المجلس الكردي والتحديّات القادمة
عمر كوجري
قبل أيام احتفل المجلس الوطني الكردي وأنصاره ومؤيدوه ومؤازروه بمرور ثلاثة عشر عاماً على تأسيسه، حيث استذكر « بتقدير مسيرة المجلس التي جسدت منذ انطلاقتها إرادة الشعب الكردي في سوريا لتوحيد صفوفه وتعزيز العمل المشترك لتحقيق أهدافه».
لقد انطلقَ المجلس الكردي ومنذ تأسيسه، ليكون صوت شعبنا في غرب كوردستان، وبالفعل كان ذلك الصوت المُدوّي في الشارع الكردي، وكان له حضوره الزاخم في كل بقعة من أرض غرب كوردستان. لأنه يتآلف في تشكيله التنظيمي وقراره السياسي من أحزاب عريقة وأحزاب جديدة، ومنظمات شبابية وطلابية ونسوية وطاقات كبيرة تستطيع تقديم المزيد والأفضل لشعبنا، ولهذا لم يكن من العبث خروج مئات الآلاف من جماهيره الوفية لجمعة احتجاجية كبرى وفي كل مناطق التواجد الكردي بمظاهرات ضد النظام السوري وشناعة جرائمه باسم (المجلس الوطني الكوردي يمثلني).
لم يكتف المجلس بالتناغم والانسجام مع القوة الجماهيرية التي يملكها في غرب كوردستان، ولم تتوقف نشاطاته على مستوى القيام بالمظاهرات والاحتجاجات ضد النظام الذي طالب لقاء الكرد وحركته السياسية لكن المجلس رفض كون النظام مجرماً قامعاً للسوريين، فقد نشط المجلس بشكل جلي على المستوى الدولي، واستطاع نسج علاقات هامة وقوية مع مختلف عواصم القرار على مستوى العالم بتأييد ودعم من إقليم كوردستان، وفي شخص السيد الرئيس مسعود بارزاني الذي شجع، وأراد سيادته أن يكون للمجلس دور مهم وحيوي في كل محفل، وبالفعل نجح المجلس في الوصول واللقاء بشخصيات مؤثرة دولياً.
كما فاز المجلس بثقة جماهيره حينما لم يتقوقع على حيّزه الجغرافي بل أعلن منذ البداية انحيازه إلى جانب الشعب السوري وآلامه وثورته، وعدائه للنظام السوري، وانضمّ إلى صفوف المعارضة السورية بشكل رسمي. وكان له دوره الأساس في الكثير من القضايا التي تشغل بال السوريين.
لكن عمل المجلس الوطني الكردي لم يكن مكللاً ولا مفروشاً بالورود، فقد تعرض مناصروه ونشطاؤه لمختلف أشكال الضغط والسجن والاختطاف من قبل مسلّحي حزب الاتحاد الديمقراطي، و(شبيبته الثورية) التي تتبع كهوف قنديل بشكل مباشر، وتتلقى أوامرها من ذلك المكان!! وحتى مكاتب الأحزاب التابعة للمجلس الكردي تعرضت للحرق، بل وقف تنظيم جوانين شورشكر بالضد من كل نشاط للمجلس لدرجة أنه انتهك حرمة مؤتمره العام في وسط قامشلو، وأجبر المؤتمرين لانفضاض مكان وقاعة المؤتمر والإساءة لعلم كوردستان والرموز الكوردستانية التي يفتخر بها الكرد في كل مكان.
السيطرة وبالقوة على كل نشاط للمجلس كان من أهداف حزب الاتحاد الديمقراطي ومسلحيه الذين تربوا على العنف والضرب والحرق، لكن جميع محاولات الخصم فشلت لكن المجلس لم يستطع تحقيق أهدافه بيسر وسلاسة.
لا يمرُّ يوم إلا ويخرج الإعلام التابع لمنظومة الـ ب ك ك بلصق التّهم الباطلة، وتسويق ثقافة التخوين بحق المجلس، وتوظيف كل هذه الموبقات بحق المجلس الكردي.
لكن هذا السلاح الفعال «الإعلام» في ذيل قائمة اهتمام لدى المجلس، وهنا رغم صحة توجهاته هو عاجز عن تسويقها كونه لا يملك إعلاماً قوياً !! وغيره الكثير مما يلزم.
ثمّة تحدياتٌ كبيرةٌ ستواجه طريق المجلس في الأيام القادمة، هل سيكون على مستوى تعدّي وتحدّي الصعاب التي ستواجه طريقه؟ هذا سؤال الكردي الذي يناصر المجلس الكردي.