الغلاء وتدهور قيمة الليرة تجبر الأهالي لشراء ألبسة البالة
Yekiti Media
أجبرت الأسعار المرتفعة للألبسة الجديدة في محلات مدينة عامودا سكانها إلى اللجوء للبدائل والتي تعرف (بالألبسة الأوربية) أو (البالة)والتي كانت نادرة نوعاً ما قبل الحرب ، إلا أنها أصبحت تشهد منذ السنوات القليلة الماضية إقبالاً لافتاً من قبل الأهالي في المدينة.
كما أنّ هذه الملابس تكون الخيار الاقتصادي الأنسب في ظلّ الوضع الراهن ،ومع اقتراب فصل الشتاء والارتفاع الجنوني لأسعار المواد بشكل عام والألبسة بشكلٍ خاص ،ما دفع بالمواطنين إلى التوجه بشكلٍ كبير نحو البحث عن حلٍّ إسعافي يغنيهم عن تلك التكاليف الباهظة لشرائها . فيلجؤون إلى شراء الألبسة المستعملة حيث يجدون فيها التوفير في المال بالإضافة إلى النوعية المقبولة من حيث الصنع .
تقول آية (25 سنة)، لـ يكيتي ميديا إنها تشتري معظم ملابسها من محلات “البالة” “لأن الوضع المعيشي لم يعد يساعد لأشتري من محلات السوق، وأغلب الفتيات هذا حالهنّ ، حيث نشتري ثلاث أو أربع قطع من محلات الألبسة المستعملة بسعر قطعة من محلات السوق ، ونحن مجبرات على ذلك؛ لأنّ أسعار الملابس غالية جداً وخاصة أنها أصبحت تُباع بالدولار
بسمة وهي صاحبة محل في عامودا، تحدّثت لموقعنا “إنّ موضة الثياب المستعملة ليست محلية بل عالمية ، وتعدّ ثقافة قديمة في البلاد لكن ليس بالنسبة إلى كلّ الناس ، فهناك أشخاص كانوا يشعرون بالخجل من شراء ألبسة البالة ، بينما الآن تبدّلت هذه النظرة عند عدد كبير من الأهالي.
وتضيف: كانت هناك فكرة خاطئة عند البعض إذ كانوا يعتقدون أنّ جميعها مستعمل وقديم ، ولكن في الحقيقة هناك نوعان من الألبسة “القديمة والجديدة أي ستوك”.
وعلى الرغم من إقبال الأهالي على شراء الألبسة الأوربية، إلا أنّ هناك مخاوف عند البعض منهم في استعمال ألبسة البالة:
قالت السيدة أم إسماعيل؛ لا أحبّذ شراء ألبسة البالة ، وخاصةً للأطفال خوفاً من انتقال الأمراض إليهم عبر هذه الملابس
المواطن ياسر ،وهو من ريف مدينة عامودا، عبّر عن استيائه من غلاء أسعار الألبسة الجديدة ، والذي أجبره، رغم عدم رغبته الشديدة، لشراء الألبسة المستعملة تخوفاً من نقلها للأمراض بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة وضعف الإمكانات إلى شراء ألبسته من البالة.
كما أنّ البالة تضمّ بضائع مختلفة مثل الملابس الرياضية والرسمية وحتى فساتين السهرة والمناسبات والأحذية والمناشف و الأغطية الشتوية والألعاب وغيرها..
من جهتها تقول السيدة مريم : نحن مجبرون أن نشتري كلّ ما نحتاج إليه من ملابس وأغطية وأحذية وحتى الأدوات المنزلية من محلات البالة لأننا لم يعد بوسعنا شرائها من محلات السوق بسبب الارتفاع الجنوني للأسعار.
ويلاقي سوق “البالة” في معظم مدن سوريا إقبالاً واسعاً منذ سنوات عدة كما أنّ عمليات البيع على البسطات في بعض الأسواق الشعبية دفعت التجار إلى توسيع هذه التجارة وإيجاد محلات مخصصة لبيع هذه الألبسة بين أحياء المدينة.