الحسكة عطشى.. استمرار أزمة انقطاع مياه الشرب عن المدينة
تجدّدت معاناة أكثر من مليون شخص في مدينة الحسكة وريفها في تأمين مياه الشرب مع دخول فصل الصيف بشكل فعلي، وذلك في أزمة تبرز كل عام، دون وجود حلول فعليّة لها.
ويعاني سكان مدينة الحسكة منذ سنوات من شح المياه وانخفاض جودتها في حال توفرت، وذلك نتيجة لعدم وجود مصدر ثابت يوفر مياه الشرب.
ويعتبر المصدر الوحيد المتوفر حالياً لتغذية المدينة هو محطة مياه علوك بريف سري كانييه الشرقي المتوقفة عن العمل منذ فترة بسبب قيام إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي PYD, بقطع خط الكهرباء المغذي للمحطة والقادم من محطة السويديّة.
وبحسب تقارير لمنظمات دوليّة، تعطّلت محطة علوك منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2019، لـ 25 مرة على الأقل، والتي توفّر مياه الشرب النظيفة لحوالي مليون شخص.
وتوقفت المحطة عن العمل نهائياً منذ 23 يونيو/حزيران 2021، لعدة أسباب منها انخفاض قدرة الفنيين على الوصول لإجراء أعمال الصيانة والإصلاحات ونقص الكهرباء.
أزمة المياه هذه تتزامن مع ارتفاع كبير في درجات الحرارة وانعدام التيار الكهربائي، حيث قضى السكان عيد الأضحى بدون ماء ولا كهرباء، ويعمل السكان في تدبير أمورهم الحياتيّة بتأمين المياه من خلال صهاريج المياه التي أصبحت البديل الوحيد للمنطقة.
وقال (س.م) صاحب صهريج ماء في حديث ليكيتي ميديا: “تزداد هذه المأساة سوءاً وتفاقماً مع فصل الصيف الحار حيث يتراوح سعر الخزان الواحد من المياه 5 براميل بين 12 ألف و15 ألف ليرة سوريّة”.
كما لفت المصدر (مفضلاً عدم ذكر اسمه) إلى أنّ “الخزان الواحد بالكاد يكفي العائلة من ثلاثة إلى أربعة أيام على أقصى تقدير”.
ويبرر أصحاب الصهاريج، ارتفاع أسعار تعبئة الخزانات بعدم كفاية المحروقات المقدمة من قبل إدارة PYD, سواء مادتي المازوت أو البنزين (للصهاريج)، واضطرار السائق لشرائها من السوق السوداء بأسعار مضاعفة، وأيضاً رفع سعر المازوت المقدم لمناهل الماء من قبل الإدارة المذكورة بنسبة 450 بالمئة، وفرض ضريبة سنويّة على كل منهل.
وتلجأ العائلات إلى مصادر المياه التي من الممكن أن تكون غير آمنة أو إلى الحد من استهلاك المياه، مما قد يُسهم في زيادة الأمراض المنقولة بواسطة المياه.
من جانبها قالت الدكتورة (آ.ع) لموقعنا “ازدادت حالات التهاب الأمعاء في الفترة الأخيرة في مدينة الحسكة، والسبب في أغلب الحالات هو تناول ماء غير صالح للشرب”.
كما أضافت الدكتورة “توجد حالات وصل معها المرض إلى الجفاف الحاد مما هدد حياتها، وكانت فقيرة مادياً لا تستطيع شراء مياه معدنيّة في فترة العلاج”.
واختتمت بالقول “إنّ الوضع كارثي ولا بد من تدخل أممي في موضوع ماء الشرب في الحسكة وتل تمر وريفهما”.
بعض المواطنين لجؤوا إلى حفر الآبار السطحيّة أمام منازلهم بهدف توفير المياه المخصصة للغسيل والشطف والاستخدامات المنزليّة نتيجة عدم صلاحيتها للشرب.
حيث يبيّن المواطن محمود من أهالي حي خشمان أنّ “من لديه القدرة الماليّة لجأ إلى هذا الخيار كحل إضافي يوفر المياه غير الصالحة للشرب”.
موضحاً أنّ “ماء الآبار لا تصلح للشرب والطبخ ما يدفعنا إلى شراء ماء الشرب والطبخ من الصهاريج، أو المياه المعدنيّة بسعر مرتفع جداً في أيام أزمة الصهاريج كما هي الحال الآن”.
وتعاني مدينة الحسكة بكُردستان سوريا من فقدان مياه الشرب بشكل متكرّر منذ سيطرة القوات التركيّة والفصائل الموالية لها، على منطقة سري كانييه وريفها، دون وضع حلولٍ بديلة من قبل إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي PYD, أو النظام السوري، أو المنظمات الإنسانيّة.