طاغية من بلاد الشام
جمال قارصلي
يا سادة يا كرام سأحدثكم عن طاغية من بلاد الشام
أراد أن يستعبد شعبه طوعا أو بالإرغام
ومن لا يطاوعه كان يعاقبه بالتعذيب أو الموت الزؤام
فأمر الأهالي والأحزاب والوزارات ووسائل الإعلام
وقال لهم ضعوا كل امكانياتكم في خدمتي وهي لغيري حرام
وصفقوا كلما ذُكر اسمي وزغردوا بإبتسام
وخاطبوني “بالقائد الخالد” أو بشيء من حسن الكلام
واجعلوا تمجيدي وتأليهي شغلكم الشاغل ومهمة كل الأقلام
وعلى النحاتين أن يملؤا البلاد بأشكال تشبهني من الهياكل والأصنام
والرسامين أن يطلوا كل الجدران بصوري الشخصية الجسام
وأن لا يبقى شبرا إلا ويذكركم بأنني انا البطل المقدام
فسخّر مرتزقة تمدحه على الفضائيات حتى ولو كان الناس نيام
وأطلق عنان المفسدين والمخبرين وأجهزة أمن النظام
وقال لهم سمو الهزيمة إنتصارا وإن كان فيه شيئا من الملام
والخيانة شهامة ولو كان فيه الكثير من الخصام
والتخلف تطورا وإن كان فيه عيبا من الكلام
والفساد أخلاقا ولو ضحكت علينا كل الأقوام
والطائفية سياسة ولو هزئت منا حتى الأنعام
وبيع البلاد تكتيكا وهذا ما فعلناه مع بني سام
فقام بالمجازر في حلب و حماة وتدمر وبالكثير من عمليات الإعدام
وغيّر الدستور لكي يحكم البلاد وهو في قبره ينام
فمات الطاغية وصار المنافقون يندبون حزنا وكثر اللطام
وغير المرتزقة الدستور ثانية وبايعوا إبنه القاتل الهدّام
فثار الشعب من أجل كرامتة وصارت المظاهرات كل يوم تقام
فهدموا الأصنام وبالو عليها ومزقوا الصور وداسوها بالأقدام
وهتفوا “يلعن روحك يا حافظ ” أنت أكبر خائن و ابن حرام