آراء

ومن جديد: المظلومية الكُردية – ملحق خاص بالقسم الثالث

إعداد: ليلى قمر – ديريك

تقديم:

مع دخولنا المنعطف الحاسم لتأريخ وانطلاقة الحركة القومية الكُردية ومن ثم بروز الدور المحوري والحاسم للقائد الخالد مصطفى البارزاني سدة في المجالين العسكري منه والسياسي .. وقياساً على ذلك , فقد ارتأينا نحن المعدّين لهذه السلسلة بتخصيص مبحث هام في بداية هذه المرحلة ، وبناءً على رغبة الزميلة ليلى قمر الشديدة في التكفل بهذا المفصل ، فهاهي الفسحة كلها أمامها ولنتتبّع سويةً سرد حقيقي لسيرة غاريبالدي الكُرد وكُردستان :

كما في تاريخ وسجلات عظماء الشعوب جميعاً ، لم يحفل شعبنا الكُردستاني على مدار تاريخه الطويل بقائدٍ يمكننا وبكلّ جدارةٍ ان نقول بأنه قاد سفينة النضال القومي، وسار بها إلى مسالك تحديد القيم والمفاهيم وتأطير القضية القومية لا في كُردستان العراق بقدر ما ولم تزل بصماته واضحة في عمق حركة التحرر القومي الكُردستانية ، وفي كافة أجزاء كُردستان ، وهنا ، فلتسمحوا لي أن نستعرض سويةً بعضاً من أهم محطات تاريخ وحياة هذا القائد والذي استحقّ شرف أبوة الشعب الكُردستاني ودخل تاريخه الحديث والمعاصر من أوسع أبوابه .. فمَن هو الزعيم الخالد الملا مصطفى البارزاني ؟ .

ولِد الزعيم مصطفى البارزاني في عام 1903 في قرية بارزان ، ووافته المنية في عام 1979 في مستشفى جورج واشنطن بأمريكا عن عمرٍ بلغ 76 سنة، قضاها منذ نعومة أظفاره في خدمة قضية شعبه الكُردي . وبحكم منبته الأسري والديني فقد كان لهم موقع الريادة القبلية والدينية في منطقة بارزان التي تكنّوا باسمها لقباً وانتماءً ، ونظراً لمكانتهم فقد قدّمَ غالبية أهل المنطقة لهم الولاء ، ومنذ ثورتهم الثانية في الثلاثينيات أخذ اسم ونجم القائد الملا مصطفى البارزاني يلمع كحنكة قيادية وكذلك في آلية التشكيلات العسكرية كما سنلاحظ لاحقاً ، وهنا وفي عودةٍ مختصرة إلى الأقسام السابقة التي سبق واستعرضناها ، إلى مرحلة إسقاط جمهورية مهاباد التي كان قد هرع القائد مع خيرة مقاتليه لينضوي تحت رايتها وبقيادة الشهيد بيشوا قازي محمد ، نعم ! والتي أسقطت بعد تخلي السوفيبت عنها ، ولتبدأ رحلة القائد الملا مصطفى البارزاني مع مجموعةٍ كبيرة من قواته صوب الاتحاد السوفييتي ووصوله إلى أذربيجان .. والتي سأحاول جدياً – بمساعدة زميلي وليد ح ع ق – في تسليط الضوء وبكثافةٍ على هذه المرحلة من تاريخ القائد الخالد ، والسبل كما الطرق والتحديات التي مرّ بها إلى أن وصل إلى الإتحاد السوفييتي ، والتي قضى فيها أكثر من عقدٍ وخاض نضالاً شاقاً وطويلاً ، وكان مليئاً بالتحديات والأحداث مرّت بها الاتحاد السوفيتي السابق . فبعد سقوط جمهورية مهاباد والتي لم تدم سوى 11 شهراً في عام 1946 والتي كان البارزاني وزيراً للدفاع في حكومتها ومن القيادات البارزة في تلك الجمهورية الفتية ، فقد اضطرّ وبمن معه من ( البيشمه ركَه ) والتي تجاوز عددهم نحو (500) خمسمائة إلى مغادرة كُردستان ايران بأتجاه الجبال وعبروا الحدود مع العراق ، وبدأوا رحلتهم الصعبة نحو الاتحاد السوفيتي السابق ، وتماشياً مع الحالة الأمنية بمخاطرها التي كانت تحيط بهم ، فقد كانوا يسايرون خط الحدود المشتركة بين ايران وتركيا فيسيرون داخل الاراضي الإيرانية نهاراً والتركية ليلاً ، مع حالات اشتباكات كانت بعضها خطرة جداً أحياناً .. وبقي الأمر هكذا إلى أن وصلوا إلى مناطق عشائر ( شكاكا ) الذين استضافوهم لفترةٍ من الوقت ، وكلّ هذا تمّ تحت رهاب ملاحقتهم من قبل ثلاثة من أكبر الجيوش في الشرق الأوسط ( عراق، ايران وتركيا ) ، وليستمرّ الأمر حوالي ( 53 ) يوماً وسط ظروفٍ قاسية جداً وصعبة في أعالي الجبال التي تغطّيها الثلوج وتحت القصف الجوي ، هذه الرحلة التي برهن فيها القائد مصطفى البارزاني على حنكته وبراعته كقائدٍ ومخطّطٍ عسكري وخبيرٍ في المناورات وبالأخصّ في ظروف حرب الجبال . وفي واحدةٍ من الاشتباكات قرب الحدود السوڤيتية ، رفع نائب وزير الداخلية في الاتحاد السوفيتي السابق تقريراً إلى ستالين قال فيه : (في الخامس عشر من حزيران الجاري لاحظت وحدات حرس الحدود لقاطع ( ناخيتشيفان ) في أذربيجان ظهور طائرات ايرانية تحلّق فوق منطقة بحيرة ( آختيول ) الايرانية ، وقد خرقت إحدى الطائرات حرمة الأراضي السوفيتية وسمع دوي انفجارات القنابل ، كما ورد في التقرير المذكور أنّ التحركات هذه هي عمليات عسكرية بين القوات الايرانية وبعض الفصائل من الكُرد العراقيين بزعامة البارزاني بسبب رفض الأخير نزع أسلحتهم والخضوع للقوانين الايرانية .. ) .. وبعد وصولهم إلى الحدود توقّفوا في انتظار الأوامر التي ستأتي من موسكو ، التي كانت قد أرسلت من قبلها أحدهم والذي التقى مع البارزاني وأصغى إلى مطاليبه التي تضمّنت منحهم حقّ اللجوء والسماح لهم بالتعليم في المعاهد العسكرية ، وبعد يومين من الانتظار سمحت لهم بالعبور في ( 17- 18 ) حزيران عام 1947 ، حيث أدخلوا في البداية الجرحى والمقاتلين المنهكين وقد كان البارزاني آخر مَن عبَر نهر آراس نحو الاتحاد السوفيتي ، وكان قد فقد خلال هذه المسبرة ثلاثة من ( البيشمه ركَه ) حياتهم خلال المسير . وليصبح نبأ وصول القائد البارزاني ورفاقه خبراً هاماً لوكالات الأنباء والإذاعات العالمية حينها .

ومع دخول القائد البارزاني إلى الأراضي السوفيتية ، تمّ نقله ألى مكانٍ ما داخل مدينة( نخجوان ) في جمهورية أرمينيا السوفيتية ، أما الآخرون فقد وضِعوا في معسكرٍ مكشوف في العراء أحيط بالأسلاك الشائكة بحراسة أحد الجنود، ومنعوا من الذهاب الى خارج حدود المعسكر . حيث كانت معاملتهم أشبه بمعاملة أسرى الحرب تماماً ، فيما تمّ نقل الجرحى الى المستشفى للمعالجة . وبقي مصير القائد مجهولاً في البداية ، إلى أن زار المعسكر في 12/7/1947 م برفقة عددٍ من المسؤولين السوفييت ، واطّلعوا على الأحوال السيئة في المعسكر فأصدروا تعليماتهم بتحسين الأوضاع وأنواع الغذاء وتوفير المستلزمات الضرورية للمقيمين فيه ، وبعد حوالي ( 40 ) يوماً تمّ نقلهم من المعسكر إلى جمهورية أذربيجان السوفيتية ووزّعوا على مناطق ( آغدام ، لاجين و آيولاغ ) ، سوى البارزاني الذي نُقِل مع بعض رفاقه إلى مدينة – شوش – ، ونُقٍل منها في 29/9/1947 إلى ( باكو ) ، حيث أجرى المسؤولون الأذربيجانيون لقاءات عديدة معه ، كما قدّم البارزاني عدة رسائل ومذكرات إلى المسؤولين في موسكو و باكو بما فيهم ستالين و باقروف ، شرح فيها أسباب مجيئه ورفاقه ألى الاتحاد السوفيتي وبيّن ملاحظاته وطلباته . وبعدها رفعت وزارة الداخلية السوفيتية مذكرة إلى ستالين ، ومن اهم ما جاء فيها : ( ..انطلاقاً من رغبة البارزاني اقترح سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الأذربيجاني ( الرفيق باقروف ) على الحكومة أن تقوم بنقل الفصائل الكُردية إلى ضفاف بحر قزوين وتدريبها عسكرياً . ) . وعليه جرى تقسيم هذه الفصائل إلى ثلاث سرايا للرماة وبطارية مدفعية وبطارية هاون ومفرزة ألغام ومفرزة أتِصال ووحدة للدبابات . أمر واحد فشل فيه السوفيبت وذلك في مساعيهم لتحويل البارزاني من زعيمٍ قومي كُردي إلى زعيم شيوعي أممي .. حيث تبيّن لهم بأنّ البارزاني وأنصاره لايمكن أن يرضخوا لأوامر وعادات السوفيت .. ) ، وكان الزعيم البارزاني قد صرّح حينذاك وعلناً ( .. إنّ وجودي في السوفييت ظاهرة مؤقتة لاتترتّب عليَ وفقها أيّ التِزاماتٍ ) ، مما حدا ب ( باقروف ) أن يطرح أمام الحكومة الأذربيجانية موضوع نقل الفصائل الكُردية من الأراضي الأذربيجانية وإبعادهم الى منطقة الحدود الايرانية . وفي يوم 9/8 / 1948 ووفقاً لقرار مجلس الوزراء السوفييتي ، نقلت وزارة الداخلية البارزانيين ، في مجموعاتٍ صغيرة وبواسطة القطار إلى أوزباكستان، وفُرزوا هناك ووزّعوا على التعاونيات دون السماح لهم بالاحتكاك مع بعضهم البعض . ماعدا البارزاني الذي أسكنوه في طشقند عاصمة أوزباكستان ، والذي بدوره ما انفكّ يرسل رسائل تلو أخرى إلى ستالين ، وللأسف لم يتلقّ أيّ جوابٍ . وفي نهاية عام 1948 استقبل يوسوبوف السكرتير العام للحزب الشيوعي الأوزباكستاني البارزاني الذي أعرب له في هذا اللقاء عن عدم ارتياحه لأحوال الفصائل الكُردية، وطلب من ( يوسوبوف ) تنظيم لقاءٍ له مع ستالين ليشرح له الوضع الخطير للقضية الكُردية ، وكذلك الوضع السيء لهم هنا في أوزباكستان ، ويضعه أيضاً بصورة مشاريعهم أيضاً ، ورغبته في إرسال بعضٍ من ضباط الفصائل الكُردية للدراسة في المدرسة الحزبية في طشقند ، وتنظيم وتدريب البقية لكي يتمكّنوا من قيادة الطائرات والدبابات والعربات ، ولكن في ظلّ حكم ستالين كان وضع الفصائل الكُردية يتّجه نحو الأسوأ .

ومع وفاة ستالين عام 1953 تغيّرت حياة البارزانيين ، حيث فُتحت أمام البارزاني أبواباً عدة ، ولم تمضِ فترة على التغيير السياسي حتى اتجه البارزاني إلى موسكو ، وبعد أن خطّط للرحلة بشكلٍ محكم ، وتوجّه من دون توقف إلى حيث بوابة الكرملين ، فهرع إليه عنصر الأمن وهو يصرخ “من أنت ؟” فأجاب البارزاني “إنه الشعب الكُردي”، ثم توجّه إلى مكتب الأستعلامات وكشف عن هويته، وجرى تحقيق دقيق مع البارزاني من قبل مسؤولين ذوي اختصاص ونُقِل إلى فندقٍ في موسكو ، كما دُعي إلى عِدة جلسات تحقيق ، وبالأخير أدخِل الكرملين لمقابلة قادة الحزب والدولة ومن ثم مع خليفة ستالين الرئيس السوفييتي خروشوف ذاته . وكانت مطالب البارزاني محددة في إفساح مجال التعليم ودخول المعاهد والجامعات السوفيتية لأنصاره ، ولبّت السلطات السوفيتية مطالبه ، ومع الأيام توطّدت علاقة البارزاني مع القيادة السوفيتية، والتي قامت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي حينها بتكليف السيد فولوشين ( من العاملين في مكتب خروشوف ومن أقربائه ) مسؤولية الارتباط بالقائد البارزاني .

وفي شهر آذار عام 1954 ، عاد القائد البارزاني برفقة فولوشين إلى طشقند حيث استقبلا في مطار طشقند استقبالاً رسمياً من قبل زعماء أوزبكستان ، وهناك تفقّد البارزاني أحوال رفاقه ومكث عندهم فترةً من الزمن وأحاطهم بنتائج زيارته إلى موسكو وقرار القيادة السوفيتية في بذل المزيد من الاهتمام بأوضاعهم . وحين العودة إلى موسكو رافقه بعض من المرضى مثل أسعد خوشوي ( الذي كان يعاني من مرض شديد وعولج في العاصمة السوفيتية ) ، ومجموعة من الشباب الذين جُهّزوا ليتلقّوا دراساتهم العليا في معاهد موسكو ، كما هيّأ البارزاني قائمة بأسماء ( 104 ) من الشباب لإدخالهم في جامعات ( بيلا روسيا ) ، وتمّ إدخال مجموعة أخرى من الشباب في جامعة طشقند وبذلك رُفِعت كلّ القيود عن البارزانيين ومُنِحوا كامل الحرية في التنقل .

أما القائد البارزاني فقد سكن في موسكو في شارع ( توفوملوبودسكايا ) ، وهناك أنهى الأكاديمية العسكرية بأسم ( فرونزى fronzê ) وتخرّج برتبة جنرال . وفي خضم كلّ هذه الصعوبات والمساعي التي كان يبذلها القائد لتسهيل وتحسين ظروف الحياة والمعيشة للبيشمركة وعوائلهم ، ورغم حجم المشاغل ، فقد عُرِف عنه عدم توانيه وفي أحلك الظروف من إيجاد بعض من الوقت للقاء كثيرٍ من الشخصيات الثقافية والسياسية الكُردية منها وغير الكُردية ، ممّن قصدوه حينها في الاتحاد السوفيتي السابق ، وبالرغم من الإنقلاب الجذري في ظروف معيشته وأنصاره بعد وفاة ستالبن ، إلا أنّ هاجس العودة إلى الوطن واستمرار النضال في سبيل قضية شعبهِ الكُردي بقيت الهاجس الأهم والأكبر في ذهنه ، وفي توكيدٍ على ذلك ، يُقال بأنّ الشاعر الكُردي قدري جان ذهب إلى موسكو عام 1957 وقد أوصله البروفيسور ( قناتى كوردو ) إلى مقر البارزاني بموسكو حينها ، وقدّمه إليه كشاعرٍ كُردي من كُردستان سوريا ، وبدوره ألقى قدري جان قصيدة قال فيها – ذاهب أنا إلى موسكو – الحج – وليوقفه البارزاني معاتباً وقال – الحج القومي – للكُرد ليس موسكو بل قد يكون مهاباد أو آمد أو السليمانية أو أو أو … وزاره أيضاً الشاعر الكُردي ( هزار hejar ) الذي كان يتعالج في موسكو والمقيم كان في سوريا بتلك الفترة وشخصيات ثقافية وسياسية أخرى كثيرة .

ومع تحسن أحوال الكُرد ورفع كلّ القيود التي كانت قد فُرِضت عليهم ، تفقّد القائد أماكن تواجدهم في كلٍّ من أرمينيا وأذربيجان حيث لقي حفاوةً بالغة في كلّ مكانٍ زاره , وكان قد تمّ افتتاح القسم الكُردي في إذاعة يريفان وأعيد أيضاً صدور الجريدة الكُردية ( ريا تازه ) التي كانت قد أوقِفت عن الصدور عام 1937 .

وكلّ هذا الأهتمام بالكُرد في الاتحاد السوفيتي لم تكن قط من قبيل الصدفة بل كان البارزاني يطالب دائماً وبإلحاحٍ من السلطات السوفيتية بمنح الحكم الذاتي وأيضاً الحقوق الثقافية للكُرد في المناطق التي يتواجدون فيها … كما طالبَ البارزاني السلطات السوفيتية بزيادة بثّ القسم الكُردي في راديو يريفان من نصف ساعة ، وليصبح فيما بعد ساعة ونصف .

وقد زارَ القائد البارزاني مدينة يريفان عدة مرات ، وفي عام 1958 تفقّد إذاعة يريفان مطلعاً عن قربٍ لما يحتاجهُ القسم الكُردي في الإذاعة حسب ما ذكرهُ ( كرمى سَياد keremê seyad ) عند زيارتهِ كُردستان حينما منحته وزارة الثقافة في حكومة إقليم كُردستان جائزةً تقديرية لجهودهِ وعملهِ الطويل في القسم الكُردي في الإذاعة . وزارَ البارزاني عدة مرات قرى كُردية تابعة لجمهورية أرمينيا ، وأولها كانت بعد مجيء خروشوف إلى رأس السلطة في الاتحاد السوفيتي عام 1956 وكانت زيارته لقريتين من قرى الكُرد الأيزيديين ، ونظراً لحبّ الناس الشديد له فقد سمّى كثيرون أبناءهم باسمه .

ومع الأيام الأولى لانقلاب / ثورة 14 تموز 1958 ، وتشكيل حكومة عراقية جديدة بقيادة الضباط القوميين الذين استلموا السلطة ، رأت تلك الحكومة بأنّ من مصلحتها إقامة العلاقات مع الكُرد ، ومع رغبة البارزاني في العودة ، أعلن قائد الثورة عبد الكريم قاسم بأن ( .. الوطن سيستقبل البارزاني وأنصاره بحرارة ) ، وأرسلَ مباشرةً برقية إلى سفير الجمهورية العربية المتحدة ( آنذاك لم يكن للعراق سفيراً في موسكو ) يطلب فيها منه بتقديم الدعم لتسهيل عودة البارزاني .

وليسافرَ القائد البارزاني مع بعض رفاقهِ جواً إلى براغ ومن ثم إلى القاهرة حيث التقى بالرئيس المصري جمال عبد الناصر ومنها في 16/10/1958 وصلَ إلى بغداد ، وأمام مدرج الطائرة استقبل قاسم المناضل الكُردي وسارَ موكبهما عبر الشارع الرئيسي ( شارع الرشيد ) وسط هتافات الجماهير .

أما رفاقه الآخرين والذين بلغ عددهم ( 470 ) شخصاً ، فقد سافروا على متن قطار لثلاثة أيام من دون توقف حتى وصلوا إلى البحر الأسود ، ومنها إلى بور سعيد في مصر ، حيث استوقفوا هناك لبعض الوقت ثم فتحوا لهم الطريق عبرَ البحر الأحمر وباب المندب ، ووصلت القافلة بهم إلى ميناء البصرة على متن باخرة سوفيتية، وكان البارزاني في مقدمة المنتظرين …

غير أنّ طموحات الكُرد القومية لم تتحقّق في ظلّ نظام قاسم، خلافاً لما أعلنتهُ السلطة الجديدة عن حلول عهد الصداقة ( العربية – الكُردية ).

وفي أواخر عام 1960 غادر البارزاني بغداد وكانت مغادرته الأخيرة للعاصمة ، حيث انتقل إلى جبال كُردستان وموطنه الأصلي ، ولينطلق قائداً لثورة أيلول الكبرى عام 1961 .

– المصادر: يوكيبيديا ومصادر نتية عديدة مع التصرف

– يتبع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى