المجلس الوطني الكُردي لم يساوم على الثوابت الكُردية
محمد ليلي
المجلس الوطني الكُردي لا يستمدُّ شرعيته من أمريكا وغيرها من دولٍ، حتى يظنّ البعض بأنّ أمريكا تستطيع بسهولةٍ تجاوز المجلس، بل على العكس من ذلك فقد يحتاج الأمريكان بشدةٍ أن يستمدّوا شرعية تواجدهم في المناطق الكُردية السورية من المجلس؛ إذا ما أرادوا البقاء في المنطقة، وإذا كانت لديهم استراتيجيات طويلة الأمد في المنطقة..
أمّا بالنسبة للأطراف الكُردية السورية الأخرى ك بيدا ومثيلاتها، ومَن يدورون في فلكها، فهم قطعاً لا يستطيعون منح الشرعية للتواجد الأمريكي في المنطقة، مهما خدموا الآخرين على حساب القضية والشعب الكُردي في سوريا، فدون الشراكة الحقيقية مع المجلس الوطني الكُردي لا يستطيع ب ك ك وتوابعه أن يمنحوا أيّ شرعيةٍ لأيّ تواجدٍ أجنبي في المنطقة، فالمجلس الذي يمثّل عن الغالبية العظمى للشعب الكُردي في سوريا بشكلٍ حقيقي، ويعبّر عن تطلّعات الشعب الكُردي في سوريا؛ عندما سيمنح الشرعية لتواجد أيّة جهةٍ دولية في المنطقة سيكون ذلك من أجل صالح الحقوق القومية والقضية الكُردية في سوريا مع مراعاة تقاطع المصالح المتبادلة مع تلك الجهة ك أمريكا مثلاً، وليس فقط لصالح استراتيجيات ومصالح تلك الجهة مع مراعاة مصالح حزبية ضيقة كما هو الحال مع منظومة ب ك ك بيدا وقسد.. في طبيعة علاقاتهم مع الولايات المتحدة الأمريكية…
فالمجلس الوطني الكُردي في سوريا لم يساوم على الثوابت القومية الكُردية في سوريا، ولم يقدّم القرابين من خيرة شبابنا وشاباتنا خدمةً للنظام السوري أو لخدمة المصالح والاستراتيجيات الروسية والإيرانية والتركية أو لخدمة المصالح والإستراتيجيات الأمريكية وغيرها من دولٍ، كما فعل ذلك بكك – بيدا وكلّ مَن يدورون في فلك هذه المنظومة أحزاباً كانوا أم أفراداً أم منظّماتٍ… فهم خدموا كلّ تلك الأنظمة و الدول على حساب الشعب الكُردي وقضيته العادلة.
فالمجلس وهو المعبّر الحقيقي عن تطلّعات أصحاب الأرض والقضية يحتاج الآخرون إليه لشرعنة تواجدهم في المنطقة ،وليس العكس. رغم وجود الأخطاء والنواقص فيه، ورغم وجود مَن يستجيبون لمنظومة بكك وتوابعه فيه، إلا أنّ المجلس هو العنوان الرئيس والمدافع الحقيقي عن الحقوق القومية للشعب الكُردي في سوريا…
فالذين صدّقوا التضليلات الإعلامية والأخبار الكاذبة التي نُشِرت على مواقع إعلامية ك المرصد السوري لحقوق الإنسان وغيرها من مواقع إعلامية تابعة أو مقرّبة من منظومة ب ك ك، حول الحوارات الكُردية/الكُردية و ما تناقلته تلك الوسائل الإعلامية على لسان نائب المبعوث الأمريكي وفريقه – بتبليغهم لوفد أحزاب الوحدة الوطنية الكُردية بضرورة استمرار العمل لتوحيد الصفّ الكُردي مع أو بدون المجلس الوطني الكُردي، حسب زعم تلك الوسائل الإعلامية ؛والتي كذّبت الخبر فيما بعد، فكان على أولئك الذين صدّقوا تلك الأخبار المضلّلة والكاذبة أن يعرفوا أولاً مدى حجم وأهمية وقوة المجلس الوطني الكُردي قبل أن يسارعوا إلى تصديق تلك الأكاذيب والتضليلات الإعلامية التي لا تخدم أحداً سوى أعداء المشروع القومي الكُردي…