الليرة السورية تتعافى جزئياً بعد تدخل المصرف المركزي
تستمر الليرة السورية بمتوالية تعافيها منذ أربعة أيام، لتتحسن بنحو ألف ليرة للدولار الواحد خلال أسبوع، لتسجل اليوم الثلاثاء نحو 6300 ليرة للدولار بعدما سجلت نهاية العام 2022 نحو 7200 ليرة مقابل الدولار.
ويرى الاقتصادي السوري عماد الدين المصبح أن “التدخل المباشر هو السبب، حيث قام المصرف المركزي السوري ببيع الدولار بالسوق مباشرة من خلال شركات الصرافة الأربع التي تتعامل مع النظام”، مضيفا أن “ذلك أدى إلى كسر تدريجي لسعر الدولار خلال الأيام الأخيرة” .
دور حزب الله اللبناني
وأضاف المصبح متحدثاً لـ”العربي الجديد”، أن “كمية معروض الليرة السورية تراجعت كثيراً بالسوق عبر طريقين، الأول سحب بعضها جراء ضخ المصرف المركزي، والثاني تصدير قسم كبير من الليرات السورية إلى لبنان، وعودتها دولارات بالتعاون مع حزب الله”.
واعتبر المصبح أن “تحسن الليرة بمثابة فورة مؤقتة ارتبطت بالعرض والطلب وتزامنت مع إجراءات أمنية وتخفيض المصرف المركزي سعر الليرة من خلال رفع سعر الدولار بالنشرة الرسمية”.
وكان مصدر مالي لبناني رفيع المستوى قد أكد أنه جرى ضخ مليار دولار إلى سورية من لبنان خلال الأيام الماضية، بعد سحب الصرافين الدولارات من الضاحية الجنوبية في بيروت وشتورا والمصنع بـ”حماية حزبية”، في إشارة إلى “حزب الله”.
وبيّن المصدر لموقع “ليبانون أون”، اليوم، أن الصرافين يأتون من سورية إلى لبنان ومعهم العملة السورية بكميات ضخمة، ويشترون بها الدولار، وأن الصرافين في لبنان بدورهم يبيعون الليرات السورية إلى تجار لبنانيين كبار يشترون بها البضائع من سورية، رغم انهيار العملة السورية.
ويرجّح الاقتصادي السوري عبد الناصر الجاسم “تدخل حزب الله لدعم الليرة”، معتبراً أن الأمر “تجارة رابحة ومضاربة مضمونة النتائج، لكن تأثير الجرعة اللبنانية مؤقت، لأن السوق السورية ستلتهم المليار دولار خلال أيام لحاجة التجار للدولار لتسديد ثمن المستوردات”.
حلول مؤقتة
ويضيف الجاسم أن تدخل مصرف سورية المركزي أو ضخ دولار من لبنان “حلول ترقيعية، فالحل يبدأ من الاقتصاد الحقيقي الإنتاجي وتفعيل التصدير، لأن عوامل استنزاف العملة الصعبة مستمرة، سواء للتجار أو المهاجرين أو حتى المكتنزين الذين فقدوا ثقتهم بالليرة السورية”.
وحول دور الإجراءات التي قام بها المصرف المركزي أمس، يشير الاقتصادي السوري إلى أن تقريب سعر الدولار رسمياً من سعر السوق إجراءات مهمة لكنها متأخرة، كما أن السعر لم يزل بعيداً عن السعر الحقيقي، الأمر الذي سينعكس على ضياع التحويلات الدولارية وذهابها إلى الأسواق المجاورة لتعود بالليرة السورية، فتزيد العرض وتعيد كرة التضخم للتدحرج.
ورفع مصرف سورية المركزي، أمس، سعر صرف الدولار الرسمي في نشرات المصارف والصرافة، والبدل العسكري، وسعر الحوالات، ليبلغ سعر صرف الدولار الرسمي 3000 ليرة سورية بدلًا من 2500 ليرة سورية.
وحدد المصرف المركزي سعر الصرف الخاص بالمصارف والصرافة بـ4522 ليرة سورية، بدلًا من 3015 ليرة، والبدل العسكري إلى 4500 ليرة بدلاً من 2800 ليرة للدولار الواحد.
وسبق أن قام المصرف المركزي في سبتمبر/أيلول الماضي، بتخفيض سعر الصرف الرسمي إلى 3015 ليرة لكل دولار واحد من 2814 ليرة سابقا، بتراجع 7 بالمئة من قيمتها.
وخسرت الليرة السورية خلال عام 2022 نحو 50% من قيمتها في تعاملات السوق الموازي، إذ سجلت في مطلع العام الماضي نحو 3500 ليرة للدولار الواحد وأقفلت على نحو 7 آلاف ليرة، قبل أن تبدأ بالتحسن خلال الأيام الثلاثة الفائتة وتسجل 6300 ليرة مقابل الدولار ظهر اليوم.
العربي الجديد