لقاءات وحوارات

تشاؤم كردي من مباحثات دي ميستورا

أعداد- فريدون قجو
خيبة أمل الكثيرين من طرح المبعوث الدولي لسوريا ستيفان دي مسيتورا بأجراء مباحثات مع النظام السوري من جهة, والمعارضة السورية من جهة أخرى, طغت على هذه الآراء من قبل بعض المثقفين الكرد السوريين , فالبعض يراها مضيعة للوقت مقابل استنزاف الدم السوري , ومنهم من يرى فيها خطوة في الاتجاه الصحيح مع صعوبة امكان كلى الطرفين اتخاذ اي قرار, والبعض الآخر يراها محادثات شكلية ليست بإمكانها أحداث أي تغييرات على الارض, كما أن أحدهم يشير الى ضرورة التوافق بين رعاة الصراع الدوليين أنفسهم, قبل السوريين لأنهم الحلقة الأضعف في هذا الصراع, وهناك من يرى صعوبة في الوصول الى حلول سريعة في ظل نظام متعنت ومتشبث بالحكم مقابل معارضة متشرذمة  ووجود فصائل ارهابية متعددة.
جوان حمو- باحث في شؤون العلاقات الدولية
المباحثات التي يقوم بها مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا ستيفان دي ميستورا للتمهيد لتحويلها إلى مفاوضات, عبارة عن خطة مباحثاتية عريضة جداً، وبرأيي إنَّها لن تصل إلى تعزيز فرص التوصل إلى نهاية سلمية ودبلوماسية للأزمة السورية في المرحلة الراهنة, كون المباحثات تُجرى مع أكثر من 20 دولة ضالعة في النزاع السوري والذين لهم توجهات مختلفة، بالإضافة إلى أكثر من 40 فصيل معارض مع النظام السوري.
بالتالي فأنَّه من الصعب أن نتأمل حلاً سريعاً للنزاع السوري وسط تعنت النظام وتشبثه بمقاليد الحكم، وضعف المعارضة وتشرذمها داخلياً، ووجود فصيلين إرهابيين (تنظيم الدولة الإسلامية، وجبهة النصرة).
داريوس درويش- كاتب
لا يمكن عقد الآمال على محادثات ديمستورا مع المعارضة والنظام، وهي لا تتعدى كونها محادثات شكليّة لا تغيّر من الوضع شيئاً، وخصوصاً من جهة المعارضة.
سوار أحمد- صحفي
مثل هذه المحادثات برأيي لن تستطيع إجراء أي تغييرات جذرية في الوضع السوري , وذلك لأن الطرفين سواء النظام أو المعارضة لايمتلكان القرار , والقرار بيد القوى العظمى التي تدير الوضع السوري , ولكن في العموم هي محادثات ضرورية وخطوة في الإتجاه الصحيح فالوضع السوري لن يحل دون تسوية سياسية تتفق عليها جميع الأطراف سواء الإقليمية أو الدولية.
هيثم حسين – كاتب وروائي
المبعوث الدوليّ دي ميستورا، بدل أن يرهق نفسه بالسفر بين عدّة أمكنة ولقاء الناس هناك، قرّر أن يجمعهم في جنيف، يحمّلهم منّة الدعوة أوّلاً، ثمّ يستمع إليهم كمختار بلا ختم، لا حول ولا قوّة له ثانياً، وأنا أرى أنّه بعد مدّة سيخرج علينا باستقالته، معترفاً بعدم قدرته على فعل شيء.. كالمبعوثين الدوليّين السابقين من قبله. ما يزال المطلوب دوليّاً هو إبقاء السوريّين في متاهة تجدّد نفسها.
بيروز بريك – صحفي
المبادرات و جولات التفاوض التي يشوبها الكثير من اللغط و تضييع الوقت ليست سوى متتمات تجميلية للمشاريع الدولية و الإقليمية ضمن المشهد السوري، والتي لن تصل إلى مؤدى حقيقي وواضح دون التوافق ضمن أقطاب الصراع الدوليين ومن ثم الإقليمين.
الحقيقة الواضحة هي أن السوريين لن يتوافقوا على حل سياسي بدون توافق رعاة الصراع الدوليين وداعميه، والسوريون هم الحلقة الأضعف وأقل الجهات تأثيراً وعلى ديمتسورا أن يرعى المفاوضات بين الدول الراعية للحرب في سوريا، وليس بين السوريين المتحاربين معارضة ونظامأ والمصرين على أن يبقوا بيادقاً بيد الخارج .
وليد حاج عبد القادر- كاتب وسياسي كوردي
دي ميستورا حاول الظهور بغير حلة وطريقة الإبراهيمي وهو في سعيه الحثيث لإستقطاب وجهة نظر السلطة من خلال التركيز على تقطيع اوصال الصدامات وبالتالي تقديم المسألة الأمنية منها على السياسية من جهة وتلميحاته المتعددة والغامضة في سياقاتها ودور النظام بأجهزتها الضاربة وبالتالي ردة فعل المعارضة ومحاولات الزج بها في إطار كسر الحاجز الذي خلفه جنيف واحد واثنان وبتصوري أن هذه اللقاءات لن تتجاوز ابعادها التشاورية والغاية منها تكوين رأي وتصور حول امكانية ايجاد ثغرة ما او نقطة ارتكاز لينطلق منها دي ميستورا ، وهي هنا عمليا يبدو الغاية واضحة تماما بأنه ليست جنيف من ستسقط النظام امام الضربات القاسية التي يتلقاها وظهور بوادر جفاف يتطور في الدعم الإيراني وكذلك ما يتم في المحيط من تأهيل قوات عسكرية بديلة وجاهزة للإنتشار على الأرض ، أن ترتيب اولويات كل طرف وبالتالي محاولة مزجها او خلطها هي ما سيسعى لها دي ميستورا وسط بوادر اخفاق وفشل شديدين .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى