بارزاني: المحكمة الاتحاديّة منحازة ضد إقليم كُردستان.. وتجاوزت صلاحياتها الدستوريّة
قال الرئيس مسعود بارزاني، في حوار مع إذاعة مونت كارلو: توجد عدة أطراف تحاول عرقلة عمل الحكومة الفيدراليّة، لافتاً إلى أنّ رئيس الحكومة العراقيّة محمد شياع السوداني يواجه عقبات في تطبيق بنود الاتفاق السياسي.
وقال بارزاني: “عندما شاركنا بحكومة السوداني كان بناءً على اتفاق سياسي، وتم تشكيل ائتلاف إدارة الدولة”، موضحاً أنّ “السوداني يريد تطبيق وتنفيذ الاتفاق السياسي الذي تم بين الاطراف، لكن هنالك عقبات حقيقيّة تواجهه”.
كما بيّن “دعمنا السوداني وسندعمه في سبيل أن يتمكن من تحقيق ما اتفقنا عليه”، معرباً عن القلق من الوضع الآن في العراق، معتبراً أنّ “الديمقراطيّة مهدّدة بالعراق تهديداً حقيقياً من الداخل والخارج”.
وبخصوص العلاقة بين أربيل والسليمانيّة أعرب الرئيس بارزاني عن أسفه من حالة الانقسام التي يعيشها الإقليم، مبيناً انّه ثمة خلافات على المسائل واﻷهداف الاستراتيجيّة بين الحزبين، مستدركاً أنّ “العمل مستمر من أجل توحيد الصف الكردي وتجاوز الخلافات”.
وأكّد بارزاني على أنّه “لا يجوز المساومة على كيان إقليم كُردستان ولا يجوز التحالف مع من يريد إنهاء الإقليم”.
بخصوص العلاقة مع إيران، وبعد الهجوم الأخير على أربيل والذي أودى بحياة مدنيين، نفى رئيس الحزب الديمقراطي الكُردستاني كل الاتهامات الإيرانيّة التي تطال إقليم كُردستان بتوفير ملجأ لأعداء إيران، خاصة تلك الاتهامات التي وصفها بأنّها “باطلة”، والتي تتحدث عن تواجد للموساد داخل أراضي إقليم كُردستان.
ولفت إلى أنّ “إيران تعرف أنّها اتهامات باطلة، ونحن لن نسمح بأن يكون إقليم كُردستان مكاناً لتهديد إيران”. منوهاً إلى أنّه “منذ 2020 أو 2021 ولغاية الآن تعرضت أربيل إلى 143 هجوماً بالطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستيّة من قبل إيران وأتباع إيران، ودائماً تبرر الجرائم بأنّ هناك مراكز استخبارات للموساد أو المعارضة الكُرديّة في الإقليم”.
وأضاف “أنا متأكد لو كان هناك مقر للموساد لم يكونوا يجرأوا على ضربه”، مبيناً أنّ “بعض اﻷطراف في طهران فشلت في الرد على اﻷقوياء واستخدمت أربيل كذريعة لتبرير هذا الفشل”.
ووصف بارزاني “ضرب عائلة بريئة مسالمة وقتل بنت عمرها 11 شهراً بأنّها جريمة نكراء، ويصرون على أنّهم ضربوا ضابط موساد، وهي اتهامات باطلة”.
أما بخصوص المعارضة الإيرانيّة الكُرديّة، أشار الرئيس مسعود بارزاني إلى أنّ “المعارضة موجودة منذ 50 سنة وبناء على اتفاق ثلاثي، والمعارضة الإيرانيّة الكُرديّة انسحبت من المناطق الحدوديّة وسكنوا في مناطق سكنيّة في أطراف أربيل وفق اتفاق”، مبدياً استغرابه من اختيار إيران لهذا النهج.
بخصوص موقف الحكومة العراقيّة من القصف الإيراني المستمر، اعتبر مسعود بارزاني الحكومة الاتحاديّة بأنّها “تحركت، لكن التحرك لم يكن بمستوى الجريمة التي ارتكبت”.
أما بخصوص الوجود اﻷمريكي في العراق، قال بارزاني: “ثمة مخاوف من تكرار سيناريو عام 2011، واحتلال تنظيم داعش لثلث العراق بعد فترة من انسحاب الأمريكيين، وكادوا يحتلون كل العراق، لولا دعم قوات التحالف التي ساهمت في دحر التنظيم”.
وأشار إلى أنّه “على الحكومة العراقيّة الاضطلاع بمسألة مراجعة الاتفاق المبرم بين الحكومة والولايات المتحدة، وليس القيام بذلك من قبل مجموعة من الفصائل أو الجماعات التي تحاول أن تقرر، علماً أنّها مسألة مصيريّة تمس كل العراقيين”.
بالنسبة لقرارات المحكمة الاتحاديّة العراقيّة بخصوص رواتب موظفي إقليم كُردستان وواردات الإقليم، أعرب البارزاني عن أسفه حيال القرارات الأخيرة التي وصفها بأنّها “منحازة بامتياز ضد إقليم كُردستان”، متهماً المحكمة بـ “تجاوز صلاحياتها الدستوريّة”، والتي هي تشكلت بزمن بول بريمر، وأنّها تجاوزت صلاحياتها.
حول الفارق بين الأجيال في إقليم كُردستان ونضالها، قال الرئيس بارزاني: “في الحرب مع داعش عانينا لمدة شهرين، لكن تخرج جيل جديد أكثر صلابة وأقوى إرادة، والآن هنالك جيل مدرب مجهز بالسلاح والفكر والإرادة، ولسنا خائفين، ولدينا مئات الآلاف من الشباب”.
بشأن الفيدراليّة في العراق، لفت بارزاني إلى أنّه “بعد سقوط النظام 2003 تبنى برلمان كُردستان الفيدراليّة، ونقيم العلاقة على هذا الأساس مع بغداد”.
كما أوضح أنّه “أثناء صياغة الدستور عملنا بجد وإخلاص على بناء عراق تعددي فدرالي، لكن تم التراجع عما اتفقنا عليه في الدستور وتم خرقه، ولو تم الالتزام بالدستور ما كنا ذهبنا إلى الاستفتاء”.
في نهاية حديثه حذّر الرئيس مسعود بارزاني من مستقبل العراق “إذا لم يتبنى العراقيون مجدداً مبدأ المشاركة والتوافق والتوازن، دون التفرد بالسلطة من قبل جماعات أو كيان أو مكون معين وهو ما قد يسير بالعراق نحو الهاوية”.