قصـة وعبـرة (( مولاي الأمير حمـاري الأبيض جاهـز فـي ساحة القصر Kerê sipî amade ye li Hewşê ))
إعداد: أحمد رستم
* قصة أمير جزيرة بوطان والفقير
– قيل أنه في أحد الأيام إنّ أمير جزيرة بوطان غيّر هيئته ؛ وخرج متنكراً ليتفقّد أمور الرعية عن قرب، فوجد في طريقه رجلاً يجرّ خلفه حماراً يحمل عنباً ، فسأله الأمير المتنكّر: إلى أين ستأخذ هذا العنب؟
الرجل الفقير : إلى أمير جزيرة بوطان.
الأمير المتنكّر : وهل الأمير بحاجة عنبك هذا ؟
الرجل الفقير : كلا . ولكنّ المواسم غير جيدة، ولا يوجد عندنا سوى هذا العنب، ونأمل أن يعطيني الأمير شيئاً من القمح لأولادي عندما أخذ له العنب،
الأمير المتنكر : وإذا لم يعطيك الأمير شيئاً .
الرجل الفقير : سأقول له إنّ أولادي أولادك ، وهم جنودك وسيحمون حدود إمارتك ، ولا يجدون ما يأكلونه ، وأنت لا ترضى بذلك
الأمير المتنكر : وإذا لم يعطيك الأمير شيئاً ،ورفض .
الرجل الفقير : سأقول إنّ المواسم غير جيدة ، وليس لنا أحد إلا الله وأنت مولانا في هذه الدنيا .
الأمير المتنكر : وإذا رفض الأمير .
الرجل الفقير: سأتوسّل إليه كثيراً حتى العبادة .
الأمير المتنكر : وإذا رفض.
الرجل الفقير : سأجعل حماري الأبيض هذا يركب أمه وسأرجع.
(( Ezê vî kerê xwe yê sipî bera ser diya mîr dim ))
فتركه الأمير.
عندما تركه الأمير عاد إلى القصر ووصل قبل الرجل الفقير ، وجلس على كرسي العرش مع حاشيته وحراسه وبعد فترة
( دخل أحد الحراس وقال للأمير: رجل فقير يريد المثول أمامك يا مولاي )
الأمير: أدخلوا الرجل الفقير.
دخل الرجل الفقير إلى الأمير، ولم يرفع رأسه ليتعرّف على الأمير ؛ لأنّ العامة ما كانوا ينظرون إلى وجه الأمير عندما يدخلون عليه .
الأمير : ماذا تريد ؟
الرجل : قد جلبت لك معي حملاً من العنب يا مولاي.
الأمير : وهل أنا بحاجة لعنبك أيها الفقير .
الرجل : مولاي تعرف أنّ المواسم غير جيدة ، ولا يوجد عندي سوى هذا العنب، ولابدّ من إطعام أولادي ، وليس لنا إلا الله وخيرك أنت يا مولاي.
الأمير : لن أعطيك شيئاً
الرجل : أتوسّل إليك يا مولاي وسأعبدك لو تكرّمت علي وعلى أولادي .
الأمير : لن أعطيك شيئاً
الفقير رفع رأسه، فتعرّف على الأمير بأنه نفس المتنكر، فقال يا مولاي إذا لم تعطيني شيئاً ؛ فإنّ حماري الأبيض جاهز ومربوط بالخارج فـ …..
(( mîrê min Kerê sipî amade ye li Hewşê … ))
الأمير ضحك وقال : لا تكملها يا رجل ، وخذ ما تريد .
أيها الحارس أعطِ الرجل ما يكفيه وأولاده من قمح وطعام
العبرة في القصة :
إنّ غالبية أخطاء وإنشقاقات بعض القيادات في الحركة السياسية الكُردية تمرّ بدون خوف أو محاسبة
فهل نرفع رؤوسنا وننظر لوجوه هؤلاء القيادات ونقول لهم : إنّ حمارنا الأبيض جاهز إذا لم تكونوا أوفياء ومخلصين لقضيتنا؟؟؟ .
والخلاصة : يجب تفعيل بند المحاسبة وتداول السلطة في جميع الأحزاب.
المقال منشور في جريدة يكيتي العدد”314″