موجة نزوح لعشرات العوائل من منازلهم المجاورة للميليشيات الإيرانيّة في دير الزور
شهدت عدة مناطق في ريف دير الزور الغربي الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانيّة الموالية لها، الخميس، موجة نزوح لعشرات العوائل، وذلك خشيةً من الاستهدافات الجويّة التي تطال مقرات ومواقع الميليشيات المتوزعة بالقرب من منازلهم.
وأكّدَت مصادر محليّة من المنطقة “أنّ أكثر من 40 عائلة من قرية عياش والتبني غربي دير الزور تركوا منازلهم، ونزحوا إلى أقارب لهم في مدينة الميادين وبعض بلدات وقرى الريف الشرقي، بعد الاستهدافات الجويّة التي طالت مقرات الميليشيات الإيرانيّة في مناطقهم خلال اليومين الماضيين”.
كما أضافت “أنّ بعض العوائل وصلت إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطيّة شمال شرق نهر الفرات، والبعض منهم وصل إلى قرية البوحميد وزور شمر بريف الرقة الشرقي”.
وأوضحت “أنّ العوائل التي نزحت كانت منازلها تقع بجوار مقرات لميليشيات الحرس الثوري الإيراني وفاطميون ولواء القدس، والتي تُعد بمثابة الأهداف المباشرة للطيران الحربي الإسرائيلي”.
وصرّحَ أحد النازحين لوسائل إعلام محليّة فضّل عدم ذكر اسمه “أنّ الميليشيات الإيرانيّة لم تُخرج مقراتها من المناطق المأهولة بالسكان بالرغم من مطالبة الأهالي مسبقاً للجهات الرسميّة بإخراجهم لأنهم يشكلون خطراً على الأهالي، إلا أنّ مطالبهم قُوبلت بالرفض وعدم التجاوب معها”.
وشهدت مناطق واسعة في محافظة دير الزور بعد منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء الفائت، قصفاً جوياً استهدف مواقع عسكريّة تابعة لقوات النظام السوري والميليشيات الإيرانيّة بمدينة دير الزور وريفها، أسفرت عن مقتل 40 عسكرياً وجرح نحو 37 آخرين.
حيث استهدفت الغارات بأكثر من 18 ضربة جويّة مستودعات ذخيرة وأسلحة تابعة لجيش النظام والميليشيات الإيرانيّة طالت مستودعات “عياش ومعسكر الصاعقة” عند أطراف مدينة دير الزور الغربيّة، بالإضافة إلى مستودعات ومقرات في باديتي البوكمال والميادين.
وأكّد رئيس مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي عاموس يادلين “أنّ الهجمات الجويّة التي طالت مواقع تابعة لإيران في الداخل السوري وقطاعات عسكريّة تابعة لجيش النظام منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء الفائت، قد نفذتها إسرائيل”.
ووصف الجنرال الإسرائيلي تلك الضربات بـ “الفعالة والاستثنائيّة”، معتبراً “أنّها تحمل سمات فريدة كونها طالت أهدافاً بعضها يقع وسط مناطق مأهولة بالسكان، فيما أسقطت العديد من القتلى بين صفوف العسكرييّن”.
واعترف يادلين الذي كان يشغل سابقاً منصب رئيس شعبة الاستخبارات الإسرائيليّة، أنّ هذه الهجمات هي الرابعة التي تُقدم إسرائيل على تنفيذها ضد المواقع الإيرانيّة في سوريا منذ مطلع العام 2021.