أخبار - كُردستان

الحوار الكامل لصحيفة كوردستان مــع رئيس المجلس الوطني الكُـردي

Yekiti Media

فــي تقرير لهــا، تحت عنوان، ” إقليم كوردستان ينتفض من ماضٍ مشرق إلى مستقبلٍ أكثر إشراقاً وازدهاراً” أجــرت صحيفة كوردستان، الناطقة باسم الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا، لقاءً مع رئيس المجلس الوطني الكُـردي في سوريا، وسكرتير حــزب يكيتي الكُـردستاني- سوريا، سليمان أوســو، حول حكمة إقليم كُـردستان في التعامل مع الأزمات.

يبدأ  رئيس المجلس حديثه للصحيفة بالقول: «إن جوهر الصراع في المنطقة هو اقتصادي، بين أمريكا وإسرائيل وحلفائهم في الشرق الأوسط من طرف، وروسيا والصين وحلفائهم من طرف آخر، وأن نجاح الخطط الاقتصادية الإستراتيجية طويلة الأمد، يستوجب الكثير من التغيرات الجيوسياسية على الأرض. من الجدير ذكره بأن إيران أخطأت في حساباتها وتجاوزت المهام الموكلة إليها أمريكياً وأوربياً، وباتت تشكل خطراً على الإستراتيجية الغربية في الشرق الأوسط من خلال تحالفها مع روسيا والصين وباتت تتدخل في الصراع الدائر في أوكرانيا بين روسيا والحلف الأطلسي. هذا بالإضافة إلى سعيها في السيطرة على العديد من دول المنطقة (العراق، سوريا، لبنان، اليمن…).

وقال أوسو: كما أخطأت في تقديراتها في التخطيط لتفجير الوضع في إسرائيل من خلال دعم حماس اللامحدود، وتوهمت بأنها قادرة على تأليب الشارع العربي ضد أنظمتها لإيقاف محاولات التطبيع العربي مع إسرائيل لعرقلة مشروع (الممر الاقتصادي) لربط الهند بأوروبا مروراً بدول الخليج والأردن وإسرائيل. كما توهمت في تقديرها لحجم لقوة العسكرية الإسرائيلية، متناسية بأن أمريكا والغرب لن تترك إسرائيل فريسة سهلة تسقط بيد إيران وأذرعها في المنطقة».

يتابع أوسو: «بعد أن أعادت أمريكا النظر في سياستها مع مصر كدولة محورية في الشرق الأوسط، باعتبارها اول دولة عربية طبعت العلاقة مع إسرائيل بموجب اتفاقية كامب ديفد. بدأت مصر تعيد هذا الدور عربياً وذلك بالتنسيق مع الدول العربية الخليجية التي تريد أن تحذو حذوها في التطبيع مع إسرائيل. وتطورت حرب غزة ضد حماس لتطال حزب الله وجميع الأذرع الإيرانية في المنطقة. بات مشروع حل الدولتين قاب قوسين أو أدنى، وبالتالي تطبيع جميع الدول العربية مع إسرائيل، وتحجيم إيران ضمن حدودها السياسية، ودعم الشعوب الإيرانية المطالبة بحقوقها ضمن إيران».

يضيف أوسو: «تعرض إقليم كوردستان في الفترة المنصرمة، إلى العديد من الضغوطات المتعددة الجوانب، الأمنية والاقتصادية تهديدات إقليمية شتى، وكان أبرزها: – اتخاذ المحكمة الاتحادية جملة من القرارات القرقوشية والمجحفة بحق إقليم كوردستان العراق. – إيقاف ضخ نفط الإقليم بمؤامرة متعددة الأطراف، كردياً وعراقياً، وإقليمياً، ولا يزال عالقاً. -عرقلة دفع مخصصات الإقليم من ميزانية الدولة، وبالتالي عرقلة دفع رواتب موظفي الإقليم بهدف تأليب الشارع على السلطات الشرعية في الإقليم. – تعطيل عمل برلمان الإقليم وبالتالي عرقلة إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها المحدد، بهدف تشكيل فراغ تشريعي. – التهرب من تطبيق المادة ١٤٠ من الدستور العراقي حول المناطق المتنازع عليها وتخلي الإتحاد الوطني الكوردستاني عن كركوك بموجب اتفاق موقع عليه من قيادات الحزب السياسية والعسكرية بالتنسيق مع PKK. – عرقلة تطبيق اتفاقية شنكال بين سلطات الإقليم والحكومة الفدرالية، بهدف إبقائها بيد ب ك ك وبدعم مباشر من الحشد، بهدف تأليب المكون الإيزيدي ضد قيادة الإقليم. – التهديدات الإيرانية المستمرة باجتياح الإقليم بحجج وذرائع شتى، بالإضافة إلى استهداف الإقليم عدة مرات بصواريخ بالستية. – التهديدات المستمرة لـ PKK على الإقليم ومحاولاتهم الإخلال بالوضع الأمني فيه، بالإضافة إلى إعطائهم المبررات لتركيا باجتياح واحتلال العديد من مناطق الإقليم وإنشاء قواعد عسكرية فيها. وبالتالي خروج هذه المناطق من سيطرة الإقليم. – إلغاء نسبة كوتا الأقليات في انتخابات الإقليم بهدف إضعاف نسبة الديمقراطي الكوردستاني في البرلمان».

يختم أوسو: «لقد نجح الإقليم بقيادة الرئيس مسعود بارزاني، وبحكمة منقطعة النظير، ودبلوماسية عالية، في عدم الانجرار إلى مواجهات داخلية كوردياً وعراقياً وإقليمياً، والتعامل بحزم مع التهديدات الأمنية، وحافظ على أمن مواطني الإقليم، وتوج هذا النجاح بإجراء انتخابات برلمان إقليم كوردستان في أجواء ديمقراطية، ومشاركة شعبية واسعة وصل في بعض المناطق إلى ٧٩٪، حصل فيها قائمة الحزب الديمقراطي الكوردستاني على الأغلبية في البرلمان. وأشادت كل الجهات والمنظمات الدولية التي راقبت العملية الانتخابية، بنزاهة الانتخابات، اعتبروها نموذجاً يحتذى به في العراق والمنطقة.

ومن المفيد ذكره بأن الحكمة التي تعاملت بها قيادة الإقليم في المرحلة المنصرمة، قادرة على تجاوز الاستفزازات التي مُورست في مرحلة الدعاية الانتخابية. والإسراع في تشكيل حكومة قادرة على حماية المكتسبات حققها شعب كوردستان بفضل تضحيات البيشمركة الأبطال».

صحيفة كوردستان العدد 739

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى