الفنانة التشكيلية الدكتورة: سمر دريعي في سرد مختصر ليكيتي…
أن تأخذك الدهشة وأنت تتأمل هندسة التشكيل وعناق اللون مع اللون، ستكون هي إذا” سمر دريعي الفنانة الكردية الأصيلة، وهي تولد عام ١٩٧٧ في مدينة حلب مقيمة في بخارست العاصمة الرومانية منذ ٢٣ عاما.
درست في كلية الفن التشكيلي اختصاص رسم، وحصلت على ماجستير في اللغة البصرية وفلسفة الفن لتكون الدكتوراة في النقد الفلسفي باكورة سنين من السعي والجد.
سمر دريعي، ابنة (عامودا ) التي حاولوا وأد سنابل الأرحام فيها يوما إلا أنها وكما شرمولا أبت إلا أن تزهر البراعم من لهيب النيران المشتعلة في أكباد الأمهات والآباء لتكون عامودا ولادة بكل جديد.
ضيفتنا في زاوية المرأة لهذا العدد هي الدكتورة سمر دريعي التي أبدعت في سرد حياتي موجز عن تجربتها الحافلة كما روائع أعمالها الفنية، ومن لا يعرف بيئتها وطابع تبلور وتطورها فهي قد فتحت عينيها من داخل الحلبة الإبداعية فوالدها هو الراحل عبدالرحمن دريعي من المؤسسين للمشهد التشكيلي في المنطقة وأمير الناي الذي علمها أن تعشق اللون والثقة بالنفس والنظر للحياة برشاقة وشغف.
تعلمت سمر دريعي أن تنهل من الموسيقا غذاء لروحها وتتنقل مع اللون كالأثير الخافت على النفس، كان لذلك الدور الأكبر في تقدمها في هذا المجال الصعب لتكون عند ظن أبيها لتبدع وتخترق الحدود لتصنع لنفسها أسما يعتبر امتدادا لرحلة والدها في الدراسة والتخصص ليكون لها استقلاليتها وتبحث عن مفاتيح بحيرات اللون وخباياه غير المعلنة .
رحلة سمر دريعي من حلب إلى رومانيا لوحة امتزجت فيها ألوان التمني والحلم مع خطوط واقع رسمتها هي بكل براعة ورونق
بأنامل خطت الوجع السوري في لوحات جابت العالم لتقدم الفسيفساء التائهة فيها جنون الدم ببراعة وإتقان، فرسالتها كما همس لها والدها الإنسانية ونشر لغة السلام في العالم الصاخب لتكون صاحبة رسالة وتتمنى أن يعم السلام في بلدها سوريا وأن ينهل بالعدل والمساواة، والديقراطية .
سمر دريعي تلك الطفلة التي كانت ترافق والدها، وهي ذات خمس سنوات في الأتليير وهي تراقب بحدسها العاشق لتلك اللغة الساحرة في التعبير
خطت خطا ذا طابع خاص لها لتكون نموذج امرأة سعت ونال منها الجهد والتعب، لكنها كما بصمتها الإنسانية مصدر فخر لكل السورين.
نتقدم لها في هيئة تحرير جريدة يكيتي بجزيل الشكر والتألق في مهنتها الفنية.
المادة منشورة في جريدة يكيتي العدد 282