آراء

سوريا و التوافق الروسي الأمريكي

هل اتفق اخيرا الروس و الامريكان على وضع حد للمأسات السورية ام ان التوافق كان موجود منذ البداية و الشيء الوحيد الذي تغير هو اتفاقهما على ان الأهداف من الحرب في سوريا قد تحققت و هو ان التقسيم او الحل الفيدرالي اصبح اكثر قبولا لاغلب السوريين.
يبدو ان الخطة هي سيطرة الروس على الساحل و الامريكان على المناطق الكردية و بهذا الشكل يكون الوضع افضل للدولتين و لإسرائيل ايضا.
ان الكم الهائل من الارواح التي زهقت و الدماء التي سالت لم تكن سوى ثمن لرسم خارطة جديدة تخدم اطماع الدول الكبرى حيث انها تبادلت الأدوار طوال المدة الماضية و كاننا كنا في مسلسل طويل و مرعب.
المصيبة الكبرى هي ان المصلحة الروسية الامريكية كانت تتقاطع مع مصلحة بشار الاسد و لذلك كان لا بد من وجوده خلال الفترة الماضية في الحكم و كان على الشعب السوري ان يموت بتلك الوحشية و كان لا بد ان ينجح بشار في خلق هذا التشتت الذي يسيطر على الشعب السوري والتفرقة التي احدثها خلال سنوات الحرب الماضية و التي ارادتها الدول العظمى رغم انف اللاعبين الاقليميين سواء كانت ايران او تركيا التي قد تكون الخاسر الأكبر و خصوصا ان جميع الدلائل تتجه نحو تشكيل كيان كردي في كردستان سوريا.
السؤال المهم هنا هو مدى استعداد أمريكا التفريط في علاقاتها مع تركيا من اجل الاكراد و خصوصا ان فكرة الفيدرالية هي التي تبدو اكثر واقعية لحل الوضع في سوريا التي اصبحت الحياة بين المكونات التي تعيش فيها أمر شبه مستحيل و خصوصا بين العلويين و العرب السنة حيث ان الاسد فعل كل شيء ليوصل الأمور إلى حد لا يستطيع هؤلاء العيش مع بعضهم البعض.
ان العلاقة الجيدة بين اقليم كردستان العراق و حكومة حزب العدالة و التنمية التركية قد تزيل بعض الغموض عن مدى امكانية طرح الفيدرالة لاقليم كردي في كردستان سوريا و دعم الأتراك لهذا التوجه و خصوصا اذا ما أراد الامريكان ادخال البيشمركة المدربين في إقليم كردستان العراق الى كردستان سوريا و اصبح هؤلاء جزء من القوة الفاعلة هناك و شعرت تركيا انها لن تكون هدفا عسكريا لها في المستقبل.
الجانب السلبي بالنسبة للشعب الكردي في كردستان سوريا هو وجود ال ب ي د على الساحة السورية و تحكمه على الاقل ظاهريا على تلك المناطق و مدى امكانية تحجيمهم في الوقت المناسب حيث انها تسير من قبل بعض القوى الإقليمية لفرض أجندات معينة و خصوصا أن تلك الدول ضد المصلحة الكردية.
لا شك ان الوضع مازال معقدا رغم ان بعض الجوانب اصبح اكثر واقعية و خصوصا بعد طرح موضوع الفيدرالية لسوريا من قبل الروس و الامريكان.
رافع علي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى