من تاريخ الصحافة الكُردية (الحلقة الثالثة) – جريدة سربستي
أدهم شيخو
هذه الجريدة هي الجريدة الثالثة في تاريخ الصحافة الكُردية وهي تأتي بعد جريدة ( كردستان وأوميد ) من خلال التسلسل الزمني، ولكنّ هذه الجريدة تتميّز عن سابقتها بأنها صدرت في إستنبول وكانت جريدة يومية وباللغة التركية والجريدة كانت تحمل الهمّ الكُردي بالدرجة الأولى، وتُعتبر هذه الجريدة هي الأطول عمراً مقارنةً مع الصحف الكُردية لتلك المرحلة، حيث صدرت منها 770 عدداً واستمرّت في الصدور لمدة 12 سنة وقد صدر العدد الأول بتاريخ 16 تشرين الثاني 1908 وتوقّفت عن الصدور سنة 1920.
وقد أصدرها الشخصية الكُردية – مولان رفعت زاده – وهو مناضل عتيق في سبيل الحرية، وقبل البحث في الجريدة ومضامينها وأهدافها وماذا كانت تنشر، فواجب علينا أن نسلّط الضوء قليلاً على حياة صاحب الجريدة السيد: مولان رفعت زاده. فمن هو؟
-ولد سنة 1869 في إستنبول
-أصله من مدينة السليمانية وهو ينتمي إلى إحدى الأسر الكُردية العريقة في السليمانية.
-والده هو الكاتب ( عبد الرحمن ناجم ) وجده هو – محمد بك –
– درس الحقوق في استنبول ونال شهادتها
– عمل فترة في قلم المطبوعات الأجنبية في إستنبول
– عمل فترة مدير سجن مدينة – سينوب –
– سنة 1895 تمّ إعتقاله وهو كان مديراً لسجن سينوب
– خرج من السجن وتمّ نفيه إلى مدينة قيصرية وبقي في المنفى حتى سنة 1905
– سنة 1905 تمّ نفيه من مدينة قيصرية التركية إلى مدينة صنعاء اليمنية.
– سنة 1908 وبعد إعلان المشروطية والعفو العام عاد من المنفى اليمني إلى استنبول.
– عندما وصل إلى إستنبول انخرط في جمعية – التضحية الشعبية – وترأس إصدار جريدة الجمعية واسمها – الحقوق العام – وأصدر منها 60 عدداً.
– سنة 1908 أصدر جريدة سربستي في إستنبول
– سنة 1909 تمّ نفيه إلى مصر ومن مصر سافر إلى اليونان ومن اليونان سافر إلى باريس وفي باريس يلتقي بالدبلوماسي الكُردي – شريف باشا – وينضمّ إلى – حزب الإصلاحات الأساسية والذي يترأّسه شريف باشا.
– وفي باريس بدأ بإصدار جريدة سربستي وبشكلٍ أسبوعي وأصدر في باريس 13 عدداً وبدعمٍ مادي من شريف باشا.
– من باريس عاد إلى مصر وفي مصر التقى مع خديوي مصر ونشر في مصر 7 أعداد من جريدة سربستي.
– سنة 1911 سافر من مصر إلى اليونان وفي أثينا أصدر جريدة / الفاروق والجهاد/
– سنة 1912 ونتيجة عفو عام رجع إلى استنبول وبدأ بنشر جريدة سربستي مرة أخرى
– سنة 1913 تزوّج من الصحفية والرائدة النسائية – نورية علوي – وكانت تترأس جمعية الدفاع عن حقوق المرأة وكذلك كانت تصدر جريدة نسائية بعنوان – عالم المرأة –
-سنة 1918 أسّس مع أمين عالي بدرخان حزب الشعب الراديكالي، وأصبح هو رئيس الحزب وقد ضمّ الحزب شخصيات كُردية مشهورة. وفي نفس العام أصدر جريدة – ثورة الإنسانية – والتي كانت ناطقة باسم الحزب
– سنة 1922 تمّ نفيه إلى حلب.
– كان من المؤسسين لجمعية خويبون
– توفّي في مدينة حلب بتاريخ 8 أيلول سنة 1930. عليه رحمة الله تعالى.
لقد تعرّضت جريدة سربستي لمضايقات كبيرة واعتباراً من العدد الثالث أصبحت الدعاوي ترفع بمواجهة مولان رفعت زاده من السجن إلى النفي. وعندما نتصفّح جريدة سربستي. نجد بأنّ الصفحة الأخيرة من الجريدة مخصّصة لرسائل القرّاء، وهنالك أبواب ثابتة في الجريدة ( الأخبار الداخلية – الأخبار الخارجية ) ومعظم مواد الجريدة هي مواد سياسية، ونصادف أسماء كثيرة كتبت في هذه الجريدة مثل / صفدر بدرخان – جلادت بدرخان – كامران بدرخان – عبد الرحيم رحمي هكاري – الشاعر بيرەميرد ……. الخ /
وهنالك مئات المقالات عن الكُرد وكُردستان ونذكر بعضها:
-حول الأكراد / كامران بدرخان /
– كُردستان / كامران بدرخان /
– الكُرد وسياسة الإتحاد / جلادت بدرخان /
– الأوضاع الفكرية في كُردستان / كامران بدرخان /
– الكُرد وكُردستان / جلادت بدرخان /
– الكُرد وكُردستان / عبد الرحيم رحمي هكاري /
– اللغة الكُردية / كامران بدرخان /
– أمل الكُرد / كامران بدرخان /
– الأدب الكُردي مم وزين / جلادت بدرخان /
– كُردستان العزيزة / سويركلي حلمي / ……الخ
وهنالك مئات الأخبار الهامة عن الشأن الكُردي وخاصةً موضوع تهجير الكُرد من مدنهم وقراهم إلى الأناضول.
وهنالك رسائل من القرّاء من أماكن متفرقة، فنجد رسائل من / المغرب – اليمن – بغداد – ديار بكر …..الخ .
لطيفة: في العدد الخامس من الجريدة سنة 1908 نشر جلادت بدرخان مقالة بعنوان: رسالة إلى وزير الحربية. وإذا علمنا بأنّ جلادت بدرخان من مواليد 1893 فيكون عمره 15 سنة وهو ينشر المقالات في الصحف.
إنّ سربستي كانت صوت الحرية ضد الاستبداد وضد شوفينية الاتحاد والترقي، وقد قضى صاحبه عمره في المنافي والسجون في سبيل قضية الحرية والكُرداياتي.