آراء

ومن جديد المظلومية الكُردية.. عمليات الأنفال الإبادية

إعداد : ليلى قمر ووليد حاج عبد القادر

م

نعم ! ولنكن صرحاء مع الذات والجمع، وليتفتّق الجرح الغائر في صميم المجتمع البشري؛ وهو كان يتلهّى وجهابذة الفتك بالحياة الجمعية، يجاهرون قتلاً وذبحاً في حفلات الدم البشري بأشلاءٍ تمزّقت مراراً، وهو الطوفان الإجرامي يلفّ ويفتك والبلدوزارات تحفر بعبثٍ وترمي بالجثث : رضعاً كانوا ، أجنةً طور التكوّر ، أمهاتٍ ترضعن كنّ ، وأطفال ماتعدّوا الحبو بعد ! ألا فلتسقط كلّ الضمائر النائمة والاولوف تبقر البطون فيهم .. ويلتاه زميلتي ؟ أما نطق الحجر والشجر ؟ أما تهاوت الجبال والسماء تيبّست فيها حتى قطرات مائها !

ومن جديد سنختزل الحزن جرحاً يابى إلا أن تسرد – بيظوك – وسريالية الوجع تدمّر ؟ .. نعم سريالية الوجع تدمّر ، وهي ألواننا بزركشاتها ! نعم هي ألواننا ، لم تستطع كلّ طغيان وعربدة القتلة أن تشوّه ألوان ثيابكنّ ياالقديسات في محراب الشهادة ..

لو كتبنا مرثياتنا ثقوا : لجفّت المحابر ونحن لمّا نزل نتأوّه في بدء مراثينا ياالجبال نعلم أنّ ظهوركم انحنت من ثقل الأوجاع ولكن : منها وفيها استمرّت ملاحم النضال وثأراً لكم … لكن .. وأنتم العصافير ستملؤون بزقزقتكم أهازيج النصر المستدام وقد أسّس لها أحفادكم .. أجل هي الأنفال كانت صيرورة وأد خططوا لها ، ولتضحى وقوداً لنصرٍ لازالت مساراته تتقدّم .. أجل وكما رأينا في القسم السابق فقد كان النظام قد أقرّ وبلا أية خشيةٍ أو خفيةٍ القيام بأعمال تصفية وإبادة جماعية دون واعزٍ أو ضميرٍ ، واستخدمت السلاح الكيميائي في حلبجة ومناطق أخرى ، وكانت هي المقدمة الرئيسية لعمليات الأنفال لغاية التطهير العرقي قتلاً ، وقد ارتكز النظام المجرم على أرضية دينية ليستحوذ ويستغلّ مشاعر البسطاء والسذّج ، فأسماها باسم الأنفال وهي السورة الثامنة في ترتيب المصحف وعدد آياتها 75 آية ، ونزلت بعد معركة بدر، ووصفت أحداثها وأحكام الأسرى والغنائم وقوانين الحرب في المعارك والغزوات ، وهذه معلومات عامة لا تخفى عن أغلب المسلمين ، إلا أنّ النظام العراقي استخدم هذه التسمية “الأنفال” استخدمها النظام لتنفيذ إحدى أبشع جرائم القرن العشرين بحق شعب كُردستان العراق ، وسخر لذلك نصوص دينية ليضفي الشرعية على جرائم القتل الجماعي ومحاولة إبادة المُكوّن الكُردي في العراق . على الرغم من أنّ عالبية كُرد كُردستان العراق هم مسلمون ولنسبةٍ تتجاوز 95% كما ويطغى على مجتمعاتهم البُعد الديني والعشائري ، ورغم زعم النظام بأنه بعثي اشتراكي ، فقد تقصّد أن يسمّي تلك العمليات العسكرية في مدن وتجمعات كُردستان بالأنفال لكسب التعاطف المحلي والإقليمي ، وللإيحاء بأنّ الصراع إنما هو ديني وليس بقومي ، ولاتهام الأكراد بالإرتداد عن الدين ؛ لتبرير حملاته الإبادية ، رغم معرفة كلّ الأمم بأنّ الصراع بين الطرفين هي سياسية وتتعلّق بالحقوق القومية والثقافية للأكراد . والآن لنحدّد ونختزل أكثر ونتعرّف على ماهية وطبيعة العملية التي تسمّت بالأنفال”؟ والتي

ابتدأت في المدن الكُردية بإقليم كُردستان العراق ، وبقرارٍ مباشر من مجلس قيادة الثورة ، والذي كان أعلى سلطة لإصدار القرارات في العراق ، في ظلّ نظام صدام حسين، حيث أصدر المجلس القرار الرقم 160 ، في 29 مارس 1987 ، القاضي بتنصيب علي حسن المجيد حاكماً مطلقاً على المنطقة الشمالية من البلاد حتى يقوم بتنفيذ سياسة تدمير المناطق الكُردية وقتل وتهجير المواطنين المقيمين فيها . وبموجب هذا القرار، بدأت عمليات الأنفال وكانت عبارة عن عمليات إبادة جماعية عن طريق نقل أعداد كبيرة من السكان كالأسرى إلى مناطق الحضر في محافظة الموصل ونقرة السلمان في السماوة ودفنهم وهم أحياء مع أفراد أسرهم في المقابر الجماعية ، ما أدّى إلى مقتل 182 ألف مواطن كُردي وتدمير أربع آلاف قرية وأربعة أقضية و 30 ناحية . في 11 يناير 2007 ، ( .. وأثناء محاكمة المتهم الرئيسي في قضية الأنفال ، علي حسن المجيد المعروف بـ”علي الكيمياوي”، وهو ابن عم صدام حسين ، اعترف أمام المحكمة بأنه أصدر قرار ترحيل أهالي القرى الكُردية الواقعة على الشريط الحدودي مع إيران وتركيا وقرى أخرى ، وأضاف أنه أمر القوات بإعدام كل مَن يتجاهل أوامر الحكومة بمغادرة القرى خلال عملية عسكرية ضد الأكراد عام 1988 وأعطى تعليماته باعتبار هذه القرى مناطق محرّمة وأصدر أوامره للجنود باعتقال كل مَن يجدونه هناك. وتمّ تنفيذ حكم الإعدام بحق علي حسن المجيد في 25 يناير 2010 . ) . أما من اختار اسم العملية – الأنفال – حسب قول رئيس أركان الجيش العراقي في فترة “الأنفال” نزار الخزرجي : ( .. إنّ عمليات الأنفال في المرحلة الأولى جرت ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة حزب الاتحاد الوطني الكُردستاني بقيادة جلال طالباني ، وكان الهدف منها التخلص من مناطق نفوذ الحزب ، وبعد بداية المرحلة الأولى ، اقترح اللواء الركن كامل ساجد الجنابي ، وكان متديّناً ، تسمية العملية بـ”الأنفال” تيمّناً بسورة الأنفال في القرآن الكريم . وخلال محاكمة المتهمين بجريمة الأنفال عام 2006 ، قال المتهم سلطان هاشم أحمد إنّ اللواء الجنابي هو الذي اختار تسمية “الأنفال” للعمليات العسكرية .

– مراحل عمليات “الأنفال”:

نُفّذت عمليات “الأنفال” على ثماني مراحل وهي :

– المرحلة الأولى : بدأت في 22 شباط 1988 واستغرقت شهراً واحداً ، وشملت أكثر من 150 قرية في مناطق دوكان وقلا جوالان وجوارتا وسورداش ، وكان يقود العملية سلطان هاشم أحمد ، بمشاركة 20 لواءً من الجيش العراقي و 30 من الفوج التابع للحرس الجمهوري و 70 من أفواج “الجاش” المكوَّنة من الأكراد المساندين للعملية .

إنّ جرائم الأنفال ولفظائعها يتجنّب كثيرون الاقتراب من ذكراها ، تارةً خوفاً على سمعة نظام صدام حسين القومي البعثي الذي اعتبروه ناصراً للسنة والأمة ، ولمجرد تسميته تلك الحملة العشواء بالأنفال ، حينما استخدم نظام صدام حسين البعثي “والاشتراكي” و”العلماني” اسم سورة من القرآن لتسمية عمليات عسكرية أسفرت عن مقتل 182 ألف كُردي .

– المرحلة الثانية : بدأت في 22 مارس 1988 ، وتمّ الهجوم على منطقة قرة داغ وسنكاو وبازيان وعدة مناطق أخرى ، وكان يقود العمليات إياد خليل زكي، القيادي في قوات الدفاع الوطني العراقي . وخلال هذه المرحلة تمّ قصف منطقة سيوسينان في قرة داغ بالأسلحة الكيميائية وتدمير أغلب القرى .

– المرحلة الثالثة : وتُعرَف بـالأنفال الأسود”، بسبب بشاعة العمليات ، وبدأت في السابع من أبريل 1988 وشملت مناطق جمجمال ، سنكاو ، كفري ، كلار ، قادر كرم ، بيباز ، وجرى خلالها تدمير 500 قرية . وفي 14 أبريل قامت القوات العراقية بدفن العديد من الأسر وأفرادُها أحياء ، ولذلك اختارت حكومة إقليم كُردستان هذا اليوم كذكرى سنوية لـلأنفال”.

– المرحلة الرابعة : بدأت في 3 مايو 1988 واستمرّت حتى 15 مايو ، وشملت القرى الموجودة في مناطق كركوك ، بردي ، كوية ، وبعض المناطق الأخرى . وفي هذه المرحلة تمّ قصف مناطق كوتبة ، عسكر ، وشيخان بالسلاح الكيميائي .

المرحلة الخامسة والسادسة والسابعة : بدأت في 15 مايو 1988 واستغرقت أكثر من ثلاثة أشهر . في هذه المراحل تمّ الهجوم على عدة مناطق أبرزها خليفان ، سوران ، جوما ، رانية ، قلادزي ، قنديل ، وقاد العملية وزير الدفاع عدنان خير الله ، وعلي حسن المجيد ونزار الخزرجي .

– المرحلة الثامنة : آخر مرحلة من مراحل الأنفال ، وبدأت يوم 26 أغسطس 1988 في منطقة بادينان واستمرّت حتى التاسع من سبتمبر وشملت مناطق زاخو ، زاويتة ، زيوة ، أتروش ، والعديد من المناطق الأخرى .

وعلى الرغم من مرور 30 عاماً على مجزرة “الأنفال”، ( إلا أنّ العديد من المواطنين في مدن إقليم كُردستان التي تعرّضت لحملة “الأنفال” ينتظرون أقرباءهم ولم يقطعوا خيط الأمل في إمكانية بقائهم على قيد الحياة، بينما تسعى الأسر التي تيقّنت من وفاة أقاربها في العملية للبحث عن جثثهم في الصحراء والمحافظات الجنوبية لإعادة رفاتهم إلى إقليم كُردستان. وكل فترة يتمّ العثور على قبور جماعية جديدة تُجدّد الآلام لدى الآلاف من أسر الضحايا. ) .

وعلى الرغم من بشاعة عملية “الأنفال” في الوجدان الكُردي واستمرار العثور على مقابر جماعية للضحايا في مناطق مختلفة في العراق ، إلا أنّ هذه القضية لم تلقَ الحد الأدنى من الاهتمام العربي ، سواءً على مستوى الحكومات أو الشعوب ، لا بل حصل العكس فقد حاول البعض تبرير هذه الجرائم واعتبارها أحداثاً جانبية لا تستحقّ الاهتمام في الوقت الحالي . مما شكّل صدمةً وألماً في الشارع الكُردي الذي كان بأمسّ حاجةٍ الى التعاطف معه والاعتراف بالجرائم التي ارتُكبت بحقه من قبل الأنظمة الحاكمة . ومع هذا فإنّ كثيرين منهم والى الآن لا يقرّون بهذه الجرائم خوفاً من تهمة التعاطف مع إيران أو غيرها من التهم، ويُفضّلون التعنت وإنكار الحقيقة واتهام الأكراد بالعمالة لإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية لتغطية جرائم النظام العراقي السابق. وبالرغم من الحقائق واعتراف المتهمين بالجريمة وسهولة زيارة إقليم كُردستان لإجراء مقابلات مع أسر الضحايا ورؤية الأماكن التي تعرّضت للعملية إلا أنّ غالبية وسائل الإعلام العربية والإسلامية تتجنّب الاقتراب من هذه الجريمة ، تارةً خوفاً على سمعة النظام القومي البعثي الذي اعتبره كثيرون ناصراً للسنة والأمة، وتارةً أخرى خوفاً من اسم العملية “الأنفال”. ويفهم الأكراد موقف الحكومات العربية التي اختارت التأييد أو الصمت أثناء ارتكاب النظام العراقي السابق لجريمة “الأنفال”، ولكنهم يتساءلون عن موقف المؤسسات والمنظمات والشخصيات الإسلامية التي تؤمن بالأممية وترفع شعارات ضد الأنظمة الحاكمة والدفاع عن المظلومين، ورغم ذلك هي مقصرة بشكلٍ كبير في الدفاع عن الأكراد أو الاعتراف بالمجازر التي حلّت بهم على يد الأنظمة القومية تحت شعار الدين. كان على الشخصيات والجماعات الإسلامية أن تندّد وتستنكر هذه العملية فور وقوعها؛ لأنها استخدمت اسم سورة في القرآن الكريم لتبرير عقل ٍضيقٍ وفكرٍ متحجرٍ ؟ . نعم ! فمنذ 22 شباط العام 1988، ولغاية 6 أيلول من نفس العام ، مرّت أخطر الصفحات الدموية بتاريخ المنطقة وذلك بممارسةجرائم القتل الجماعي الحكومي في تاريخ الحكم البعثي بالعراق ، والتي تمّ إطلاق اسم الأنفال عليها ، وقد مرّت بثمانية مراحل عسكرية شاركت فيها قوات الجيش والقوى النظامية بصورةٍ مباشرة ، منها ( الفيلق الأول الذي كان مقره في كركوك ، الفيلق الخامس الذي كان مقره في أربيل ) ، القوة الجوية ، القوات الخاصة ، الحرس الجمهوري ، قوات المغاوير ، دوائر الأمن والمخابرات والاستخبارات العسكرية والحجوش ، أقسام الأسلحة الكيمياوية والبايولوجية ، بالاضافة الى جميع الدوائر الخدمية التي وضعت في خدمة تنفيذ هذه العمليات .

والتي مرّت بالمراحل التالية :

– الأنفال الأولى : في منطقة السليمانية: محاصرة منطقة ( سركه لو ) في 23 شباط لغاية 19 مارت / 1988.

– الأنفال الثانية : منطقة قرداغ ، بازيان ودربنديخان في 22 مارت لغاية 1 نيسان .

– الأنفال الثالثة : منطقة كرميان ، كلار ، باونور ، كفري ، دووزى، سنكاو ، قادر كرم ، في 20 نيسان من نفس العام .

– الأنفال الرابعة : في حدود سهل ( زيي بجوك ) أي بمعنى منطقة كويه وطق طق وآغجلر وناوشوان ، في 3 مايس الى 8 مايس .

– الأنفال الخامسة والسادسة والسابعة : محيط شقلاوة وراوندز في 15 مايس ولغاية 26 آب .

الأنفال الثامنة : المرحلة الأخيرة ، منطقة بادينان ، آميدي ، آكري ، زاخو ، شيخان ، دهوك ، في 25 آب ولغاية 6 ايلول من نفس العام .

وهنا يجدر بنا التذكير على أنّ الحديث عن الأنفال هو بالتأكيد حديث عن حملة قتل جماعي وابادة منظّمة وفقاً لجميع المقاييس ، وهي كانت – الأنفال – الخطوة الأولى التي تمّ تنفيذها لإبادة المجتمع الكُردستاني . وتدمير قراها وتجمعاتها الرىيسية ببيئاتها ، واستهدفت تدمير كلّ القدرات الدفاعية التي يتمتّع بها المجتمع الكُردستاني وسبل العيش لمن نجا .

إنّ هذه الجرائم تسبّبت في استشهاد ( 182000 ) انسان كُردي ، وكانت قد بدأت كما نوّهنا بعمليات عسكرية ، والمناطق التي نفّذت فيها الجرائم انقسمت على ثمانية مراحل كما نوّهنا أعلاه والمرحلة الأولى من الحملات بدأت في منطقة السليمانية 22 / 2/ 1988 ، وكانت المرحلة النهائية لحملات الأنفال والمعروفة بخاتمة الأنفال في منطقة بادينان في 6 / 9/ 1988 ، وقد استخدمت في مراحل حملات الأنفال جميع انواع الأسلحة المحرمة دولياً وخاصةً السلاح الكيمياوي من نوع الخردل والسيانيد وغاز الأعصاب والفسفور .

والأنفال ووفقاً للمقاييس الدولية للجرائم تدخل في اطار جرائم الجينوسايد ، وهذه الحقيقة تمّت الإشارة إليها بوضوح في تقرير المنظمات الدولية لمراقبة حقوق الانسان ، وتحرك ملف الأنفال في المحكمة الجنائية العراقية العليا ، وفي يوم 21/ 8 / 2006 ألقيت أول مرافعة عن الأنفال في بغداد ، وقد اصدرت المحكمة قراراها الحاسم حول ملف الأنفال ، وتمّ وفقاً لذلك تعريف جرائم الأنفال بجرائم الإبادة الجماعية ( الجينوسايد ) .

وجاء ضمن ملف الأنفال أسماء المئات من المتهمين كمنفّذين رئيسيين لهذه الجرائم ، لكن تمّ استجواب ومحاكمة المتهمين ( صدام حسين رئيس جمهورية العراق ، علي حسن المجيد أمين سر مكتب الشمال لحزب البعث ، سلطان هاشم قائد الجيش ، صابر عبد العزيز الدوري رئيس مؤسسة الاستخبارات العسكرية ، حسين رشيد التكريتي نائب المسؤول عن تنفيذ حملات الأنفال ، طاهر توفيق العاني محافظ نينوى ، فرحان مطلق الجبوري مسؤول الاستخبارات العسكرية في شمالي العراق ) .

نعم إنّ عمليات الأنفال أو حملة الأنفال وهي إحدى عمليات الإبادة الجماعية التي قام بها النظام العراقي السابق برئاسة الرئيس صدام حسين سنة 1988 ضد الأكراد في إقليم كُردستان شمالي العراق والتي أوكلت قيادتها إلى علي حسن المجيد الذي كان يشغل منصب أمين سر مكتب الشمال لحزب البعث العربي الاشتراكي وبمثابة الحاكم العسكري للمنطقة، وكان وزير الدفاع العراقي الأسبق سلطان هاشم . والقائد العسكري للحملة وقد اعتبرت الحكومة العراقية أنذاك الأكراد مصدر قلق كبير ، لذا قرّر تنفيذ تلك الحملة بقوات الفيلقين الأول والخامس في كركوك وأربيل مع قوات منتخبة من الحرس الجمهوري بالإضافة إلى قوات الجيش الشعبي وأفواج مايسمّى بالدفاع الوطني التي شكّلها النظام العراقي أنذاك لمحاربة أبناء جلدتهم وقد تضمّنت العملية ست مراحل .

المرحلة الأولى :

ابتدأت بالهجوم على منطقة سركلو وبركلو وقد استغرقت هذه المرحلة 3 اسابيع.

المرحلة الثانية:

ابتدأت هذه المرحلة عندما قام النظام العراقي (في عهد صدام حسين) بشن

هجوم على منطقة قره داغ واستمرت هذه العملية من 22 اذار إلى 30 أذار من سنة 1988.

المرحلة الثالثة :

ابتدأت بالهجوم على منطقة كرميان في محافظة كركوك.

المرحلة الرابعة :

ابتدأت عندما قام النظام العراقي السابق بشن هجوم على منطقة حوض الزاب الصغير .

المرحلة الخامسة :

حيث قام النظام العراقي بشن هجوم على المناطق الجبلية لمحافظة أربيل وتمّ تدمير القرى الكُردية هناك .

المرحلة السادسة :

وهي أخر مراحل عمليات الأنفال ابتدأت هذه العملية في 25 من شهر آب \ اغسطس سنة 1988 وقد شملت منطقة بهدنان وقد استمرّت هذه العملية حتى 6 من ايلول \ سبتمبر من نفس العام.

نتائج الحملة :

قامت الحكومة العراقية أنذاك بتدمير مايقارب من 2000 قرية وقتل الألاف

من المواطنين الاكراد في مناطق إقليم كُردستان أثناء عمليات الأنفال وإجبار

قرابة نصف مليون مواطن كُردي على الأقامة في قرى أقامتها الحكومة العراقية أنذاك خصيصاً كي يسهل السيطرة عليهم وجرى إلقاء القبض على أكثر عدد منهم حملات الأنفال كانت قد تمّ التخطيط لها مسبقاً , وكانت الحكومة العراقية قد قامت بزيارات لتلك المناطق و جمعت المعلومات المطلوبة التي ستساعدهم في وضع الخطط لحملات الأنفال.و عمليات الأنفال مرّت بثماني مراحل والتي كانت بالشكل الآتي

– المرحلة الأولى أو الأنفال الاولى:-

(أنفال منطقة جافايتي)

بعد أن قامت الحكومة العراقية في ( 17 تشرين الاول 1987 ) باجراء إحصاء شامل للسكان في العراق وبعد أربعة أشهر قام بأول عمليات الأنفال في كُردستان بتاريخ ( 23 شباط 1988 ) في منطقة جافايتي الذي شملت هذة المناطق (دوكان , بنكرد , جوارتا ,قةلاجولان , سةرجنار , سورداش , زيي بجوك , ئةزمر, سوسى ,ماوةت , سةركةلؤو, بةركةلؤ ) و انتهت بتاريخ 18\3\1988 .

– المرحلة الثانية او الأنفال الثانية :-

أنفال مناطق قرداغ في 22 اذار 1988 الى 1 نيسان 1988 و شملت هذه المناطق (جبال كلةزةردة , بازيان , قةرةداخ , دةربةنديخان , ةزةراية , عةربةت )

– المرحلة الثالثة أو الأنفال الثالثة :-

أنفال في مناطق كرميان في 7 نيسان 1988 الى 20 نيسان 1988.

كانت هذة المرحلة من أكثرالحملات دماراً و إخافةً و أشد ضرراً على الصعيدين المادي و الإنساني لأنه (70-80) ألف إنسان كُردي فُقِدوا فيها وشملت هذه المناطق (دوزخورماتو,كفري,كلار,دةربةنديخان,سلسلة جبال قةرةداغ, تةكية,جمجمال, قةرةهةنجيرة,قادركرم,سنكاو,تيلةكؤ,بيباز, ئاغجةلةر).

– المرحلة الرابعة أو الأنفال الرابعة :-

أنفال النهر الأصغر في 3-8مايس 1988 التي شملت منطقة واسعة من الطريق عام التي تصل بين مدينة كركوك و مدينة سليمانية ,من جنوب طريق بي نكوية و بحيرة دوكان التي شملت كل من مناطق (شوان,شيخ بزيني,كوب تةبة,عةسكةر,ديكةلة,ئالتونكؤبري).

– الأنفال الخامسة و السادسة و السابعة:-

من 15 مايس الى 26 اب 1988 و التي شملت منخفضات الواقعة بين جبال شقلاوة و رواندوز التي فيها قام النظام بقصف بالقنابل الكمياوية كل من القرى (باليسان , بالوكاوة, خةتى)و دمر اكثر من 52 قرية في مناطق( خليفان , خوشناوةتي ,رةواندوز, مناطق جؤمان , جبل قنديل , رانية , جوارقورنة ,و هيزوب , جبال باواجي )

– الأنفال الأخير :

– أنفال منطقة بادينان من 25 آب إلى 6 ايلول 1988

الذي تمّ القصف بالأسلحة الكميائية عل مناطق (زيرةكاني) قرب الحدود العراقية التركية و التي شملت هذه المناطق ( دهوك , زاخو , كاني ماسي , زيوة , ديرةلؤك , ئتروش , زاويته ).

نتائج عمليات الانفال و تاثيراته :

1- قتل آلاف الأشخاص بسبب القصف أو الأسلحة الكمياوية أو قصف الطائرات و السمتيات أو الإعدام من الشباب و الشيوخ و نساء و أطفال و بشكل اساسي وعلى الأغلب الذكور .

2- القصف الكميائي لقرى و مناطق مثل ( كوب تةبة , بةركةلو , سةركةلو , سيوسينان , قادركةرم ) الخ …. بأسلحة كميائية من نوع ( خردل و سيانيد و غاز الأعصاب ) .

3 – تدمير و تنسيف الألوف من القرى في مناطق الأنفال و التي جاءت في الأدلة العسكرية للحكومة البعثية بمايلي تمّ ( حرق ) و ( تخريب ) و( تسوية بالارض ) و( تطهير المنطقة ) و قد تم تطبيق هذة العمليات أيضاً بعشرات من المدن الصغيرة و الأقضية و النواحي .

4 – بسبب تطبيق سياسة الأرض المحروقة وتدمير الغابات و الحدائق و المزارع التي تمّ حرقها و تدمير عيون الماء و تمّ تعيين هذه المناطق كمناطق محرمة و أي شخص يدخل هذة المناطق يلقى حتفه إما بالاعدام أو رمياً بالرصاص .

5 – إباحة سرقة في مناطق عمليات الأنفال من ثروات مادية زراعية و ممتلكات حيوانات …. الخ من قبل جيوش الأنفال او ( جاش ) الكُرد بائعي ضمائرهم للبعث .

6- اختفاء عشرات الألاف من شيوخ و شباب و أطفال و نساء بعد أن تمّ ترحيلهم لمجمعات ( طوبزاوة و نوكرةسلمان و ….الخ )و تم تقسيمهم حسب الجنس و العمر وقد ذكر في تقرير دائرة الأمن أن عدداً من بنات المؤنفلين التي تتراوح اعمارهم ( 19-29 ) سنة قد سلّموا للحكومة المصرية الذين نجوا من عمليات الأنفال بسبب فقدانهم لأفراد عائلاتهم ، ومامرّوا بها من مشاكل اجتماعية مالية نفسية صعبة أو عانوا من أمراض مستعصية العلاج نتيجة الأسلحة الكمياوية التي تعرّضوا له .

8 – ترحيل أصحاب المناطق المؤنفلة مثلاً في أنفال منطقة جافايتي الكثير من الأشخاص تمّ ترحيلهم إلى دولة ايران و الكثير منهم لاقوا حتفهم نتيجة البرد و الصعيق و القصف بالراجمات البعثية .

مع أنّ الحكومة البعثية استعملت تسمية حملات الانفال في 1988,الا أنها مارستها منذ استلامها للحكم رسمياً ، حيث نفّذ عمليات الأنفال بحق الاكراد منذ نيسان 1980 فتمّ ترحيل أكثر من مليون كُردي فيلي و لحد الآن أكثر من ( 4 ) آلاف شاب كُردي فيلي مجهولي المصير . وفي 31 تموز 1983 ( 8 ) الآلاف من عشيرة البارزاني تمّ إنفالهم هذا ماعدا قبل و بعد انتفاضة 1991 حيث المئات من الشباب الكَرد تمّ قتلهم ودفنهم في مقابر جماعية غير معروفة . وبعد عملية تحرير العراق و سقوط الحكومة البعثية في 9 \ 4 \ 2003 و مجرمي و منفذي عمليات الانفال تمّ اصدار حكم الاعدام بحقهم .

يتبع

….

غالبية مراجع ومصادر الإعداد هذا هي من المعرفة ويوكيبيديا – غوغل – ومصادر صحفية ومقالات مختصة وعليه اقتضى التنويه .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى