إحصائيات جديدة تكشف ارتفاع نسبة الإصابة بمرض السرطان في الجزيرة
Yekiti Media
ارتفعت في السنوات الأخيرة نسبة المصابين بمرض السرطان في منطقة الجزيرة، ومنها المدن والبلدات بكُـردستان سوريا، ويعود سبب الارتفاع في الفترة الأخيرة، بحسب إحصائيات رسمية، إلى التكرير البدائي للنفط فــي المنطقة الخاضعة لسيطرة إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي، وانعدام الحلول لمعالجة المشكلة التي باتت تهدّد حياة المواطنين.
وأوضح طبيب مختص في طب الأورام والدم في مستشفى البيروني الجامعي بدمشق أنّ أعداد المصابين بمرض السرطان ارتفع في الأعوام الأخيرة بنسب كبيرة، وخاصةً في عام ٢٠٢٣ حيث ارتفع بنسبة تتجاوز ٦٠ بالمئة عن المصابين في ٢٠٢٢.
كما أضاف الطبيب الذي فضّل عدم ذكر اسمه، ليكيتي ميديا إنّ “حوالي ٨٥ بالمئة من المصابين الذي يراجعون مستشفى البيروني للعلاج وتلقي الجرعات هم من مناطق الجزيرة”.
وأوضح أنّ “محافظة دير الزور تأتي في المقدمة وتليها الرقة فالحسكة”.
وبيّن الطبيب لموقعنا أنّ “أكثر السرطانات المنتشرة في منطقة الجزيرة هي سرطان الدم، وسرطان الثدي لدى النساء، وبعدها تأتي سرطانات الكولون والرئة والأورام المتفرقة في باقي أنحاء الجسم، وأقلها سرطان الغدة الدرقيّة”.
وزاد الطبيب: إنّ أهم العوامل التي زادت في نسبة انتشار هذا المرض في مناطق الجزيرة هي الغازات المترافقة مع استخراج النفط، والمنبعثة عن تكرار النفط بشكلٍ بدائي، والدخان المنبعث من السيارات والمولدات التي تعمل على المحروقات غير النظاميّة والمكررة بشكلٍ بدائي، ناهيك عن العوامل الطبيعية وعوامل الوراثة في المرض”.
وأكّد في نهاية حديثه بالقول: إنّ “التكرير البدائي للنفط يجعل المواد المستخرجة تحتفظ بغازات مسرطنة، وهذه الغازات تنبعث في الجو عند احتراق تلك المواد، وكذلك المعادن الثقيلة التي تتسرّب للتربة مع عملية التكرير، مثل الزرنيخ والزئبق والرصاص والتي تنتقل للنباتات والخضروات ؛ وهكذا يصبح التلوث سبباً رئيسياً لانتشار للمرض بهذا الشكل الكبير في المنطقة”.
استخراج وتكرير النفط بطرق بدائية يساهم وبشكلٍ كبير في زيادة انتشار عدة أمراض ، وخاصةً أمراض الصدر و السرطانات والأمراض الجلدية والولادات المبكرة عند النساء الحوامل وارتفاع نسبة العقم لدى الجنسين… للمزيد أضغط (هنـــا).
من جانبٍ آخر اشتكى المواطنون بعدم تقديم الدعم من قبل المنظمات المحلية والدولية الموجودة في المنطقة؛ لتخفيف تأثير الغازات المنبثقة من تكرير النفط بطرق بدائية على البيئة، قال موظف في منظمة لموقع يكيتي والذي فضل عدم ذكر اسمه “قمنا بتقديم ملف مشروع لمنظمات مانحة في أوروبا للتخفيف من تأثير الحرّاقات على المنطقة والعمل على إيجاد بعض الحلول الممكنة.
وأضاف “بعد الحصول على موافقة المشروع من المنظمات المانحة، إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي لم تكن جدية بشكلٍ جيد للمساعدة مما أدّى لعدم تنفيذ المشروع على أرض الواقع، ورجح سبب ذلك إلى أنّ بعض المسؤولين في الإدارة ، الذين لديهم حرّاقات بدائية، والمستفيدون مادياً منها كانوا سبباً لعدم تقديم تلك الحلول لتخفيف تأثيرها على البيئة والمواطنين”.
بدوره كشف طبيب أخر يقيم في مدينة قامشلو لموقعنا عن أسباب انتشار مرض السرطان، وهي تلوث البيئة بسبب انبعاث الغازات السامة من الحرّاقات البدائية، والتلوث الناجم عن مولدات الكهرباء “الأمبيرات”.
وبخصوص الحلول الإسعافية، قال: يجب إيجاد حل جذري لمشكلة الكهرباء، و السيارات، و العمل على إبعاد الحرّاقات البدائية خارج المناطق المأهولة بالسكان لمسافة لا تقلّ عن 10 كم .
و طلب الطبيب من الأهالي الاعتماد بشكلٍ كبير على الخضار في وجباتهم الغذائية، وعلى الأهالي ممن تجاوز 40/ 50 سنة من عمره الابتعاد قدر الإمكان عن المواقع الصناعية، و الاهتمام بنظام غذائي بالابتعاد عن النشويات والملح، إلى جانب العمل على زراعة الأشجار بشكلٌ كبير، و التي تنتج الأوكسجين وتقضي على غاز ثاني أكسيد الكربون.
ولفت إلى أنّ انتشار مرض السرطان لا يقتصر على منطقتنا بل ينتشر في جميع دول العالم، لكن العوامل التي تساعد على انتشار المرض موجودة وبشكلٍ كبير في المنطقة.
تقرير سابق ليكيتي ميديا سنة 2016 عن انتشار مرض السرطان للمزيد اضغط (هنــــا).
وفي سياق أخر يعاني المصابون بمرض السرطان من عدم توفر العلاج ضمن محافظة الحسكة وحصره في دمشق مما يشكّل أعباءً مالية كبيرة على المواطنين ، خاصةً مع طول فترة العلاج لعدم إمكانية الذهاب والإياب إلى دمشق بسبب صعوبة المواصلات، خاصةً بالطائرات، كما و يضطرّ الكثير من المصابين للسفر إلى كُردستان العراق لتلقي العلاج، وفي الآونة الأخيرة يتمّ تأمين الجرعات للمرضى عن طريق مديرية الصحة في الحسكة.