حقوقي لبناني يتهم حزب الله بافتعال أحداث أمنيّة باسم سوريين قتلهم وسرق ثبوتياتهم
كشف الرئيس التنفيذي للمؤسسة اللبنانيّة للديمقراطيّة وحقوق الإنسان (لايف) المحامي اللبناني نبيل الحلبي عمّا أسماه “العبث الأمني”.
وقال الحلبي في منشور على صفحته الرسميّة في موقع فيسبوك: “ماسأخبركم به هنا، عيّنة من العبث الأمني والمظلوميّة التي تستوجب تحقيقاً عميقاً وموضوعياً ومستقلاً يوماً ما. لأنّها ستكشف العديد من الملفات والعمليات والأضاليل التي بنيت عليها سياسات عوراء، انقشعت بعض غشاوتها حين أنقذت ميليشيا حزب الله عناصر (تنظيم داعش) عام 2017 في الباصات المكيّفة، بعد أن قتلوا على مدار عامين جنوداً لبنانيين مختطفين، وضباطاً وعناصر من الجيش السوري الحر في القلمون الغربي وغيرهم من الثوار السوريين، فضلاً عن تفجير مكتب أحد العلماء السوريين الأجلّاء في عرسال رحمه الله الذي ساعدني في مفاوضات تحرير بعض العسكريين في آب أغسطس 2014”.
كما أضاف الحلبي الذي أرفق منشوره بصورة لشاب سوري قائلاً: “صاحب الصورة المرفقة هنا هو الشاب عبد العزيز زهوري الزهوري 24عاماً، من مواليد القصير حمص كان يعمل مع عائلته التي تملك محلاً لإكسسوارات البناء في سوق القصير، كان شاباً موهوباً حتى أنّ الممثل ياسر العظمة اختاره لتمثيل أحد المشاهد بطاحونة أم الرغيف عند نهر العاصي. انضم إلى ثوار القصير للدفاع عن أرضه وأهله. عقب اقتحام ميليشيا حزب الله لمدينة القصير”.
وأردف “استشهد عبد العزيز الزهوري مع أكثر من 700 شاب من رفاقه الذين تولوا حماية أهالي المدينة المحتلة في رحلة نزوحهم القسريّة من فتحة القصير، حيث تعرض موكب النازحين إلى رشقات ناريّة مباشرة من قبل ميليشيا حزب الله”.
وزاد الحلبي “كان برفقة عبد العزيز حينها ابن اخته عديّ عامر. ترك عديّ خاله تحت أشجار اللوز وودعه، ولم يتسن له الصلاة عليه. شأنه شأن سائر الشهداء الذين غطوا انسحاب المدنيين ولم يجدوا من يواريهم التراب والصلاة عليهم، إلى أن وصلت عناصر ميليشيا الحزب إلى جثامينهم وسلبوا من جيوبهم ما تحويه من وثائق شخصيّة ومحتويات، حيث استعملت هذه الوثائق لاحقاً في ملاحقة ذويهم وأقربائهم في مخيمات اللجوء في لبنان”.
لكن هذه الجرائم لم تتوقف هنا، إليكم المفاجأة يضيف الحلبي: “بعد هجوم تنظيم داعش على بلدة القاع (المسيحيّة) في الهرمل فجر يوم 27 حزيران 2016 من خلال عناصر يرتدون أحزمة ناسفة (فجّرت بحامليها جميعاً)، باشرت الأجهزة الأمنيّة تحقيقاتها في الحادثة، حيث وجدوا بطاقات هوية شخصيّة قيل إنّها كانت بحوزة المهاجمين. من ضمن بطاقات الهوية التي حصلت عليها الأجهزة الأمنيّة اللبنانيّة هي بطاقة الشهيد عبد العزيز زهوري الزهوري الذي استشهد قبل أكثر من سنتين على ظهور تنظيم داعش وقبل ثلاث سنوات على هجوم القاع”.
ويأتي منشور المحامي اللبناني نبيل الحلبي، الذي يحمل في طياته دليلاً دامغاً على توريط شبان سوريين في جرائم لم يرتكبوها في لبنان كشرارة أشعلت آلاف الأسئلة في وجه السلطات القضائيّة اللبنانيّة وعلى رأسها المحكمة العسكريّة التي حكمت مئات الشبان السوريين بأحكام المؤبد والإعدام بتهمة الإرهاب. ليبقى السؤال الأهم من بينها: كم مرة أستخدمت هذه البطاقات في مسرح لجرائم كانت بتوقيع حزب الله تخطيطاً وتحضيراً وتنفيذاً؟ وكم عدد الشبان السوريين الذين غيبهم سجن روميّة نتيجة هذا “العبث الأمني” بحسب توصيف الحلبي؟.