رد سريع على منهجية الاستعلاء القومجي … الخرائط القومية العاطفية المتخيّلة لمهند الكاطع نموذجاً
د. محمد جمعان
بداية القول إنّ جهلكم للتاريخ و الوضع الجيو – سياسي في المنطقة سبب كوارث المنطقة.
في مقالةٍ سريعة و مقتضبة يكتب القومجي الكاطع على صفحته FB. بأنّ الأرمن و الآذريين و الترك يرسمون خرائط قومية و خيالية ودون ضوابط ، و بأنهم يضمّون أجزاء كثيرة من سوريا و العراق و تركيا ، و الذي يزيد من جهله للتاريخ وشوفينيته فإنه يضمّ الكُرد أيضاً لهذه القائمة ، حيث يبدو أنّ هدفه الأساس هو التهجم على الكُرد عندما يقول :_ انّ خارطة الكُرد المتخيّلة تبتلع شمال سوريا و شمال العراق و جنوب شرقي تركيا و غرب إيران…
يظهر بشكلٍ جلي جهلك لتاريخ المنطقة .
يظهر يا گاطع بأنك لا تعلم مَن هم الشعوب الاصلية في المنطقة ،وأنّ عنصريتك و شوفينيتك تعميان بصرك و بصيرتك ، فتنكر تاريخ المنطقة و حقّ شعوبها .
ادرسٔ تاريخ المنطقة، ممّا كتبه المستشرقون الذين كتبوا التاريخ بشكلٍ صادق ، فترى الحقائق .
و لكن أن تقرأ فقط تاريخك الذي كتبه المسلمون من أهل البلاط ، فوظفتموه انتم ، القومجيون العرب ، لصالحكم فقط فهذا تزوير لحقائق التاريخ، هذا لم يعد مقبولاً عندما استفاقت هذه الشعوب ،و تضامنت معها الدول الديموقراطية و المطالٍبة بالحرية و العدل ، فاكتشف الكثير من الحقائق التاريخية ، انظر يا عنصري إلى الموقف الإنساني للكونگرس الأمريكي حينما اعترفوا بمجزرة الدولة العثمانية – شركائكم في الدين و البطش و الإرهاب في المنطقة… بعد مئة وستة سنوات . فقد قرّروا أنّ المذابح التي اقترفتها الدولة العثمانية ضد الأرمن كانت إبادة جماعية..
و لكن لا أحدٌ من أمتك و أمثالك سيتجرّأ يوماً ليهتف بالمجازر التي اقترفها أجدادك و أسلافك ضدّ شعوب المنطقة!!
التاريخ لا يرحم أحداً، و كلّ الكوارث التي اقترفتموها تنكشف و تُفضح.
و لكن أن تصوّر تاريخ المنطقة ؛ بالقومية العاطفية المتخيّلة فهذا دليلٌ على جهلك و تذلفك أنت وأمثالك من القومجيين و تصوّرك لتاريخ المنطقة على أنها فقط عربية فهو إجحاف و تزوير و عنصرية، و بالتالي ليس مقبولاً ، وبهذا الفكر القاصر تسيؤون للشعب العربي وتاريخه .
نتيجةً لاختلاطي و معاشرتي لشعوب و دول كثيرةً ، و لا أريد أن أعمّم و أقول العرب كما أنت تعمّم بحقدٍ أعمى واستعلاءٍ قومجي للشعوب و حقوقها و تاريخها، أنا لم أرَ أكثر تخلفاً و جهلاً و إنكاراً من أمثال هذه السموم التي تسيء للعيش المشترك وتزرع ثقافة الكراهية وبها دمّرتم و سحقتم شعوب المنطقة نتيجة أسلوب تعاطيكم و تعاملكم مع شعوب المنطقة ، إن كانت عن طريق استغلال الدين و الحروب والتعريب ،وهي أساليب جاهلية ، همجية و متخلّفة ،عفى عليها الزمن، فمنطق القوة لم يعد الأسلوب الناجح لطمس تاريخ وتضحيات الشعوب الأخرى.