تفاقم أزمة المياه في مدينة الحسكة
لليوم الخمسين على التوالي، تعيش مدينة الحسكة من دون مياه الشرب (الواردة من محطة ضخ علوك، بريف سري كانييه الخاضعة لسيطرة الجيش التركي والفصائل المسلحة الموالية له).
تتعدّد أسباب توقّف الضخ الوارد من محطة علوك، كتعديات الفصائل المسلحة على المحطة وخط الكهرباء المغذّي لها، وقطع الكهرباء عن المنطقة من قبل إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي PYD, والتعديات على طول الخط الواصل من المحطة إلى منطقة السد بريف الحسكة الغربي.
المواطن محمود ياسين قال ليكيتي ميديا “نعاني من عدم توفر مياه الشرب منذ أكثر من شهر ونصف، ما يدفعنا إلى شراء ماء الشرب (البقين) وشراء ماء الغسيل من الصهاريج”.
كما أوضح “أنّ الصهاريج رفعت سعر خزان الماء 5 برميل إلى 10 آلاف ليرة سورية، وهذا يكلّفنا كثيراً حيث نشتري ماء الشرب بسعرٍ عال أيضاً، وكلّ ذلك دون أن تحرّك السلطات المعنيّة ساكناً للحدّ من الاستغلال”.
واختتم ياسين بالقول “ماء الآبار في الحسكة رغم عدم صلاحيته في الشرب إلا أنها كانت توفّر الماء المستخدم للغسيل، ولكن أغلب آبار مدينة الحسكة نشفت بسبب موجة الجفاف التي ضربت المنطقة”.
يتعرّض خط نقل الماء من محطة علوك إلى منطقة السد بريف الحسكة إلى الكثير من التعديات
مصدر خاص أكّد لموقعنا “أنّ كوادر حزب العمال الكُردستاني بنوا العشرات من المزارع الخاصة في مختلف أرياف الحسكة، ويقوم الكوادر الذين يملكون مزارع بالقرب من خط علوك بالتعدي على الخط لتغذية مزارعهم بالماء لاستخدامه في سقاية الشجر، وما زُرِع في تلك المزارع”.
كما أضاف المصدر، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، “التعديات أغلبها تكون بدون سكر (أي يتدفّق منها الماء بشكلٍ مستمر)، وعددها كثير ما يقلّل من وصول الوارد إلى مدينة الحسكة في حال وجود ضخ”.
وأشار إلى “أنّ التعديات موجودة من قبل العديد من المزارعين أيضاً”, مختتماً بالقول “كلّ ذلك بدون أي تدخل من قبل إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي PYD”.
عدم وجود حلول بديلة من قبل إدارة PYD
قال الناشط ريدي أوسو ليكيتي ميديا “إنّ إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي PYD, التابعة لحزب العمال الكُردستاني PKK, تعيش على الأزمات وخلق الأزمات، ولا نراها تقوم بحل أزمة واحدة”.
كما أضاف أوسو “تعاني مدينة الحسكة من أزمة مياه الشرب منذ سنين ومع ذلك لا تقوم الإدارة المذكورة بأي حلول بديلة، أو حفر آبارٍ في مناطق أخرى بريف الحسكة”.
وأشار إلى “أنّ الإدارة قامت بمشروع حفر آبار في منطقة (حمة) على طريق الدرباسيّة بريف الحسكة الغربي، والذي كلّف مبالغ خياليّة، ليتضح فيما بعد إنّه كان مشروع لسرقة الأموال من قبل البلديّة ومتعهدي المشروع”.
وتابع أوسو “تتحجّج الإدارة المذكورة بالفصائل المسلحة بأنها تتسبّب بقطع الماء، ولكن ماذا عن باقي الأزمات؟ ماذا عن أزمة الخبز، المازوت، البنزين، الغاز المنزلي، الكهرباء، غلاء الأسعار، وغيرها، هل هذه أيضاً تتسبّب بها الفصائل المسلحة؟”.
وقال الناشط ريدي أوسو “نرى في الفترة الأخيرة إدارة PYD, تقوم بفرض إتاوات ماليّة لدعم حزب العمال الكُردستاني، بشكلٍ علني”,
واختتم حديثه بالقول “هذه الإدارة التابعة للعمال الكُردستاني لا نراها تقدّم أي خدمة للمواطنين والمجتمع باستثناء السرقة، النهب، الإتاوات، الضرائب، وكلّ ذلك على مرآى الجانب الأمريكي والتحالف الدولي”.
وتعاني مدينة الحسكة بكُردستان سوريا من فقدان مياه الشرب بشكلٍ متكرّر منذ سيطرة القوات التركيّة والفصائل الموالية لها، على منطقة سري كانييه وريفها، دون وضع حلولٍ بديلة من قبل إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، أو النظام السوري، أو المنظمات الإنسانيّة.