استمرار الاحتجاجات على مقتل “أميني”
تستمر الاحتجاجات المنددة بمقتل الشابة الكوردية ژينا أميني على يد قوات الشرطة ، لليوم السادس على التوالي، في مدن شرق كوردستان (كوردستان ايران) والمدن الإيرانية ومنها العاصمة طهران فيما ارتفع عدد قتلى الاحتجاجات إلى عشرة.
وانتفضت مدن شرق كوردستان وعشرات المدن الإيرانية الكبيرة مثل طهران وتبريز ومشهد وهمدان، وخرج عشرات الآلاف من الإيرانيين إلى الشوارع هاتفين ضد النظام ومطالبين برحيله رغم القمع الشديد من قوات الأمن التي استخدمت الرصاص الحي والغاز لتفريق المحتجين.
وأظهرت لقطات فيديو تمّ تداولها بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي، نساء بين المحتجين خلعن الأوشحة عن رؤوسهن وعمدن إلى إلقائها في نيران أشعلت في الطريق ، بينما عمدت أخريات إلى قصّ شعورهن بشكل قصير في تحرك رمزي.
وسُمعت هتافات بين المتظاهرين في طهران “لا للحجاب، لا للعمامة، نعم للحرية والمساواة”.
وخرجت تظاهرات في مدن عدة ولا سيما في شمال إيران، ليل الأربعاء، لليلة الخامسة على التوالي، وأفاد نشطاء بوقوع اشتباكات في مدن من بينها أرورمية وسردشت ، كما أحرق المتظاهرون الإيرانيون أكبر صورة للمرشد الإيراني علي خامنئي في إيران، بالإضافة إلى إحراق العلم الإيراني، وسط ترديد هتافات وشعارات مناهضة للنظام.
وبدأت احتجاجات أمس الأربعاء بمظاهرات في الجامعات الإيرانية، مثل جامعة “الزهراء” في طهران، وجامعة “تبريز” شمالي البلاد ، كما احرق متظاهرون بنكاً في تبريز.
في الاطار، أفادت وكالة “مهر” للأنباء، أنه ولأول مرة تم استخدام قوات الوحدة النسائية الخاصة لقمع المتظاهرين في الاحتجاجات الحالية.
وبدا لافتا أن أغلب الشعارات التي استخدمها المتظاهرون كانت تنادي بـ”سقوط الديكتاتور” و”الموت للديكتاتور” في إشارة إلى المرشد الأعلى ، فيما قام بعض المتظاهرين بإحراق صوره.
وشهدت أغلب المدن مصادمات واسعة مع قوات الأمن، وقام المتظاهرون بحرق عدة حافلات تابعة للشرطة، وسيارات إسعاف كانت تستخدمها قوات الأمن في تنقلاتها للتخفي وسط المتظاهرين، أو ترحيل المعتقلين لمراكز الاعتقال.
كما أظهرت الفيديوهات هروب قوات الأمن من عدة أماكن بعد رشقها بالحجارة من قبل المتظاهرين، فيما قام المحتجون في مدينة “آمل” شمالي إيران، بإشعال النار في مبنى قائمقامية المدينة.
وحسب المعلومات الواردة من إيران فإن خدمة الإنترنت تواجه ضعفا شديدا أو انقطاعا تاما في معظم المدن والمحافظات الإيرانية التي تشهد احتجاجات عارمة منذ 5 أيام، فيما أفاد نشطاء بوقف تطبيق “إنستغرام” عن العمل في إيران، وهو التطبيق الوحيد الذي تسمح به السلطات الإيرانية.
وكانت منظمات حقوق الإنسان قد اكدت في وقت سابق، سقوط نحو 20 قتيلاً من المتظاهرين على الأقل نتيجة اعتداء قوات الأمن واستخدامها الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي لتفريق المتظاهرين فيما اعداد الجرحى تجاوزت الثلاثمئة.
منظمة “هنگاو” لحقوق الإنسان التي ترصد انتهاكات حقوق الانسان في شرقي كوردستان ، قالت إن نحو 20 متظاهرا كورديا قتلوا حتى الآن في اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن في جميع ومدن شرقي كوردستان.
وقالت المنظمة في ساعة متأخرة من مساء امس الأربعاء إن 3 متظاهرين قتلوا في مدينة شنو الكوردية (أشنوية) بعد أن فتحت قوات الأمن الإيرانية النار على حشد من المحتجين.
كما أصيب في شنو 43 شخصا ، قال شهود عيان إن 18 منهم في حالة حرجة. ومن بين الضحايا نساء وشبان.
كما أشارت المنظمة الحقوقية إلى أنها تعرفت على هوية 15 شخصًا قُتلوا في الحملة القمعية ، لكن الوصول إلى مصادر موثوقة للحصول على التحديثات مقيد الآن حيث أن الإنترنت مقيد على نطاق واسع من قبل الحكومة الإيرانية الآن في المدن الكردية.
وانفجر الغضب الشعبي في الشارع منذ أن أعلنت السلطات، الجمعة، وفاة الشابة الكوردية ژينا (مهسا) اميني البالغة من العمر 22 عاما وهي من مدينة سَقز بشرقي كوردستان ( شمال غرب إيران) والتي كانت أوقفت في 13 أيلول/سبتمبر في طهران بحجة ارتداء “ملابس غير محتشمة”.
واكد ناشطون وعائلتها ، انها تعرّضت لضربة على الرأس أثناء احتجازها دخلت على اثرها في غيبوبة لتتوفى الجمعة الماضية .
باسنيوز