تشهد مناطق كُردستان سوريا بدءاً من مفرق عامودا /الحسكة وباتجاه الجنوب نوعاً من انحباس الأمطار منذ السنة الماضية مع تغير المناخ ،وهذا يكون تأثيره كارثياً على المزارعين، لاسيما في ظلّ تراجع القطاع الزراعي جراء الحرب التي تشهدها البلد منذ عدة سنوات.
تعدّ الأمطار عاملاً أساسياً في استقرار الإنتاج الزراعي والحيواني على السواء، وتغير موعد هطول الأمطار أو تأخره وقلتها قد يؤدّي إلى صعوبات زراعية خاصةً بالنسبة للمحاصيل الزراعية المحلية البعلية.
فالمحاصيل الزراعية تعدّ مورداً رئيسياً لنسبةٍ كبيرة من أهالي الجزيرة ،ومن خلالها يؤمنون مستلزمات حياتهم على مدار عامٍ كامل كما أنّ هطول الأمطار ينعش أراضيهم ومراعيهم وكلّ جوانب حياتهم، فهم يرقبون هذه الأيام تراسيم السماء وما فيها من أخبار الغيوم والأمطار، ويترقّبون المنخفضات الجوية بفارغ الصبر، ولا حديث يطغى على مجالسهم سوى الأمطار.
بالصدد، قال رضوان وهو مزارع من ريف عامودا ليكيتي ميديا: لديّ 50 دونماً زرعتها قمحاً وشعيراً،و لا أمتلك بئراً فأنا منذ خمس وعشرين سنة أزرعها بعليةً، ولدينا مخاوف كبيرة نظرًا لعدم هطول الأمطار على أمل أن لا نخسر موسم هذه السنة أيضاً
مضيفاً: إنّ كميات الأمطار التي هطلت حتى تاريخه قليلة جداً، وستساهم بشكلٍ أو آخر بتضرر المحاصيل والأراضي الزراعية.
وبالرغم من كلّ التحضيرات التي تمّت للموسم الزراعي إلا أنّ ذلك لم يمنع مجابهته بعدد من المشاكل والتحديات ،ابتداءً من شحّ الوقود وعدم كفايته بالصورة المطلوبة لنجاح الموسم، بجانب ارتفاع أسعار الأسمدة التي يصل سعر الطن الواحد الى 650$ والذي يعدّ غالياً بالنسبة للعديد من المزارعين
بدوره قال السيد يونس إنه خسر موسمه في السنة الماضية متمنياً أن لا يواجه الخسارة مرةً أخرى بسبب قلة مخصصات المحروقات والارتفاع الكبير في سعر الأسمدة .
عبدالرحمن محمد يرى أن هناك توجهاً نحو المحاصيل العطرية نتيجة ارتفاع أسعارها فالطن الواحد من الكمون تصل قيمته المالية إلى 3000$.
كما إن المساحات المزروعة بالمحاصيل العطرية في الجزيرة هذا العام تجاوزت مساحات العام الماضي بفارق 16 ألف هكتار، ووصلت إلى 21 ألف هكتار.
والإقبال على زراعة المحاصيل العطرية من كمون وكزبرة وحبة سوداء جاء نتيجة الأمطار القليلة الاخيرة التي شهدتها المنطقة.
ووفق مديرة الزراعة الحكومية في الحسكة توزّعت أغلب هذه المساحات المزروعة في جنوبي الحسكة.