بلدة تربه سبي تشهد تطوراً في حركة الإعمار والبناء
Yekiti Media
تشهد بلدة تربه سبي كما غيرها من مدن وبلدات كُردستان سوريا حركة إعمار جيدة وتطوراً عمرانياً متسارعاً خلال السنتين الأخيرتين، وقد انتشرت المباني في البلدة بكثرة، وأفسحت المجال في إيواء المواطنين بمنازل أكثر رفاهيةً وفخامة وأكثر أماناً والعيش في منازل أفضل مما سبق.
بالصدد تحدّث السيد فخري وهو مقاول ومتعهد بناء من سكان بلدة تربه سبي ” بدأت بمزاولة المهنة منذ سنتين وخلال هذه الفترة قمت بتنفيذ 5 مشاريع بناء، حيث شهدت البلدة حركة بناءٍ جيدة من قبل الكثير من المقاولين من أهالي البلدة وخارجها، وهذا أدّى بدوره لتطور البلدة بشكلٍ ملحوظ، نحن كمقاولين بدأنا بمشاريع بناء وإعمار بمناطق ضمن المخطط التنظيمي للبلدة وتشييد المباني بعد الاتفاق مع أصحاب المنازل الذين ليس بمقدورهم تشييد البناء ضمن عقارهم بسبب التكاليف الباهظة وتقسيم الحصص للعقار بحسب الموقع.
أشار المقاول إلى الصعوبات والتحديات في تشييد المباني ” الصعوبات التي تواجهنا هي عدم الاستقرار في سعر صرف الدولار الأمريكي والذي أثّر في أسعار مواد البناء، وهذا بدوره يؤدّي إلى ارتفاع أسعارها ،والذي يؤدّي إلى ارتفاع سعر العقار المباع للمواطن ،أو يسبب توقف حركة البيع والشراء، أما بالنسبة للأيدي العاملة فهنالك صعوبة كبيرة بتأمينها بسبب هجرة الشباب في الأونة الأخيرة بشكلٍ كبير تزامناً مع الأوضاع المزرية بالمنطقة وفي حال تأمين أيدي عاملة يطالبون بأجور مرتفعة مما يزيد من تكاليف البناء.
وأشار السيد فخري ” أما بالنسبة لآلية الحصول على رخصة البناء لا توجد أي صعوبة أو عوائق تمنع من أخذ الرخصة والبدء بالبناء مباشرةً من قبل هيئة البلدية وتقديم التسهيلات للمقاولين بهدف تطوير البلدة.
وأضاف بالنسبة لمواد البناء وتوفرها ” لا يوجد نقص في المواد وهي متوفرة بكثرة، وأقوم بتأمينها وشرائها من السوق الحرة ولكن أسعارها مرتفعة نسبةً للسنوات السابقة، حيث يبلغ سعر طن الحديد 890 دولار أما مادة الأسمنت فيبلغ سعر الطن الواحد 90 دولار، مما يزيد في التكاليف ،والانخفاض في أسعار العقارات يسبب لنا الخسارة في بعض المشاريع.
أنهى حديثه عن حركة البيع والشراء للعقارات “الطلب على العقارات كان من قبل المغتربين بكثرة من أهالي البلدة أما المقيمون من المواطنين فالطلب على العقار قليل جداً والحركة متوفقة حالياً بسبب الظروف المادية وانعدام المواسم الزراعية وذلك بسبب انحسار الأمطار، مما شكّل الخوف لدى المواطنين ، وانعدام الطلب والشراء على العقارات أثّر على المقاولين وسبّبّ عدم القيام بتنفيذ المزيد من المشاريع لتجمد رصيدهم المالي في العقارات المشيدة.
من جانبه تحدّث معلم نجار باطون ، وهو نازح من ريف دمشق، “أعمل بمهنة النجارة منذ 15 سنة حيث عملت مع أبي لحين تمكني من مزاولة المهنة بحرفية، نزحت لمحافظة الحسكة بسبب الحرب الدائرة في سوريا، وبعدها انتقلت لبلدة تربه سبي منذ ما يقارب ال 5 سنوات، قمت بمزاولة مهنتي لتأمين مردود مادي لعائلتي ولكن وبسبب الأوضاع المادية ونزوحي لم يكن بمقدرتي شراء العدة الخاصة بالحرفة بسبب ارتفاع سعرها فاضطررت للعمل مع مقاول من البلدة ليقدّم لي العدة وأنا أقوم بالعمل والربح والخسارة بالنصف وفي حال كانت العدة لي لكان المردود كاملاً لي واستفدت أكثر.
وأضاف ” ورشتي تتألّف من معلم نجار آخر و4 عاملين، سابقاً كان أجر العمل بالعملة السورية أما الآن فهي بعملة الدولار ، بسبب عدم الاستقرار في سعر صرف العملات وعدم القدرة على تأمين مستلزمات الأسرة، حركة البناء منذ بداية السنة المنصرمة كانت جيدة وباستمرار أما الآن قليلة أسوةً بالشهور الماضية.
السيد عبدالكريم بيّنَ سبب إعطاء عقاره لمقاولٍ في البلدة ” قمت بإعطاء عقاري لمقاولٍ وبنائه بنسبة 50%، لعدم قدرتي على تشيد البناء بسبب وضعي المادي السيء، في الفترة السابقة بدأ المقاولون بالإعمار في البلدة بشكلٍ كبير لذلك قرّرت إعطاء العقار له للحصول على منزل أفضل من منزلي الذي كان بناؤه قديماً ومن الطين ومهترئاً وغير مناسب للسكن، حيث أنّ تكاليف البناء والإكساء باهظة جداً.
يُذكر أنّ البناء يشكّل دخلاً اقتصادياً كبيراً لمن يقومون به ومن يستثمرون فيه، كما أنّ تطور المباني يساهم في تطور المدن ويزيد من رفاهية العيش وسهولة الحياة.