أخبار - سوريا

الديمقراطيون والجمهوريون يحشدون الدعم للانتخابات النصفية واستطلاع: تراجع شعبية بايدن

أظهر استطلاع للرأي أجرته “رويترز/ إبسوس” تراجع شعبية الرئيس الأميركي جو بايدن إلى 39 في المئة، مما يعزز توقعات المراقبين المستقلين لانتخابات التجديد النصفي للكونغرس بأن الحزب الديمقراطي في طريقه لأن يتكبد خسائر في انتخابات الثلاثاء الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني).

وأظهر استطلاع الرأي الذي أجري على مدار يومين أن تأييد الأميركيين لأداء بايدن تراجع نقطة واحدة ليقترب من أدنى مستوى وصل إليه خلال ولايته. ويعزز تراجع شعبية بايدن التوقعات بأن يفوز الجمهوريون بالسيطرة على مجلس النواب، ومن المحتمل أيضاً مجلس الشيوخ.

وتوقع مركز السياسات بجامعة فيرجينيا أن يفوز الجمهوريون بسهولة بالأغلبية في مجلس النواب ويحصلوا على 24 مقعداً، بينما يحققون أغلبية ضئيلة في مجلس الشيوخ. والسيطرة على مجلس واحد من مجلسي الكونغرس كفيلة بأن تمنح الجمهوريين السلطة لتعطيل جدول أعمال بايدن التشريعي.

الدعم الغربي لأوكرانيا

ويدخل سباق انتخابات التجديد النصفي مرحلته الأخيرة مع انتهاء الحملات، الإثنين، عشية استحقاق يمكن أن يغرق العهد الرئاسي لجو بايدن، وأن يضعف الدعم الغربي لأوكرانيا، وحتى أن يفتح المجال أمام احتمال عودة الرئيس السابق دونالد ترمب إلى السلطة.

وأدلى نحو 40 مليون أميركي بشكل مبكر بأصواتهم، علماً أن مراكز الاقتراع تفتح الثلاثاء.

وحذر بايدن الأميركيين من أن الديمقراطية على المحك في انتخابات التجديد النصفي، و”هذه فرصتكم للدفاع عنها”.

وقال بايدن أمام حشد من أنصار الحزب الديمقراطي في مهرجان انتخابي، الإثنين، في بوي بولاية ماريلاند “نستشعر في داخلنا أن ديمقراطيتنا في خطر، ونعلم أن هذه اللحظة هي فرصتكم للدفاع عنها”، مضيفاً “سنحقق ذلك”.

وفي خطوة لافتة، دعا المالك الجديد لـ”تويتر” الملياردير إيلون ماسك، الإثنين، الناخبين في الولايات المتحدة لدعم المرشحين الجمهوريين.

وقال ماسك الذي يحظى بـ114 مليون متابع على “تويتر” في تغريدة، “يعد تشارك السلطة من أسوأ التجاوزات التي يمكن أن تصدر عن الحزبين، لذا أوصي بالتصويت لكونغرس جمهوري على اعتبار أن الرئيس ديمقراطي”.

في الأثناء، أقر رجال الأعمال الروسي يفغيني بريغوجين بأن روسيا تسعى للتأثير على النتائج. وقال بريغوجين، “لقد تدخلنا، نقوم بذلك وسنواصل القيام بذلك. بحذر ودقة، بطريقة موضعية، بطريقة خاصة بنا”.

ويخضع بريغوجين لعقوبات أميركية وأوروبية، وهو متهم منذ سنوات عدة بالتدخل في الانتخابات الأميركية، لا سيما الانتخابات الرئاسية عام 2016 التي أوصلت ترمب إلى السلطة. وفي تصريحات له حذر بايدن من أن الديمقراطية الأميركية على المحك.

في المقابل، يشارك الملياردير الجمهوري في اجتماع في أوهايو، وهي ولاية صناعية.

وتظهر استطلاعات الرأي أن الجمهوريين يتجهون لحصد الغالبية في مجلس النواب، مع تطلع الحزب الذي يميل بشكل متزايد نحو اليمين المتطرف إلى عرقلة مشاريع بايدن بتحقيقات مكثفة ومعارضة لمشاريعه الإنفاقية.

عزل بايدن

ولم يستبعد الجمهوري كيفن مكارثي الذي من المرجح أن يتولى رئاسة مجلس النواب إطلاق إجراءات لعزل بايدن.

