ملفات و دراسات

عفرين… مشاهد إنسانية تنزف جرحا”

إعداد : سربست عفريني

نبذة مختصرة.. مدينة عفرين هي مركز إداري وتجاري رئيسي للمنطقة، تتبعها عدة بلدات ( جنديرس – شيه ( شيخ الحديد ) – راجو – ماباتا ( معبطلي ) – بلبل – شران – باسوطة.

وكذلك تتبعها حوالي / 400 / بلدة – قرية –مزرعة.

يحدها شمالا ( ميدان أكبس )- راجو.

شرقا ( قسطل جندو ) –شران.

جنوبا ( باشمرة جبل ليليون )- باسوطة.

غربا ( قرمتلق )- شيه.

– أعلى قمة توجد في قره بل بين قريتي كاوندة وكوسانلي المشرفة على بلدة ميدان اكبس ( محطة قطار شرق السريع ) .

بالإضافة إلى وجود عشرات الينابيع وعديد من المواقع السياحية والآثار.

من المعروف انه تمت الهجرة من منطقة عفرين إلى أحياء حلب ذات الغالبية الكردية ( شيخ مقصود والأشرفية ) بالإضافة الى بقية الأحياء مثل ( بعدين – هلك – شيخ فارس -خان زيتون – عويجة -سريان -خالدية ( عمران ) سكري -كلاسة ( تل سوده ) منذ بداية عام 1982 م ولغاية 2010 م بسبب قلة المعامل والشركات وكثرة البطالة ، بالإضافة إلى قلة الاهتمام من قبل الحكومات السورية المتعاقبة ، فاضطروا للنزوح إلى مدينة حلب لوجود المعامل والشركات وفرص العمل .

بتاريخ 4-1-2013 جرى تنسيق بين الأطراف المتحاربة ypg – فصائل الجيش الحر النظام السوري لإفراغ الأحياء شيخ مقصود والأشرفية ذات الغالبية الكردية من سكانها الأصليين وتوطين الغرباء بدلا عنهم .

بعد دخول الجيش الحر إلى الحيين المذكورين حدثت المأساة الأولى ، حيث تم قصفها بالطيران الحربي والمدفعية ادى الى مقتل وجرح المئات من المواطنين المدنين الأبرياء ، مما تسبب بنزوح الأهالي وسكان الحيين المكتظة بالسكان حيث خلق جو من الرعب والذعر والخوف أدى الى أكبر نزوح بشري حيث قدر بمئات الألوف ، ووصل اجرة الراكب الواحد حينذاك الى / 5000 / ليرة سورية وتوجهوا نحو منطقة عفرين حيث أكتظت جميع المدن والبلدات والقرى والمزارع والدوائر الحكومية و المدارس وغيرها بالنازحين .

حيث فاقت الإمكانيات إدارة ب ي د آنذاك وعجزها عن تأمين الخدمات الضرورية للمواطنين ، مما أدى الى حالة من الفوضى والفلتان الأمني وفقدان المواد الأساسية والغلاء الجنوني للإيجارات، مما أضطروا بإجتياز الحدود السورية – التركية لجلب مادة الطحين والمواد التموينية والغذائية الضرورية من القرى والبلدات والمدن التركية القريبة من الحدود ولاحقا” أضطروا للنزوح الى دولة تركيا عن طريق السماسرة وبسبب ضيق العيش هناك أضطر قسم كبير منهم للذهاب الى الدول الأوربية بعد قطع المسافات الطويلة في البحر بين دولتي تركيا ويونان عبر السفن المطاطية منهم من غرقوا في البحر ومنهم من سجنوا في السجون اليونانية والتركية بسبب الهجرة غير الشرعية حسب القانون الدولي العام .

 

المأساة الثانية

18 / 3 / 2018

 

بعد اشتباكات دامت / 58 / يوما بين ypg من جهة وفصائل المعارضة المسلحة و الجيش التركي من طرف آخر ، جرى تهجير المواطنين من القرى والبلدات باتجاه مدينة عفرين والمكتظة أصلا بالنازحين السوريين نتيجة الحرب الدائرة في سورية وخاصة من مدينة حلب وريفها .

تم محاصرة مدينة عفرين شرقا . شمالا . غربا ماعدا الجهة الجنوبية( طريق عفرين – ترنده . عين داره . باسوطة . جبل الأحلام . كيمار . عقيبة . ابين بإتجاه ديرجمال . تل رفعت وكفرنايا . احرص . فافين . مسلمية حلب وغيرها . )

فنالت بلدتي النبل والزهراء النصيب الأكبر لنازحي منطقة عفرين الواقعة تحت سيطرة النظام السوري حيث أرتفعت أجور السكن من / 100000 / إلى  / 250000 / ليرة سورية للغرفة الواحدة شهريا وغلاء المواد التموينية والغذائية الضرورية بعشرات الأضعاف عن السعر القديم .

في هذه الرحلة الطويلة والشاقة و تحت قصف الطيران الحربي والمدفعي ترك قسم من المواطنين الهاربين من جحيم الحرب ممتلكاتهم وأمهاتهم وآبائهم وأطفالهم المعاقين على طرفي الطريق… منهم من ماتوا ومنهم من انقذوا بواسطة المواطنين الشرفاء.

وفي هذه الأثناء تم توجه قسم من المواطنين نحو مدنهم وبلداتهم وقراهم ومزارعهم بالرغم من قصف الطيران الحربي والمدفعي والصاروخي عبر الحواجز التالية :

المحمودية على طريق راجو – عفرين

جنديرس – عفرين .

ماراته – عفرين .

حلب – عفرين .

وصلوا الى أماكن سكناهم ،

ولازال حتى الآن يتعرض المواطنون الى النهب والسلب والخطف مقابل الفدية ، ولكن صبر المواطنين جلبت وستجلب لهم الفرج القريب .

الدراسة منشورة في جريدة يكيتي العدد 281

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى