قراءة في تصريح المتحدّث باسم رئاسة إقليم كُردستان
عمر كوجري
كان من المتوقّع، وحتى المؤمّل أن تصدر حكومة إقليم كُردستان أو وزارة البيشمركة أو رئاسة إقليم كُردستان بياناً أو تصريحاً بشأن التصريحات المسيئة والسيّئة التي أطلقها القيادي في ال ب ي د آلدار خليل، كونه أساء في حديثه الصحفي لكُردستان أيضاً.
فقد أصدر المتحدّث باسم رئاسة إقليم كُردستان يوم أمس تصريحاً مقتضباً رداً على حوار للسيد آلدار خليل لصحيفةٍ تركية، وفيما شكّك بنجاح المفاوضات الجارية بين المجلس الوطني الكُردي في سوريا وأحزاب الوحدة الوطنية، كما شنّ حملة إساءةٍ بحقّ بيشمركة روژ، هذه القوة العسكرية المؤلّفة من شباب غربي كُردستان، والمقيمون حالياً وبصورةٍ مؤقّتة في جنوبي كُردستان، هذا الهجوم غير المبرّر وفي الوقت الحالي استدعى رئاسة الإقليم للردّ عليه.
فمن جهةٍ حكومة إقليم كُردستان لها دورٌ إيجابي ومثمر في نجاح المفاوضات بين المجلس الكُردي وأحزاب ال pynk التي يديرها حزب الاتحاد الديمقراطي، وبالتالي حكومة الإقليم قلقة على هذه التصريحات المدانة والسيّئة، كونها تروم وتهدف إلى وقف المفاوضات مع قدوم الراعي الأمريكي لغربي كُردستان خلال أيامٍ قلائل بحسب تصريحات أمريكية.
الأمر الثاني إنّ حكومة إقليم كُردستان والرئيس مسعود بارزاني، وكلّ الكُردستانيين في إقليم كُردستان لا ينسون التضحيات الجسام التي قدّمها مقاتلو بيشمركة روژ في تصدّيهم لتنظيم داعش الإرهابي عام 2014 وثمة العشرات منهم شهداء وجرحى، جراح العديد منهم سبّبت لهم إعاقةً دائمة. هؤلاء البيشمركة تسري عليهم القوانين والأحكام الكُردستانية، فمن الطبيعي أن يكون كلام المدعو خليل إساءة لإقليم كُردستان أيضاً.
حينما يصدر تصريحٌ بهذا المستوى الكبير في كُردستان فهو دليلُ أنّ كلّ تخرّصات وادّعاءات الإعلام الآبوجي بأنّ بيشمركة روژ ليسوا تابعين للبارتي الديمقراطي الكُردستاني، ولا للرئيس مسعود بارزاني، بل لحكومة إقليم كُردستان. ولا يتلقّون مستحقّاتهم من البارتي.
كما أنّ تلميح تصريح المتحدّث باسم رئاسة الإقليم بأنّ الهدف من إطلاق هذه التهم هو “تخريب الحوار الجاري بين الأطراف الكُردية” دليل حرص إقليم كُردستان على إنجاح المفاوضات، وتخوّفها على مثل هذه التخرّصات التي تحاول عرقلة سير المفاوضات..وبالتالي فلإقليم كُردستان مصلحة حقيقية في وصول هذه الحوارات إلى مرافئ النجاح التام، ومصلحة كُردستان قومية واقتصادية في آنٍ واحد.
وفيما يخصّ الفقرة الأخيرة وهي برأيي بالغة الأهمية، وهي معرفة حكومة إقليم كُردستان بخبايا الرجل الاستخباراتية، وعندها معلومات مؤكّدة من أنه عميلٌ لجهاتٍ أمنية بعينها، وأعتقد حان الوقت لفتح ملفّ هذا “الرجل” وغيره ممّن يتصدّرون المشهد السياسي في غربي كُردستان، ويتحكّمون بأنفاس ناسها، ولقمة عيشهم، والمنافذ التجارية والنفط وكلّ شيءٍ، وبرأيي المدعو خليل عمل في وعلى ملفات قذرة أضرت بالكُرد في كلّ الأوقات وربما حالياً ضرره وخطورته أكثر..لذا ينبغي على الأقل إزاحته من ” منصب” رئيس هيئة التفاوض عن أحزاب الوحدة الوطنية التي للآن لم تصدر أيّ توضيحٍ أو بيانٍ بخصوص” رئيسها” هل هذا يعني أنها متناغمة مع تصريحه ذاك؟ مع أني أرجّح أنها أي “تلك الأحزاب” من الضعف لدرجة عدم قدرتها لتقول للمستبد: كفى!!
ألمّح لنقطة هامة، ذكرها تلميحاً كافٍ وهي أنّ إرادة الكُردستانيين صلبة، والبارتي الكُردستاني ينطلق من مبادئ قومية، وأهداف سامية لهذا إيحاءات إعلام حزب العمال ومحاولاته بأيّ اختراقٍ في بنية المجتمع في جنوبي كُردستان مآله الفشل الذريع.
نعم هناك تناغم واضح بين بعض الأحزاب في كُردستان ومنظومة العمال، وتقدّم له بعض التسهيلات في أكثر من موقع ومكان، لهذا هو متواجد حتى الآن سواءً في شنكال أو جبل قنديل وبعض المناطق الحدودية، بيدَ أنّ هذا لن يدوم أكثر في ظلّ التهديد الذي تسبّب به حزب العمال في النفط وأرواح البيشمركة قبل مدةٍ، والمزاج العام للكُردستانيين متعاضد نحو ضرورة نبذ هذه المنظومة ككلٌّ لما لها من خطورةٍ على الأمن القومي الكُردستاني.
إنّ صدور تصريحٍ من المتحدّث باسم رئاسة إقليم كُردستان يدحض مزاعم الآبوجية، ومحاولتهم الفاشلة للإيحاء بوجود اصطفافات كبيرة في جنوبي كُردستان، وقد جاء التصريح في توقيته الصحيح حتى يعرف الكُرد طبيعة من تصدّروا المشهد الكُردي في غفلةٍ من الزمن.