وصار لها في عام 1810 كيان واضح حين كان يحكمها مصطفى بك أوغوز الذي تزوّج من فتاة بابانية لكي يعزّز مركز إمارته . وخلّفه عام 1826 ابنه محمد الملقّب “مير كور”، أي الأمير الأعمى وأخضع لحكمه شيروان وقبائل برادوست في الشمال، وقلّل من نفوذ قبائل السورجية وطرد الحاكم الباباني من حرير واحتلّها. وأقرّه والي بغداد داود باشا على حكمه ، وأصبحت دهوك وزاخو من توابع إمارته العظيمة ، واستولى على أربيل وألتون كوبري ، واضطرّ والي بغداد علي رضا باشا في عام 1833 إلى الاعتراف به ورفع مرتبته إلى “باشا”، إذ رأى فيه القوة الجديدة، التي يمكن استخدامها ضد الإمارة البابانية، ومقاومة أي زحف إيراني على العراق ولتسقط الإمارة سنة 1846 .

8 – الإمارة البهدينانية

نشأت هذه الإمارة في مدينة العمادية الواقعة على قمة جبل مرتفع ، وسط سهل فسيح ، مما جعلها قلعة حصينة ، حكمتها أسرة بهدينان التي حظيت بتقدير السلطان العثماني سليمان القانوني فمنح حاكمها حسن باشا ولاية الموصل عام 1600. كثيراً ما اضطرّ حكّام العمادية إلى تبديل ولائهم بين العثمانيين والإيرانيين . فخضع الأمير حسن باشا للشاه تجنباً لسيطرة الأردلانيين في أواخر القرن السادس عشر ولم تسلم هذه الإمارة من الصراع الداخلي بين أبناء الأسرة الحاكمة وهو الطابع المميز لتاريخ كُردستان كله .. وتمكّن والي بغداد من القضاء على إمارة العمادية عام 1839 التي استمرّت تابعة لولاية الموصل حتى عام 1849 وألحقت بعدها بولاية (وان) ثم أعيدت ثانية لتتبع ولاية الموصل في أواخر القرن ال 19 .

9 – إمارة كريم خان زند في إيران

بعد فترةٍ من الحروب الطاحنة أنشئت في إيران مملكة كُردية مستقلة ، هي المملكة الزندية بقيادة كريم خان زند في الفترة ما بين 1752 و 1795. وكان عهد كريم خان ( 1752م – 1779م ) فصلاً مهماً من فصول التاريخ الكُردي ، إذ أعلن الاستقلال الكُردي وصار حاكماً لإيران كلها تماماً مثل صلاح الدين الأيوبي ، الذي حكم أمماً أخرى

10 – إمارة بوتان :

في عام 1821 تولّى الأمير بدرخان إمارة الجزيرة وإقليم بوتان . وسعى إلى تخليص إمارته وكُردستان كلها من الحكم التركي وتوحيد إماراتها وعزا الهزائم التي لحقت بالأكراد في انتفاضاتهم إلى سببين :

(1) عدم اتحاد القوى الكُردية حول فكرة وطنية واحدة.

(2) عدم وجود معامل للأسلحة والذخيرة في كُردستان.

فبادر الأمير إلى العمل على لمّ الشعب وتنظيم الصفوف بين القوى المختلفة فأرسل إلى زعماء الكُرد المجاورين له داعياً إياهم إلى الإتحاد والعمل على إنقاذ كُردستان . وبعث المبعوثين لبثّ الدعوة إلى فكرة الوحدة. واستجاب الزعماء الأكراد لدعوته من كلّ مناطق كُردستان ، هذا في الجانب السياسي والتنظيمي أما في الجانب العسكري ، فقد أنشأ في مدينة الجزيرة معملاً للأسلحة وآخر للبارود .

وشرع يرسل الطلاب في بعثات إلى أوروبا ، للتخصص بتجهيز الأسلحة والذخائر والمعدات الحربية. كما أخذ يبني السفن لتسييرها في بحيرة وان . ونتيجة لميوله الصريحة في استقلال كُردستان عن السلطنة وعمله الحثيث في استكمال الشروط حاول السلطان إرضائه واستدراجه إلى الآستانة لكنه رفض خشيةً من دسائس العثمانيين ،

وتطوّر الصراع الذي دفع الأمير البدرخاني إلى إعلان الاستقلال فجير السلطان جيشاً وحدثت معركة قرب أورمية إلا أنّ انضمام ميسرة الجيش الكُردي بقيادة عزالدين شير إلى العثمانيين مكّنهم من احتلال الجزيرة ومحاصرة قلعة أروخ التي تحصّن فيها الامير وصمد لثمانية شهور وبعد نفاذ مؤونته استسلم للقوات العثمانية .

وفي ختام القسم الأول لابدّ من ذكر أمرين مهمّين أولهما : استعراض بعض من صفحات تاريخ الكُرد مع الشعوب والدويلات المحيطة :

– العلاقة بين الكُرد والدويلات الأتابكية في كُردستان والبلدان المجاورة مرّت بأطوار مختلفة من مصادمات واشتباكات وصولاً إلى مرحلة استقلال الدولة الأيوبية الكُردية عام 569 هـ – 1173 م، والتي امتدّ سلطانها إلى مصر و سوريا و الجزيرة وكُردستان و أرمينيا و تألّفت معظم جيوشها من العشائر الكُردية حتى وفاة السلطان صلاح الدين عام (589هـ – 1193م ) واستردّ أبناء أرسلان شاه مكانتهم في كُردستان . أما في جبال زاغروس فقد تعرّض الكُرد إلى نكبات شديدة منذ عام 614 هـ – 1217م، من جراء غارات الخوارزميين وتلتها نكبة هولاكو الشهيرة على كرمنشاه و بغداد وتبريز حيث دمّر الجيش المغولي في طريقه إلى سوريا من بلاد الهكارية والجزيرة وديار بكر وماردين وفي سوريا انضمّ الكُرد إلى الجيوش التركية والعربية لمحاربة المغول مما أفضى إلى هزيمة المغول عام 680 هـ – 1281م) ، أما في عهد الصفويين وبعد سقوط الدولة المغولية ، وظهور الصراع الصفوي والعثماني تمّ التفاهم بينهم وبين السلطان العثماني باتفاق أدّى إلى خضوع منطقة كُردستان

ومعاهدة (1049هـ – 1639 م)، بين الحكومتين العثمانية و الإيرانية لم تمنع إيران تماماً من تخطّي جبال زاغروس إلى الغرب غير أنّ الحكومة العثمانية استولت تدريجياً في عهد الصفويين على المقاطع الغربية الإيرانية وعلى البلاد القوقازية وكان من نتيجة هذا التبادل في الحدود السياسية أن دخل معظم الكُرد وكُردستان في الحكم العثماني وخاصةً في عهد نادر شاه الذي قُتل عام 1747 أثناء زحفه على أكراد خراسان للتنكيل بهم واشتدّ نشاط أكراد إيران من بعده وتأسّست الحكومة الزندية الكُردية عام 1166هـ -1753م، سرعان ما سقطت بسبب قلة عددها وضعفها وبعد زوالها عام 1209هـ – 1794 م، اضطهد أغاخان القاجاري أكثر العشائر الكُردية و فتك بالكثير من زعمائهم وعمل على تشتيتهم وإحلال قبائل التركمان محلّهم .

الحكومات الكُردية في العهد الإسلامي :

1- ذكر الحكومات الكُردية في العهد الإسلامي ومنها الحكومة الروادية ( 230- 618 هـ) و هي تعدّ من أقدم الحكومات الكُردية أسّسها محمد الروادي في مدينة تبريز .

2 – كما تحدّث عن حكومة بن عنان في حلوان ( 380 – 510 هـ) وكان أول مَن وضع أساس هذه الحكومة الكُردية ودعم أركانها هو الأمير أبو الفتح بن عنان أمير أكراد الشاذنجان وظلّ متربّعاً على العرش مدة عشرين عاماً دون منازع، و قامت القلاقل والفتن بعد وفاته وأدّت إلى انهيار هذه الحكومة.

و ذكر المؤلف بإسهاب أحوال الإمارات الكُردية التي نشأت منذ صدر الإسلام مثل إمارة الجزيرة التي يرجع نسب أمرائها إلى الأسرة الأموية وأيضاً إمارة خيزان التي تأسّست في أواخر عهد السلاجقة وإمارة شيروات التي تأسّست بعد انقراض حكومة الأيوبيين في سوريا 662 هـ وإمارة بدليس التي يرجع نسبها إلى الملوك الساسانيين وإمارة صاحون وإمارة عزى ومؤسّسها الأمير أبو بكر الذي وضع أساس إمارته في عهد حكومة الآق قونيلي ثم خضعوا لسلطان الشاه إسماعيل الصفوي حتى وقعت معركة جالدران .

* كما أشار المؤلف إلى إمارة السويدية التي ينتمي أفرادها إلى البرامكة الذين قدموا إلى كُردستان من قلعة السويداء الواقعة بين آحد والرها ، وكان لها الدوام في فترة طويلة في عهد العثمانيين.

و إمارة أخرى أشار إليها المؤلف باسم البازوكيين، أسّستها عشيرة البازوكي الإيرانية و شقّ أمراؤها عصا الطاعة على إسماعيل الصفوي ولجأوا إلى السلطان سليم، وإمارة أخرى هي إمارة مرده سي التي أسّسها الشيخ بير منصور، بمعاضدة العشيرة المرداسية وكان مقرها قلعة أكيل، وظلّت هذه الأسرة تتوارث الإمارة حتى تمّ ضمّها إلى العثمانيين في عهد الشاه إسماعيل الصفوي، و إمارات أخرى مثل إمارة حصن كيف و إمارة سليماني و إمارة زراكي وإمارة الهكارية و إمارة المحمودي وإمارة الدنايلة و تناول أيضاً المجموعة المكارية الجنوبية و إمارات إيران الشرقية و إمارتا خراسان، منهياً حديثه عن إمارات جبل لبنان: مثل إمارة مشايخ العماديين الدروز وإمارة بني سيفا و إمارة رأس نماش وكان أفرادها من الأكراد الذين أسكنهم السلطان سليم العثماني في مقاطعة الكورة بجبل لبنان لحماية الجبل وحراسته من الإفرنج . ( نقلاً عن مدارات كرد – منظمة هوشين للفكر والثقافة ) .

وثاني الأمور هو : التقسيمات الإدارية للسلطنة العثمانية بشكلٍ خاص وكذلك تداخلها مع ذات التقسيمات وسنذكر الأيالات العثمانية التي ضمّت مقاطعات كُردستانية والتي تغيّرت مع الزمن وإن بقيت محافظة على السياق الجغرافي :

إيالة قرمان

قره مان ايالتى

Karaman Eyalet, Ottoman Empire (1609)-ar.png

قونية ثُمَّ قيصريَّة ثُمَّ قونية[ِ 36] 7 سناجق

قونية، نيغدة، قيصريَّة، قر شهر، بك شهر، آق سراي، آق شهر 1483م 1864م تركيا

إيالة الأناضول

اناطول ايالتى

Anatolia Eyalet, Ottoman Empire (1609) Kopie-ar.png

أنقرة ثُمَّ كوتاهية 15 سنجقًا

كوتاهية، خُداونگار، بولي، قسطموني، قره سي، سُلطان أوني، صاروخان، قره حصار صاحب، الحميد، أنقرة، قانقري، آيدين، تكَّة، مُنتشا، بك بازاري 1393م 1841م تركيا

إيالة سيواس

سيواس ايالتى

Sivas Eyalet, Ottoman Empire (1609)-ar.png

أماسيا ثُمَّ توقات ثُمَّ سيواس 7 سناجق

سيواس، أماسيا، جانيق، ديوريجي، عرب گير، چوروم، بُزق 1398م 1864م تركيا

إيالة طرابزون

طرابزون ايالتى

Trebizond Eyalet, Ottoman Empire (1609)-ar.png

طرابزون 8 سناجق:

طرابزون، گُموشخانة، جانخة، ويتزة، گونيو، باطوم، غيرسون، لازستان 1598م 1867م تركيا

جورجيا

إيالة أرضروم

ارضروم ايالتى

Erzurum Eyalet, Ottoman Empire (1609)-ar.png

أرضروم 16 سنجقًا

أرضروم، قره حصار، كيفي، پاسين، إسپير، خانيس، ملاذكرد، تكمان، كوزودجان، تورتوم، ليجنگرد، معمار، كماخ، مادن، أرزنجان، گُموشخانة 1533م 1867م تركيا

إيالة ديار بكر

ديار بكر ايالتى

Diyarbarik Eyalet, Ottoman Empire (1609)-ar.png

آمد 17 سنجقًا

آمد، ماردين، سنجار، الرُها، سيورك، چرميك، عُثمانيَّة، خربوط، عرب گير، كيغي، چمشكزك، الموصل ( انفصلت لاحقاً ) ، الهيت، دير الزور، الرحبة، عين سنجقي، البيرة 1515م 1867م ( تركيا العراق سوريا )

إيالة وان

وان ايالتى

Van Eyalet, Ottoman Empire (1609)-ar.png

وان 20 سنجقًا

وان، بدليس، خيزان، حكَّاري، خوش آپ، گواش، زريكي، شروي، مُكوس، شيطاق، آلباق، إسپاكخرد، إرجيش، كيشان، عادل جواز، آغا كيس، بارگري، ضياء الدين، صوماي، هٰرون 1548م 1864م ( تركيا إيران )

إيالة حلب

حلب ايالتى

Aleppo Eyalet, Ottoman Empire (1609)-ar.png

حلب 5 سناجق

حلب، معرَّة النُعمان، بالس، عُزير، كلس 1534م 1864م ( سوريا تركيا )

إيالة ذو القدريَّة

ذو القدريَّه ايالتى

Dulkadir Eyalet, Ottoman Empire (1609)-ar.png

مرعش 4 سناجق:

مرعش، ملطيَّة، عنتاب، قارص مرعش

شهر زور ايالتى

Shehrizor Eyalet, Ottoman Empire (1609)-ar.png

كركوك ثُمَّ السُليمانيَّة 22 سنجقًا :

صاروجك، أربيل، كسنان، شهر بازار، جنگ أوله، جبل حمرين، خزر مردود، الحوران، مركارة، خزير، رودين، تيلتاري، صباح، زنجير، آجب، أبروماز، پاك، پرتلي، بيكاس، أوشني، قلعة غازي، شهرزور 1554م 1862م العراق

إيران

إيالة الموصل

موصل ايالتى

Mosul Eyalet, Ottoman Empire (1609)-ar.png

الموصل 4 سناجق : بجوانلي، تكريت، أسكي موصل، هارد

وفي ختام هذا العرض ارتأينا لتنشيط ذاكرة نارام سين الورقي أن تقدّم قائمة مختزلة بأهم الثورات والإنتفاضات الكُردية مستذكرينه لطالما هو استشهد بالأمير فخرالدين المعني – والذي يعيد كثيرون أصوله إلى الكُردية ، إلى أننا سنعيد بذاكرته إلى سليمان جان بولات وثورته التي أشعلها ضد العثمانيين الذي سنتناوله بتفصيل أوسع في القسم الثاني .. أدناه قائمة بأهم الثورات الكُردستانية :

التاريخ الثورة المكان النتيجة

838-841 انتفاضة اليزيديين ضد العباسيين الدولة العباسية قُمِعت

1506–1510 انتفاضة اليزيديين ضد الصفويين Safavid Flag.svg الدولة الصفوية قُمِعت بعد هَزيمة زعيم اليزيدية شير صارم

1609–1610 معركة ديمديم Safavid Flag.svg الدولة الصفوية قُمِعت 1775 إنتفاضة باجلان الدولة الزندية قُمِعت

1806–1808 انتفاضة البابانيون الدولة العثمانية قُمِعت

1880–1881 تمرد الشيخ عبد الله نهري ضد القاجاريون State Flag of Iran (1924).svg القاجاريون قُمِعت

1919 – 1922 ثورة محمود البرزنجي الأولى العراق المملكة العراقية قُمِعت

1918–1922 ثورة سمكو آغا شكاك إيران قُمِعت

6 مارس 1921 – 17 يونيو 1921 تمرد كوشجيري تركيا قُمِعت

نوفمبر 1922 – يوليو 1924 ثورة محمود البرزنجي الثانية العراق المملكة العراقية, Flag of kurdistan-1922 1924.svg مملكة كُردستان تأسيس مملكة كُردستان

8 فبراير – مارس 1925 ثورة الشيخ سعيد تركيا قُمِعت

1926 ثورة سمكو آغا شكاك الثانية إيران قُمِعت، فِرار سمكو آغا شكاك إلى الانتداب البريطاني على العراق

أكتوبر 1927 – سبتمبر 17, 1930 تمرّد أرارات الأول والثاني والثالث جمهودية أرارات, تركيا تركيا قُمِعت، أدّت لتفكك جمهودية أرارات.

1931–1932 ثورة أحمد البرزاني العراق المملكة العراقية قُمِعت، ثم تمرّد بسيط سنة 1933، وتمرّد آخر من البارزاني سنة 1943.

1935 الثورة اليزيدية 1935 العراق الانتداب البريطاني على العراق قُمِعت

20 مارس 1937 – نوفمبر, 1937 و 2 يناير 1938 – ديسمبر، 1938 ثورة درسيم تركيا تركيا قُمِعت

1941–1944 ثورة حماة راشد إيران قُمِعت، فِرار حماة راشد إلى العراق

نوفمبر 1945 – ديسمبر 15, 1946 الأزمة الإيرانية في 1946[16] Iran, جمهورية مهاباد تأسيس جمهورية مهاباد بدعم من الاتحاد السوفييتي، وتمّ قمع الثورة لاحقاً

11 سبتمبر 1961 – 1970 حرب كَردستان العراق 1961 – 1970 جمهورية العراق تجمّد العِلاقات، ثم أدّت إتفاق الحُكم الذاتي بين العراق وكُردستان سنة 1970

1967 الثورة الكُردية عام 1967 في إيران إيران قُمِعت

أبريل 1974 – 1975 حرب كُردستان العراق 1974 – 1975 العراق قُمِعت من الحكومة العراقية، وأعادت سيطرتها على كردستان العراق.

1976–1978 تمرّد الاتحاد الوطني الكُردستاني العراق لم تُحسم، وأدّت للتمرد الكُردي سنة 1983.

1979 التمرّد الكُردي في إيران 1979 إيران قُمِعت

1983–1985 التمرّد الكُردي 1983 العراق أدّت لحملة الأنفال

15 أغسطس 1984 – حتى الآن الصراع الكُردي التركي و تركيا دعوات من كلا الجانبين لإنهاء الصراع ، وإستمرار إنسحاب حزب العمال الكُردستاني من الأراضي التركية .

1986–1996 تمرّد الحزب الديمقراطي الكُردستاني الإيراني إيران سياسة إيران قُمِعت ؛ وأعلن الحزب الديمقراطي الكُردستاني الإيراني وقف إطلاق النار من جانب واحد سنة 1996.

1 مارس – 5 أبريل 1991 الانتفاضة الشعبانية العراق إبان حكم حزب البعث، وكُردستان العراق انتصار بإعلان جمهورية ذات حكم ذاتي للأكراد عُرفت بكُردستان العراق

مارس 2004 أحداث القامشلي 2004 سوريا قُمِعت

يتبع

– نص الكاتب والمعنون – المظلومية الكردية .. من نفس نبع المظلومية التوراتية .. الاسطورة في خدمة اللص –

غالبية المعلومات مستقاة من ويكيبيديا وغوغل ومواقع متعددة منها موقع المقاتل وكذلك جريدة البيان ونصوص منشورة لكتاب عديدين وبعض المصادر ذكر في متن النص مثل موقع مدارات كرد وغيرها وننوه بأن هناك مقاطع منسوخة من مصادرها ضمن سياق النص ذكرنا المصدر في المتن ..

  • • ( د. فرست مرعي، مجلة المجتمع، العدد 2024، أكتوبر 2012 م نقلا من موقع صيد الفوائد عمر خليفة راشد ) .

– يتبع في القسم الثاني والذي سيتناول مآلات المنطقة بخرائطها وتقسيمات سايكس بيكو ونتائج الحرب العالمية الأولى ومؤتمر الصلح واتفاقية سيفر وما تلاها من كارثة لوزان والاهم ما سبق كل هذا من مفاوضات بخصوص مستقبل المنطقة ومن ضمنها كردستان بكل تفاصيلهافاوضات بخصوص مستقبل المنطقة ومن ضمنها كردستان بكل تفاصيلها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى