شاهين أحمد: التصريحات التركية ليست جديدة.. بل مكملة لمسار آستانا – سوتشي
Yekiti Media
تصدّرت التصريحات التركية الأخيرة، بخصوص المصالحة بين النظام والمعارضة ، المشهد السياسي ؛ والتي جاءت على لسان وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو، وشهدت ردّات فعل غاضبة من الشارع السوري في المناطق الخاضعة للنفوذ التركي ، فخرجت المظاهرات المندّدة بتلك التصريحات.
فــي المقابل، تناولت صحيفة الشرق الأوسط من مصادرها، الشروط بين أنقرة ودمشق، والخطة الروسية، في تقلب للوضع السياسي الإقليمي بالشأن السوري.
الموقف التركي الجديد كان محطّ أنظار المتابعين للشأن السوري عامةً، يكيتي ميديا حاورت عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكُـردستاني- سوريا، شاهين أحمد، حول استخدام تركيا ورقة ضغط بديلة ، بعد عدم منحها الضوء الأخضر للتدخل العسكري ؟ أم أنها حسمت أمرها ضمن حلف أستانة لإيجاد حلٍّ للوضع السوري بطريقتهم؟ … ليتحدّث قائلاً: بدايةً من الأهمية أن يعلم الجميع بأنّ ما صدر من تصريحاتٍ من جانب القيادة التركية لا يعني أنّ هناك جديد أو مفاجئ لمن يدرك أهمية المصالح ودورها، لأنّ ذلك يأتي مكملاً لمسار أستانا – سوتشي، والمؤشرات تدلّ على أنّ العلاقات بين الحكومة التركية ونظام الأسد ستشهد تغييراً كبيراً ، خلال المرحلة المقبلة، وأنها ستخرج من حقول التنسيق الأمني إلى حقول العلاقات السياسية العلنية ( إذا لم تعرقلها أمريكا) وهذا شيء طبيعي في السياسة وعالم المصالح .
وزاد: بدون أدنى شك أنّ ما قدمته تركيا للسوريين في الجانب الإغاثي والإنساني وفي مرحلة صعبة جداً لم تقدّمه – باستثناء إقليم كُـردستان العراق – أي دولة عربية أو غير عربية. لكن هذا لا يعني أن ننظر لتركيا كأنها جمعية خيرية وجدت لخدمة السوريين، لأنها دولة إقليمية كبيرة تحتلّ موقعاً جيو- سياسياً مهماً جداً ومازالت تحظى بأهميةٍ كبيرة في الصراعات بين الشرق والغرب، ولها مصالح كبيرة ومتداخلة مع الجميع ولها هواجسها وأهدافها ومطامعها كأي دولة.
وأضاف: من البديهي أنها سوف تتمسّك وتفضّل مصالحها على أي ملف آخر، فقط البسطاء مندهشون من التصريحات الأخيرة للقيادة التركية بخصوص التقارب مع النظام السوري، وهنا نسأل الأخوة في منصات المعارضة السورية المختلفة، ماذا كان يجري في أستانا طوال سنوات، حيث المصالحات التي سلّمت بموجبها غوطتي دمشق ونصف العاصمة وحمص وحلب وشمال حمص وشمال حماه وغرب حلب …إلخ. لماذا كل هذا الاستغراب وأنتم كمعارضة حضرتم ” جميع ” جولات أستانا – سوتشي عسكرياً وسياسياً ؟. أهو غباء سياسي أم محاولة استغباء للشارع السوري الذي دفع أثماناً غالية من دماء أبنائهم وممتلكاتهم ؟. أليس ما جري في مسار أستانا – سوتشي كان خروجاً واضحاً من المسار الأممي للعملية السياسية في جنيف والقرارات الأممية ذات الصلة وخاصة القرار 2254 ؟. القيادة التركية تخدم مصلحتها ومصالح شعبها وهذا شيء طبيعي، ما الذي يمنعكم من التمسك بثوابت الثورة ومصالح الشعب السوري؟.
وحيال الموقف الأمريكي مما يجري في المنطقة، وأين تقف واشنطن بعد تجاهل الاهتمام بالوضع السوري وأرجحية أستانة ميدانياً على جنيف الأممي ؟، قال شاهين: أما ما يتعلّق بأمريكا وموقفها بشكلٍ عام من ما يجري، بتقديري الموقف الأمريكي واضح تماماً لكلّ متابعٍ لـ سياساتها في المنطقة، لأنّ السياسة الأمريكية في جوهرها تعتمد على افتعال الأزمات وإطالة أمدها وتوسيع دائرتها ،وليس إيجاد حلول حقيقية مستدامة لها، وبالتالي أمريكا تتدخّل فقط عندما ترى أنّ الأمور تسير باتجاه الحسم لصالح جهةٍ بصرف النظر عن ماهية مشروعها . بمعنى أوضح أمريكا ضد الاستقرار .