مبادرة الوفاق الوطنية السورية.. (سوريا وطن لكل السورين )
نظرا لتعاظم المأساة و إشتداد المحنة السورية التي فاقت كل الإحتمالات و تعدت حدود الوصف نتيجة إصرار النظام المجرم ومن خلفه داعميه من قوى الظلال والإستكبار على تعطيل الحل السياسي و المضي بتجاهل وتحييد القرارات والمواثيق الدولية و تمكنه بفرض الهيمنة الأمنية والقمعية ….. و عليه فإن ما آلت إليه أمور البلاد و ما أصابها من تصعيد لوتيرة الخلاف والتباعد مابين المكونات الوطنية الأصيلة والتي كان لها الأثر الاكبر بتأزيم الواقع والدفع بتوسيع الهوة ما بين الإشقاء لتعمق وتدمي جراح شعبنا العظيم و تقوض ثورته المجيدة . وهنا تبرز الحاجة الملحة أكثر من أي وقت مضى لأن تتداعى المكونات الوطنية والسياسية المعارضة جنبا إلى جنب مع القوى الثورية والفعاليات المدنية والشعبية والمجتمعية لعقد الصلح فيما ببنها متناسية خلافاتها ومتوافقة على تحييد كل ما هو متنازع عليه لتغليب وحدة وسلامة البلاد ولأن تتماسك الأيدي وتتوحد الجهود من جديد لإسقاط هذا الطغمة الفاسدة وطرد داعميها وتطهير تراب الوطن من رجسهم وإنهاء معاناة شعبنا و من ثم إعادة بناء الدولة على أسس ديمقراطية صحيحة تضمن حق الفرد بالعيش الكريم ضمن نظم وتشريعات حديثة تحقق العدل و المساواة وتجعل من وحدة التراب وسلامة الوطن غاية نستشرف من خلالها مستقبلا مشرق وكريم ………..
إن مقتضيات الواقع السوري المتأزم تفرض علينا اليوم التداعي لتشكيل إطار وطني جامع لا يُلغي ولا يُهمّش وإنما يوفّق بين أبناء البلد الواحد جميعاً في بنية تنظيمية تضمن العمل المشترك البنّاء وقد بات الوطن بأمس الحاجة اليوم لوجود قيادة قوية، قائمة على المشاركة والندية لا على التفرد والاستئثار تعمل على الاستجابة لحاجات الشعب وتدعم صموده وتضمن لأبناءه الحياة الأفضل وإن من شأنها أن تجعل هذه البنية التنظيمية تحظى بتأييد الشعب السوري فتمتلك بذلك الشرعية للحصول على الاعتراف بها كممثلٍ له.
وعليه فإنه وإيماناً منا بأن الشعب السوري قادر بكل مكوناته على المضي في ثورته قدماً، وعلى بلوغ النصر مهما عظمت التحديات، والتزاماً بواجبنا الوطني فأننا نتداعى لعقد الصلح فيما بيننا نحن السورين اولا متناسين ومحيدين كافة الضغائن والأحقاد لتشكيل قيادة سياسية ومدنية و شعبية ومجتمعية تحت أي مسمى يجمع عليه الأشقاء السورين ، تكون إطاراً جامعاً يمتاز بالحيوية والمرونة والكفاءة و تعمل وفق الأسس الديموقراطية والمدنية و تدعم و تستند لحراك الساحات الداخلية من جهة، وتتحرك نحو الاروقة الدبلوماسية والسياسية العربية والاقليمية والدولية لتحقيق الاستجابة لدعم الاستحقاقات العاجلة والطارئة، مع التأكيد على الثوابت الوطنية التالية:
……. _ نشر وتعميم هذه الوثيقة عبر كافة وسائل الإعلام المسموعة والمرئية داخل البلاد و خارجها لتصل إلى كل مواطن سوري يحتم عليه واجبه الوطني والأخلاقي أن يعتبر نفسه شريك فاعل وقوي بنشرها ورعايتها ، كما سيتم تسليمها بشكل أصولي و رسمي لمكتب المبعوث الأممي إلى سوريا السيد غير بيدرسون و إلى مكاتب المفوضية الاوربية و ممثلي المنظمات الحقوقية والإنسانية وإلى مكتب الأمين العام للجامعة العربية في القاهرة .
………. _ دعوة كافة الفرقاء السورين بمختلف مشاربهم و إنتماءاتهم و تسمياتهم لتشكيل لجنة موسومة بالإيطار ااوطني تناط بها مسؤلية تنظيم اللقاءات و حلقات البحث والحوار و جمع الأراء وتقريب وجهات النظر ومن ثم التنسيق والإعداد لعقد مؤتمر سوري سوري ترعاه الهيئة العامة للأمم المتحدة في إطار التمسك بالثوابت والمحددات التي تضمن الإجماع على نظم و قوانين و قرارات حديثة تؤكد المطالبة بتنفيذ القرارات الأممية ذات الصلة وتسهل من عملية إختيار شكل الدولة دون المساس بالسيادة الوطنية واستقلالية القرار والتمسك بوحدة التراب السوري وعدم التنازل عن قرار رحيل هذا النظام بكافة رموزه وطرد داعميه من الدول و الميلشيات الإرهابية …
عشتم وعاشت سوريا حرة أبية .
المجلس السياسي السوري بالسويداء
10:57 م