وقال مكارثي في تصريح لشبكة “سي أن أن” الإخبارية الأميركية، “لن نستغل أبداً تدابير العزل لأغراض سياسية”، لكنه استدرك، “لا يعني ذلك أن هذا التدبير لن يتم اللجوء إليه في حال استدعت الأمور ذلك”، لكن السؤال يحوم حول مصير الأغلبية في مجلس الشيوخ في حين يعول بايدن على بقائها بيد الديمقراطيين للاحتفاظ بقدرة على مقارعة الجمهوريين. ومن شأن سيطرة الجمهوريين على الكونغرس بمجلسيه أن تسقط الأجندة التشريعية للرئيس الديمقراطي.

وفي هذه الحال ستطرح تساؤلات حول كل المسائل من سياسات أزمة المناخ التي سيعرضها بايدن في مؤتمر الأطراف “كوب27” المنعقد في مصر هذا الأسبوع، وصولاً إلى ملف أوكرانيا، حيث لا يبدي الجمهوريون حماسة للإبقاء على الوتيرة نفسها للمساعدات المالية والعسكرية.

وفي حين أصر مكارثي على دعمه النضال الأوكراني قال في تصريح لـ”سي أن أن” إنه لن يكون هناك أي “صك على بياض” على هذا الصعيد، في استعادة لموقف الجناح اليميني المتطرف المؤيد لترمب في حزبه.

ومن شأن المسار الذي ستسلكه الأمور، الثلاثاء، أن يحدد ما إذا الرئيس الذي يبلغ هذا الشهر الـ80، وهو الأكبر سناً في المنصب في بلاده، سيترشح لولاية ثانية أو سيعلن عزوفه عن ذلك، مما سيغرق حزبه في ضبابية جديدة.

وتدور المنافسة حول جميع مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 435 مقعداً، وثلث مقاعد مجلس الشيوخ البالغ عددها الإجمالي 100 مقعد وعدد من المناصب الحكومية.

موجة جمهورية متوقعة

في هذه الأثناء، منح المرشحون الديمقراطيون دفعاً قوياً خلال الحملة الانتخابية من قبل السياسيين الأكثر شعبية في الحزب، بمن فيهم الرئيسان السابقان باراك أوباما وبيل كلينتون في مسعى إلى تفادي “موجة” جمهورية متوقعة، لكن شعبية الحزب الديمقراطي تشهد تراجعاً منذ الصيف، مع تركيز الجمهوريين في حملاتهم على التضخم المتسارع والجرائم والهجرة غير النظامية، وهي ملفات تثقل كاهل الإدارة الديمقراطية.

وقال الحاكم الجمهوري لفيرجينيا غلين يونغكين، “سيكون ذلك جرس إنذار للرئيس بايدن”. ويونغكين من الشخصيات الصاعدة في الحزب الجمهوري ومن المطروحة أسماؤهم للرئاسة في عام 2024.

وعلى رغم أن السباق في مجلس الشيوخ يبدو محتدماً، فإن الديمقراطيين يأملون الاحتفاظ بغالبيتهم الضئيلة في هذا المجلس بفضل نائبة الرئيس كامالا هاريس، صاحبة الصوت المرجح.

وقال ديف واسرمان الكاتب في نشرة “كوك بوليتياكل ريبورت” إن المرشحين الجمهوريين يتمتعون بأفضلية ضئيلة لدى الناخبين الذين لم يحسموا بعد قرارهم.

وقال واسرمان في تصريح لشبكة “أم أس أن بي سي” إن الجمهوريين قد يكسبون ما بين 15 و25 مقعداً في مجلس النواب، كما قد يكسبون المقعد الذي يمنحهم الغالبية المطلقة في مجلس الشيوخ.

تراجع نسبة تأييد بايدن

وتفيد الاستطلاعات بأن التنافس سيكون محتدماً في ولايات بنسلفانيا ونيفادا وأريزونا وجورجيا وويسكونسن ونيوهامشر وأوهايو. وأي من هذه الولايات قادر على قلب ميزان القوى.

وخلال الحملة الانتخابية ركز الديمقراطيون على حقوق التصويت والحق في الإجهاض والرفاهية وعلى التهديد الذي يمثله الدعم المتزايد بين الجمهوريين المؤيدين لترمب لنظرية المؤامرة السياسية.

في المقابل، ركز الجمهوريون في حملاتهم على أن التصويت للديمقراطيين يعني أنه لن تكون هناك نهاية للتضخم المرتفع وتصاعد جرائم العنف، وذلك في إطار سعيهم إلى جعل الانتخابات النصفية استفتاءً على الرئيس.

ومع تراجع نسبة تأييد الرئيس إلى نحو 42 في المئة تجنب بايدن المشاركة في حملات انتخابية في الولايات، حيث المنافسة محتدمة.

اندبندنت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى