صحيفة: تحركات أوروبية لرفض انتخابات الأسد الرئاسية
تجري دول أوروبية عدة تحركات من أجل رفض الانتخابات الرئاسية التي يجريها نظام الأسد في سورية، أواخر مايو/ أيار المقبل، بحسب ما نقلت صحيفة “الشرق الأوسط”.
وذكرت الصحيفة، اليوم الثلاثاء، أن فرنسا قدمت وثيقة نيابةً عن عدة دول أوروبية باسم “مجموعة ذات تفكير متشابه”، هدفها رفض إجراء أي انتخابات رئاسية في سورية خارج قرار مجلس الأمن “2254”، وقطع أي محاولة لـ “التطبيع” مع نظام الأسد عقب الانتخابات.
ومن المقرر أن تعقد الدول الأوروبية اجتماعاً خلال فترة قريبة لإقرار مسودة الوثيقة التي قدمتها فرنسا، حيث تجري حالياً محادثات بهذا الخصوص، وسط توقعات بإقرار الوثيقة تزامناً مع الذكرى العاشرة للثورة السورية.
وجاء في نص الوثيقة، التي نشرت الصحيفة مسودتها، أنه “من شأن الانتخابات الرئاسية السورية المقبلة لعام 2021 أن تنعقد بموجب الأحكام الدستورية والقوانين المعمول بها راهناً، تحت مظلة وسيطرة النظام السوري الحاكم منفرداً، وستُستغل هذه الانتخابات من جانب النظام الحاكم ومؤيدوه للإعلان من جانب واحد عن نهاية الأزمة السورية، من دون الالتزام بأي شيء يتفق مع تطلعات الشعب، ومن شأن هذه الانتخابات أن تشكل حاجز ردع كبير في وجوه اللاجئين”.
واقترحت الوثيقة على الأمم المتحدة المشاركة في العملية الانتخابية عبر التواصل مع اللاجئين السوريين وإشراكهم في التصويت خارج البلاد، بموجب أحكام التصويت الانتخابي التي لا تتطلب الحصول على موافقة رسمية من نظام الأسد.
كما اقترحت على المبعوث الأممي إلى سورية، جير بيدرسون، تنظيم الانتخابات خارج سورية، مشيرة إلى أن “هذا الأمر لا يستلزم التفاعل المباشر مع النظام السوري الحاكم، ولا ضرورة للحصول على موافقته المسبقة”.
وسبق أن أعلن بيدرسون رفضه المشاركة بالعملية الانتخابية في سورية، موضحاً أن مهامه التوصل لحل سياسي في سورية بين جميع الأطراف، وليس الانخراط بأي انتخابات تجري.
يعتزم نظام الأسد إجراء انتخابات رئاسية نهاية شهر مايو/ أيار المقبل، بموجب دستور عام 2012، وهي الانتخابات الثانية التي ينظمها النظام خلال الثورة السورية، إذ كانت الأولى في 2014 وحصل الأسد حينها على نسبة 88.7%.
ولم يترشح أي شخص للانتخابات حتى اليوم، في حين بدأت حملات دعائية في بعض المحافظات السورية، وعلى رأسها طرطوس، تروّج لترشح بشار الأسد في الانتخابات الرئاسية، دون الإعلان عن ذلك رسمياً.
ورغم الرفض الأمريكي والأوروبي المسبق لنتائج هذه الانتخابات، دعت روسيا، الداعم الرئيسي للأسد، إلى مساعدة النظام بـ”الانتخابات الرئاسية” متذرعة بعدم وجود “أحكام تعرقل ذلك”.
واعتبر النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، دميتري بولانسكي، في تصريحات له الأسبوع المقبل، أن “الانتخابات الرئاسية ووضع الدستور الجديد عمليتان مختلفتان، ولذا لا أسباب لاعتبار الاقتراع غير دستوري”.
في حين كان الغرب يعوّل على إجراء انتخابات رئاسية عام 2021 بموجب دستور جديد، تخرج به اللجنة الدستورية السورية في جنيف، والتي انتهت الجولة الخامسة منها، الشهر الماضي، دون تحقيق أي تقدم، وسط مماطلة من قبل نظام الأسد ورفضه الدخول بمناقشة مواد الدستور.
يُشار إلى أن الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية أعلنت أنها لن تعترف بنتائج الانتخابات الرئاسية التي يجريها نظام الأسد بدعم روسي وإيراني، معتبرةً أنها “غير شرعية”.
وتأتي “الانتخابات” في ظل واقع اقتصادي متردي يعصف بالمناطق الخاضعة لسيطرة نظام الأسد، بعدما تخطى سعر صرف الليرة حاجز 3900 للدولار الواحد، اليوم الثلاثاء، تزامناً مع ارتفاع أسعار المواد الأساسية بحدود 30%.