3 آلاف مقاتل سوري يتم تدريبهم بنهاية 2015
أعلن البنتاغون الأربعاء أن الولايات المتحدة قد تدرب مقاتلين من المعارضة السورية المعتدلة، وتوفر لهم معدات لكي يقوموا بعمليات إرشاد من الأرض لمقاتلات التحالف الدولي التي تشن غارات على مواقع تنظيم داعش، بينما وصف عضو في الائتلاف الوطني السوري الاتفاق الأميركي – التركي لتدريب المعارضة السورية بـ«المُشجّع»، وقال إن المعارضة السورية «تنتظره منذ فترة»، إلا أنه أشار إلى أن الموقف من تأمين غطاء جوي لهذه القوات المقاتلة «ما زال غامضا».
وفي حين لم ترشح تفاصيل وافية عن البرنامج، قال الناطق باسم الخارجية التركية طانجو بيلتش لـ«الشرق الأوسط» إن عمليات التدريب سوف تبدأ في مارس (آذار) المقبل في معسكرات خاصة في تركيا، رافضا تحديد مواقع التدريب «لأسباب أمنية»، وأشار بيلتش إلى أن النقاشات التالية سوف تحدد الجهة التي سوف تتولى اختيار المقاتلين الذين سيشملهم البرنامج.
وفي المقابل، قال عضو هيئة أركان الجيش السوري أبو أحمد العاصمي لـ«الشرق الأوسط» إن موضوع القوائم واختيارات المقاتلين: «لا يحتل أهمية، في مقابل أهمية موافقة تركيا على التدريب، ما يعني موافقة أنقرة على الشروط التي تحدثت فيها مع واشنطن»، متوقعا أن تتمثل الشروط في «حماية القوات التي ستتدرب في المستقبل، منعا لاستهدافها عند عودتها»، إضافة إلى «مؤشرات إيجابية عن توفير العتاد لقوات المعارضة المعتدلة والمتدربة».
وتتحفظ المعارضة على «العدد القليل من الذين سيخضعون للتدريب»، نظرا لأن عددهم «لا يسمح بقتال تنظيم داعش والنظام على حد سواء». وقال العاصمي: «نتمنى إعادة النظر في الأعداد، لأن الخطوة جيدة كونها مؤشرا على وجود حلف في المجتمع الدولي ضد نظام الأسد»، لافتا إلى أن هناك «قناعة عند الدول التي تدعم الشعب السوري، لتشكيل جيش جديد في سوريا».
وتضم القوائم متدربين من شمال سوريا والجبهة الجنوبية أيضا، رغم أن معظمهم في الشمال، كون الأولوية العسكرية من وجهة نظر المعارضة، تعود للسيطرة الكاملة على شمال البلاد. ويرى العاصمي أن هذه الخيارات «تعدّ ردا على القائلين بأن التدريب سيكون لتهيئة المقاتلين ضد داعش، وهو ما تنفيه الوقائع لأن الذين سيتم اختيارهم، سيكونون النواة أيضا لحماية الحدود، وقتال النظام في الشمال والجنوب، وليس في الشمال حصرا».
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية نائب الأميرال جون كيربي قد قال خلال مؤتمر صحافي بأن المرحلة الأولى من عملية تدريب مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة ستركز على أساسيات القتال فقط، لأن مهمة الإرشاد من الأرض صعبة وتتطلب مهارات عالية؛ لأنها تتضمن التواصل مع الطائرات لتحديد أماكن الأهداف. واستدرك كيربي: «لا يمكنني استبعاد احتمال أن نرى في وقت ما أنه من المفيد أن تكون لدى (هؤلاء المقاتلين) القدرة على المساعدة في تعيين الأهداف من الأرض».
ولفت كيربي إلى أنه خلال المعركة الأخيرة للسيطرة على مدينة كوباني (عين العرب) السورية الحدودية مع تركيا تلقت المقاتلات الأميركية إرشادات من الأرض من المقاتلين الأكراد الذين كانوا يبلغونها بمواقعهم ومواقع أعدائهم من مقاتلي «داعش».
وقال كيربي في مؤتمر صحافي بالبنتاغون أنه «يوجد نحو 1200 فرد تم تحديد هويتهم للمشاركة المحتملة في هذه العملية وفي هذا البرنامج». وسيخضع هؤلاء المقاتلون لعملية تدقيق قبل الانضمام للبرنامج الذي من المتوقع أن يبدأ في مارس (آذار) المقبل في مواقع متعددة خارج سوريا، ويشمل تدريب أكثر من 5 آلاف مقاتل سوري سنويا. وقال مسؤول أميركي إن نحو 3 آلاف مقاتل قد يتم تدريبهم بنهاية 2015. ومن المتوقع أن تجري عملية التدقيق لاختيار المقاتلين باستخدام قواعد بيانات للحكومة الأميركية، وأيضا معلومات مخابرات من شركاء للولايات المتحدة في المنطقة.
وقد وصل إلى المنطقة منذ الآن نحو 100 مدرب أميركي للقيام بهذه المهمة، بحسب ما أضاف كيربي.
وأفاد مسؤولون أميركيون لوكالة الصحافة الفرنسية بأن البنتاغون سيزود هؤلاء المقاتلين بشاحنات بيك – أب ومدافع رشاشة وذخائر وأجهزة اتصال لا سلكية.
من جهة أخرى، قال منذر آقبيق لوكالة «آكي» الإيطالية: «إن الجيش الحر هو المعني بهذا البرنامج، ولديه الحماس والشجاعة الكبيرة، لكن ينقصه التلاحم والتنظيم، وكذلك العتاد والذخيرة، ومن المؤمل أن يسد هذا البرنامج تلك الثغرات».
ونوه آقبيق بأن الموقف من تأمين غطاء جوي مناطقي لهذه القوات المقاتلة ما زال غامضا، في الوقت الذي يبدو فيه من شبه المؤكد أن يحصل هؤلاء المقاتلون على غطاء وإسناد جوي في عملياتهم ضد «داعش»، ما زال الموقف غامضا بالنسبة للمناطق الآمنة.
وشدد المعارض السوري على أن الضغط العسكري سيُسهّل الوصول إلى حل س
ياسي، وقال: «الحل السياسي الوحيد الذي من شأنه وقف الحرب هو ذلك الذي يعطي الشعب السوري حقوقه في التغيير الديمقراطي، ولا يبدو أن الأسد وحلفاءه سيسلمون السلطة حسب جنيف، ولكن حساباتهم يمكن أن تتغير في حالة حصول ضغط عسكري كاف يمكن أن يؤمنه تدريب الجيش الحر وتسليحه».
وعرضت تركيا والسعودية وقطر استضافة التدريب، وعرض الأردن بشكل غير علني أن يفعل ذلك. وقال مسؤول أميركي إن التدريب من المرجح أن يبدأ في الأردن. وامتنع جون كيربي المتحدث باسم البنتاغون عن الكشف عن المواقع التي قد تستضيف المجندين السوريين المحتملين الذين تم تحديد هويتهم حتى الآن.
وقدر البنتاغون في السابق إن أكثر من 400 جندي أميركي، من بينهم أفراد من قوات العمليات الخاصة، سيقومون بتدريب المقاتلين السوريين. وسيجري إرسال مئات آخرين من الجنود لدعمهم. وقدر كيربي أن الحجم الإجمالي للقوة المشاركة في بعثة التدريب قد تصل إلى نحو ألف جندي.
الشرق الأوسط