آراء حول دعم واشنطن للحــوار الكُـردي/ الكُـردي
Yekiti Media
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، يوم الجمعة، السابع عشر مــن كانــون الثاني 2021 دعمها للحــوار الكُـردي/ الكُـردي، ولفتت إلى أنّ واشنطن تتطلّع إلى استمراره، وقالــت عبر حساب السفارة الأمريكية في دمشق على مواقع تويتر وفيسبوك: هذه المناقشات تدعم وتكمّل العمليّة السياسيّة الأوسع بموجب قرار مجلس الأمن 2254 نحو تأمين مستقبل أكثر إشراقاً لجميع السوريين.
يأتي هــذا التصريح بحسب مراقبين بعــد التصريحات التي أدلى بها آلدار خليل لصحيفة أوزكور بوليتيكا الصادرة في هولندا، ووصــف خلالها قــوات بيشمركة روج بالمرتزقة، وأنّ المجلس يريد تدمير الإدارة الذاتية القائمة من خلال مطالبة المجلس تغيير العقد الاجتماعي ومسائل أخرى تطرّق إليها خليل في اللقاء.
وفي السياق وبخصوص إعلان واشنطن الأخير قال مجدل دلــي عضو اللجنة السياسية لحزب يكيتي الكُـردستاني- سوريا: واشنطن التي أعلنت وتعلن صراحةً بأنّ قسد هي حليفتها في محاربة تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة وبنفس الوقت هي محرجة أمام شركائها في حلف الناتو بسبب ارتباط ( قسد- ب ي د ) بحزب العمال الكُردستاني والمصنّف إرهابياً حسب لائحة أمريكا نفسها لتصنيف المنظمات الإرهابية ولهذا السبب تعمل أمريكا جاهدة لدمج قسد في المعارضة السورية لفصل قسد عن العمال الكُردستاني حيث أولى البوابات المفتوحة أمامها في هذا الشأن هي توافقها مع المجلس الوطني الكُردي باتفاق الطرفين في مجمل الأمور التي تهمّ الكُرد السوريين في إطارٍ يتوافق مع المعارضة السورية.
وأضاف: وبالفعل جرت حوارات كردية داخلية لحلّ الخلافات الكُردية أولاً ومن ثم توحيد الرؤية السياسية للتعامل مع المعارضة السورية فيما يخصّ حقوق الشعب الكُردي القومية كمكوّنٍ رئيسي في سوريا ولضمانها دستورياً ولكنّ المؤسف أنّ تصريحات رئيس وفد أحزاب الوحدة الوطنية آلدار خليل المتكرّرة و آخرها المسيئة لبيشمركة روج والمجلس الوطني الكُردي و كذلك لعملية سير الحوار الكُردي الداخلي حيث وضعت عملية التفاوض برمّتها في خطر الانهيار ويُفهم من هذه التصريحات رسالة واحدة مفادها أنّ ب ي د غير جادة البتة في هذا الحوار وغير قادرة على مبدأ الشراكة وتقبّل الآخر وللتهرّب من هذا الحوار الذي توصّل لنقاط تفاهم في غاية الأهمية تحاول(قسد – ب ي د ) الالتفاف على الطلب الأمريكي وذلك بإنشاء منصةٍ جديدة للمعارضة يشارك فيها أطراف وشخصيات منشقّة من المعارضة السورية بمشاركة منصة موسكو للتهرّب من الحوار الكُردي وإيهام الأمريكيين بأنها مقبولة ضمن المعارضة وما هي إلا مسألة وقتٍ لتجد مكانها بين صفوفه ولكن جاء الردّ الأمريكي واضحاً في تصريحٍ عبر موقع السفارة الأمريكية في سوريا أنه لا بديل عن الحوار الكُردي- الكُردي وكذلك يأتي هذا التصريح الأمريكي في ردٍّ واضح على تصريحات آلدار خليل المسيئة و غير المقبولة لوضع بدايةٍ جديدة لسير الحوار مع استلام الرئيس الأمريكي الجديد مهامه في البيت الأبيض وتعيين فريقٍ ذي خبرةٍ ليستلم الملف السوري .
ولفــت “دلــي”إلى أنّ كلّ الدلائل تشير إلى الآن أنّ نية ب ي د التهرّب من الحوار الكُردي الداخلي و الاستحقاقات المترتّبة عليه ويزداد هذا التخوّف بسكوت الطرف الضامن على تجاوزات رئيس وفد pynk بل والتناغم بينهم في الكثير من المواقف التي تحبط المسعى الأمريكي لإيجاد تفاهمٍ كُردي-كُردي على أرضية الشراكة المتساوية للحفاظ على الحقوق المشروعة للشعب الكُردي وقضيته العادلة في سوريا كما يأتي هذا التصريح الأمريكي بعد تقديم فريقٍ من الخبراء السياسيين الأمريكيين الملمّين بالملف والشأن السوري عدة نصائح للرئيس بايدن منها تسريع الحوار الكُردي الداخلي .
ونــوّه “دلــي”: وبهذا الشأن يثنى على موقف المجلس الوطني الكُردي و سلوكه الهادئ في التعامل مع تصريحات رئيس وفد أحزاب الوحدة الوطنية و قبل ذلك في سياسة ضبط النفس أثناء الاعتداء على مكاتب ومقرات المجلس، كلّ ذلك في سبيل قطع الطريق أمام مَن يريد نسف هذا الحوار عبر أعمالٍ وتصريحاتٍ لا مسؤولة.
أما الصحفي الكُـردي صالح دميجر المقيم في أمريكا فكان له رأي آخر وقال في تصريحٍ لموقعنا: الموقف الأخير لواشنطن لا بعبّر عــن أيّ تغييرٍ في السياسة الأمريكية في المنطقة، فكما هــو معلــوم، لواشنطن ثلاثة أهداف رئيسية في سوريا، وهـي: محاربة داعش وإنهائه، وقف التمدّد الإيراني، وحلّ القضية السورية سياسياً، وهــذا الموقف، موقف علني لواشنطن، لكن في الملف العسكري كان لواشنطن بعض المواقف من خلال إعلانها نيتها سحب قواتها من سوريا، بعكس المسار السياسي حيث بقي موقف واشنطن واضحاً دونما تغييرٍ عن عهــد الرئيس السابق أوباما، والرئيس الحالي ترامب، مضيفاً: لا أعتقد تغيير هــذه السياسة في عهــد الرئيس المنتخب جو بايدن، وذلك لوجود هـدفٍ رئيسي لأمريكا، وهو حلّ الملف السوري سياسياً، وأن يكون لكلّ المكونات السورية مكان في سوريا المستقبل.
وأضاف: المكوّن الكُُـردي في شمال شرق سوريا، مكوّن رئيسي وهو القومية الثانية في البلاد بعد المكوّن العربي، وزاد: واشنطن تقرأ هذه اللوحة السورية جيداً، وعليه فهــي تؤكّد كلّ فترةٍ على موقفها السياسي، وأضاف: هــذا التصريح الأخير للسفارة الأمريكية في دمشق ليست تغييراً في السياسة الأمريكية، بل هــي تأكيد على سياستها السابقة.
وقال: لا أعتقد أنّ التصريح الأخير يأتي في سياق الردّ على التصريحات الأخيرة بين أطراف الحوار الكُـردي، خلال الأيام الأخيرة، وشدّد على أنّ واشنطن لا تردّ على هذه التصريحات بقدر تأكيدها على سياستها السابقة في سوريا، ولفت إلى أنّ واشنطن تريد من الحوار الكُـردي/ الكُـردي أن يكون قاعدة أوسع للحوار بين الأطراف السورية بشكلٍ عام، وهو هدف رئيسي لأمريكا، وزاد: نجاح الحوار الكُردي سيكون قاعدة لحلٍّ سياسي في سوريا، وقاعدة للحوار الوطني السوري، وأشار إلى أنّ واشنطن قدّمت مقترحاتٍ عديدة للحلّ السياسي في سوريا، لكن ورغم عدم نجاح الملف السياسي في سوريا إلى الآن، إلا أنّ واشنطن تريد من خلال مناطق نفوذها في شمال شرق سوريا، توحيد الخطاب الكُـردي كخطوةٍ أولى والذي سيخلق نوعاً من الارتياح في المنطقة والانتقال به إلى كافة الأطراف السورية، كما أنّ نجاح الحوار الكُـردي سيلقي بظلاله على دول الجوار وخاصةً تركيا، والتي تدّعي بوجود “شريط إرهابي” على حدودها بحسب زعمها، وبالتالي رسالة واشنطن لدول المنطقة، أمريكا تريد حلاً سياسياً في سوريا، وتريد البدء من المنطقة الكُـردية، وتعمميها في كافة مناطق البلاد.