آراء

زواج القاصرات

المحامي : أحمد رستم

في البداية يجب تصنيف الأعمار : فبالنسبة للذكر حتى عمر الخامسة عشر سنة يعتبر طفلاً والأنثى حتى تبلغ من العمر الثالثة عشرة سنة تعتبر طفلة.

أما سن البلوغ فبالنسبة للذكر البلوغ الشرعي من سن ( 15حتى 17 ) ويعتبر قاصر
أما بالنسبة للأنثى فالبلوغ الشرعي يبدأ من السن ( 13حتى 17 ) وتعتبر قاصرة

1- تعريف الزواج المبكر : هو زواج الأولاد القاصرين قبل بلوغ سن الرشد وسواءً كان ذكرأً أم أنثى ويعتبر الشخص راشداً بعد أن يبلغ من العمر ( 18) سنة للجنسين
2- سلبيات الزواج المبكر :
– من سلبيات الزواج المبكر عدم الاكتمال الفيزيولوجي للجنسين
– عدم القدرة على الاختيار الصحيح للطرف الآخر
– وعدم استيعابهم لمستلزمات الحياة الزوجية والتمييز بين الحقوق والواجبات
– عدم القدرة على تربية الأطفال بالشكل الصحيح
– والقاصر/ة إذا تزوّج/ت يصعب عليه إكمال تحصيله العلمي فيتخلّف عن التوعية والتفاهم ، وهذا يؤدّي إلى نشوء عائلة ناقصة التعليم ( أمية / بدون تعميم /) فينعكس ذلك سلباً على تربية الأطفال ( مع احترامنا الشديد للأمهات الأميات)

3- أسباب الزواج المبكر : هناك أسباب مادية وأسباب معنوية
الأسباب المادية : هو عدم قدرة الأسرة الإنفاق على الأولاد حتى يحصلوا على التعليم الأساسي والثانوي والجامعات وهذا يعني بسبب الفقر والحاجة .
الأسباب المعنوية والدينية : تنطبق على زواج البنات والذكور لإبعاد الأولاد عن الخطيئة دون النظر إلى مستقبلهم.

ويجب التوضيح بخصوص قانون الزواج المبكر المادة /18/ : هذه المادة من قانون الأحوال الشخصية وهي من أجل الإذن بالزواج من قبل القاضي والعقد الجاري خارج نطاق المحكمة صحيح بعد البلوغ الشرعي وذلك بحضور الولي .

_ نص المادة /18/ حول زواج القاصرات وهو :
(( 1- إذا ادّعى المراهق البلوغ بعد إكماله السن ( 15 ) سنة أو المراهقة البلوغ بعد إكمالها 13 سنة وطلباً الزواج … فيأذن لهما القاضي إذا تبيّن له صدق دعواهما واحتمال جسميهما . 2- إذا كان الولي الأب أو الجدّ موافقاً على ذلك ))

دون أن ينظر المشرع إلى ما يخلفه هذا الزواج من أضرار كبيرة على الفتيات اللواتي لم يجتزن مرحلة من تقلبات نفسية وفيزيولوجية.

وهنا نسأل :هل هذه الطفلة تستطيع تحمّل أعباء الزواج ومسؤولياته ؟

وهل تستطيع أن تربّي الجيل وهل الزواج هو فقط مسألة فيزيولوجية حتى يكون الشرط هو اكتمال الجسم ؟

5- أسباب انتشار هذه الظاهرة : بالنسبة للسوريين إنّ هذه الظاهرة كانت موجودة بالبلد في السابق ولكن الثورة السورية الحالية جعلت لدى الآباء التخوف أكثر من المصير المجهول لبناتهم فكان الزواج المبكر حتى يخفّف عنه الأعباء المادية والمعنوية في حال الهجرة بهذه الظروف.

6- نتائج الزواج المبكر وخاصةً على المجتمع :
من نتائج الزواج المبكر هو تكوين عائلة وزواج غير متكافئ بين الزوج والزوجة القاصر من حيث العمر ومستوى التعليم والنقص في الوعي ، وهذا يؤدّي إلى عدم وجود انسجام بين الطرفين واستمرار الخلافات لعدم نضوج العقل عند القاصر وكلّ هذا بالنتيجة يؤدّي إلى الطلاق وتشرد الأطفال أي انفكاك العائلة وذلك أيضاً يؤثّر سلباً على الشارع فنكون بذلك خسرنا الفرد والمجتمع معاً.

7- مَن المسؤول عن هذه الظاهرة :
نرى أنّ المسؤول الأول عن هذه الظاهرة هي مؤسسات الدولة؛ لأنها لم تعمل على نشر ثقافة الحدّ من الزواج المبكر في المدارس
وكان على المحاكم الشرعية أن تمنع زواج القاصر إن كان ذكراً أم أنثى ووضع غرامات مالية على مرتكبي هذه الظاهرة.

ولكنّ النظام السوري أهمل المواطن حتى يبقى في جهلٍ وتخلفٍ ليكون مشغولاً بمأساته العائلية وينسى المطالبة بحقوقه الأخرى المغتصَبة من النظام .
ونحن نطالب المؤسسات الإعلامية والتعليمية في المستقبل بتوعية وتوجيه المواطنين لنبذ هذه الظاهرة وتدريس مادة خاصة لذلك في مرحلة الدراسة الأعدادية والثانوية للحدّ من ظاهرة الزواج المبكر وبيان نتائجها السلبية على الفرد والمجتمع.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى