ملفات و دراسات

28 سنة على رحيل الفنان القدير “محمـــد شيخــــو”

Yekiti Media
 
اليوم التاسع من آذار/ مارس 2017 الذكرى السنوية الـــ28  لوفاة الفنان الكــردي الكبير محمد شيخو بافي فلك في مدينة قامشلو بكــردستان سوريا.
محمد شيخو أحد الفنانين الكرد الموهوبين كان ذو إحساس قومي ووطني. ولقب بعدة القاب صوت كوردستان و البلبل الحزين خدم الأغنية الكردية بكل تفانٍ واخلاص، وله إسهامات واضحة في الأغنية القومية ستذكرها الأجيال الكردية طويلاً. لقد ذاق هذا الفنان شظف العيش ومرارة الحياة، وكلها من أجل الإرتقاء بالموسيقى والإغنية الكردية إلى مصاف الموسيقى العالمية، وظل على هذا النهج الذي سلكه حتى آخر أيام حياته.
ولد الفنان محمد شيخو عام 1948 في قرية ( كرباوي) إحدى القرى القريبة من مدينة القامشلي وفي عام 1968 ، وهو في العشرين من عمره، قصد حسن توفو وخليل ايزيدي ليتعلم العزف على آلة الطنبور، وكانت أولى تجاربه الغنائية في الأعراس والمناسبات التي تقام في مدن وقرى كردستان سوريا ، وبدأ بالأغاني الفلكلورية الكردية الرائعة. وفي عام 1970 عاد إلى قريته لكنه لم يمكث فيها كثيراً، حيث قصد بيروت لدراسة الموسيقى، واصبح عضوا في فرقة (سركوتن- serkewtin) للفلكلور الكردي إلى جانب سعيد يوسف و محمود عزيز شاكر ورمضان نجم اومري و المغنية بروين مع الفنانين اللبنانيين، وأحيا في بيروت حفلات عديدة بسينما ريفولي وبيبلوس وكانت اولى حفلاته بتاريخ 24/3/1971، وصادف أن حضر في إحدى حفلاته رئيس الوزراء اللبناني صائب سلام وقت ذاك وأعجب كثيرا بصوته. كذلك طلبت الفنانة سميرة توفيق منه العمل في فرقتها الفنية لان محمد شيخو كان مدرسة موسيقية بحد ذاتها.
في عام 1973 ترك لبنان وشد الرحال باتجاه كردستان العراق واستقر في مدينة كركوك ومن ثم في بغداد وعمل في إذاعة وقناة التلفزيون الكورديتين. وفي العراق تعرّف على نخبة من المطربين المشهورين أمثال محمد عارف الجزراوي، شمال صائب، تحسين طه، كلبهار، وبشار زاخولي، وسجل عدة أغان لتلفزيون كركوك الكردية.
وفي فترة مكوثه بالعراق زار الفنان محمد شيخو القائد مصطفى البارزاني، و قد احترمه وقدره كثيراً على خدماته الجليلة للأغنية والموسيقى الكردية وكافأه على ذلك.
وقد غنى أغنيته المشهورة كي دنيا هجاند/kê Dinya Hejand / من الذي هز العالم ( والتي تناول فيها البارزاني ونضاله وتفانيه من اجل القضية الكردية).
ظل محمد شيخو في صفوف البيشمركة حتى عام 1975 ثم ذهب مع الألوف المهاجرة من أبناء شعبه إلى إيران، لكنه أصيب هناك باليأس والإحباط حيث ضايقته المراقبة والمخابرات الإيرانية نتيجة مواقفه من القضية الكردية وتسجيله لعدد من الأغاني،هذا من جانب ومن جانب أخر رأى ان اصدقائه قد تشتتوا بين العودة إلى العراق والهجرة إلى الخارج، وفي العام 1981عاد الى كردستان سوريا واستقر في مدينة القامشلي و قد لاقى الامرّين على يد السلطات السورية و اجهزتها المخابرتية و حاربوه في لقمة عيشة و أغلقوا محله للتسجيلات واستمر في مسيرته الفنية و مساعدته للفنانين الكرد، استطاع تشكيل فرقة فنية للأطفال ليعلمهم الأناشيد الوطنية والأهازيج الفلكلورية.
في 9 آذار 1989 رحل فنان الكرد محمد شيخو اثر مرض مفاجئ وهو مازال في عنفوان شبابه وعطائه. ودفن في مقبرة الهلالية وسط جماهير حاشدة وبمراسم مهيبة تليق بمكانته كفنان أعطى عمره من أجل ذلك و على انغام اغنيته الحزينة gava ez mirim gelî zindiya min ne veşêrin wekî hemiya

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى