أين يقف قائد قسد ؟
د. محمد جمعان / دكتوراة في القانون الدولي
مظلوم عبدي واسمه الحقيقي : مصطفى عبدي
ولِد في قرية حلنجة الواقعة جنوب شرقي مدينة كوباني، و تبعد عن كوباني حوالي 5 كم . ووالده الدكتور خليل عبدي من عائلةٍ وطنية
التحق بصفوف ب ك ك في أواسط الثمانينات حيث كان طالب هندسة في جامعة حلب.
و هو الآن عضو في اللجنة المركزية لهذا الحزب ،و يُقال بأنه من أحد السبعة الأوائل من قادة ب ك ك.
بعد تشكيل الإدارة الذاتية عام 2014, و بناء القوة العسكرية ل ب ي د. برز اسم قائدها و بالأخصّ بعد صدّ هجوم داعش عن كوباني ، وفي سبيل التواصل مع تلك القوة العسكرية التي دعمتها قوات التحالف ضدّ داعش سمّاه الرئيس الأمريكي ترامپ بالجنرال ، حاول الجنرال أن يتّخذ موقفاً محايداً بين الأطراف الكُردية و بذلك اكتسب تأييداً كبيراً بين كُرد سوريا و بمختلف انتماءاتهم حيث صدرت منه ( ظاهرياً) مواقف إيجابية ومرنة و دعمه ، لابل حرصه للحوار الكُردي- الكُردي ، وتمّ قبوله من قبل المجلس الوطني الكُردي كضامنٍ ل ب ي د في الحوارات ، وسمِيت تلك الحوارات بمبادرة مظلوم عبدي .
و للتاريخ أقول إنّ المبادرة كانت سارية قبل أن تسمّى ” بمبادرة مظلوم عبدي” و باسم المبادرة الفرنسية بعدة أشهر في باريس، و نُقِلت إلى قامشلو وبرعايةٍ أمريكية مباشرة ، وفي كلّ الأحوال الرجل انضمّ إليها و تأمّل الكُرد منه كثيراً حيث صدرت منه تصريحات إيجابية حول ضرورة ترتيب البيت الكُردي و أخذ زمام المبادرة لهذه الحوارات، وكذلك تواصله مع قيادة إقليم كُردستان للتنسيق حول دفع عملية الحوار بين الطرفين في كُردستان سوريا.
وبأنه سيكشف عن مصير المعتقَلين ومحاسبة مرتكبيها ، ولن يسمح بأية تجاوزاتٍ وممارساتٍ من قبل إدارة ب ي د تعرقل عملية الحوار.
ولكن هناك أمور مثيرة و غريبة حدثت على الميدان وزادت حِدْة الممارسات من تهديد عوائل بيشمركة روج وخطف الأطفال والقُصَر وزيادة لهجة الخطاب التخويني واللامسؤول بحقّ المجلس الوطني ومفاوضيه ، ومن قِبل هرم الوفد المفاوِض ل ب ي د ، ثم الهجوم على مكاتب المجلس الوطني وحرقها والعبث بمحتوياتها !! والجنرال خرج عن صمته بشكلٍ خجول ولم يندْد أو يحاسب عنصراً واحداً بل ، تعامل بلغةٍ دبلوماسية ( تضامن مبطّن مع إدارة ب ي د ) عندما قال : ليس من حقْ أحد الهجوم على المكاتب وبجب التعامل وفق القانون ؟؟!! وكذلك تصريحه بإدانة بيشمركة كُردستان بالهجوم على الكريلا! ! مع العلم الذي حدث هو عكس الصورة تماماً وعلى أرض إقليم كُردستان ؟!!!
و يُعتقَد أن تكون لهذه المواقف أسباب كثيرة :
– هناك أطراف ضاغطة عليه لا تريد أن يستمرّ في هذا التقارب مع إقليم كُردستان العراق و الذي تبيّن في عدة رسائل بينه و بين رئيس إقليم كُردستان
– يبدو هناك من يدفعه إلى نسف الحوار الكُردي في سوريا .
– أُجبِر على اتخاذ هكذا موقف من طرف ب ك ك ، لأنهم لا يقبلون الأطراف البينية، حيث مطلوب منه هو تنفيذ الأوامر.
واقع الحال و التاريخ يعلّمنا الكثير ويقودنا إلى السؤال الأهم: لمصلحة مَن هذه الفوضى، من حرق المكاتب و تهديد عوائل البيشمرگة و…… الخ؟.
قانونياً – الإدارة الذاتية و مسؤوليها هم الذين يتحمّلون مسؤولية استتباب الأمن و الاستقرار في المناطق الكُردية ،
و قائد قسد هو أكثر مَن يتحمّل تلك المسؤولية أمام الشعب و الأصدقاء و الجيران و العالم.
يجب أن يتحرّك الجنرال قبل فوات الأوان ، و بنفس الوقت على المجلس الوطني أنكسي أن يتحمّل و يستمرّ في هذه الحوارات مهما كلّفتهم وضمن الثوابت الكُردية كون.المرحلة مفصلية.وأيّ فشلٍ للحوارات يعني فشل الأمل الأخير لشعبنا في تحقيق بعض المصالح والمكاسب الملحّة له في هذه المرحلة ، و إنّ دور أنكسي حيوي ومؤثّر بالنسبة للقضايا المصيرية لشعبنا ، لذا الأعين تتّجه صوبه….
فهل سنشهد تحوّلاً نوعياً للحوارات….أم ستتلاشى الآمال وتستمرّ إدارة ب ي د في سياساتها الأحادية وسيناريو عفرين وكري سبي وعفرين ينتظر بقية مناطقنا ؟