
موسم تقليم الأشجار.. بين الفوائد والممارسات الصحيحة
يعتبر فصل الشتاء موسماً أساسياً لتقليم الأشجار، حيث يلجأ المزارعون وأصحاب البساتين إلى هذه العمليّة للحفاظ على صحة الأشجار وزيادة إنتاجها، لكن رغم فوائد التقليم، يختلف المزارعون في طرقهم ومدى التزامهم بالأساليب الصحيحة.
يهدف تقليم الأشجار إلى إزالة الفروع الميتة أو المصابة وتحفيز نمو أغصان جديدة مما يحسّن التهوية، ويزيد من جودة الثمار، كما أنّه يساعد في الوقاية من الآفات والأمراض التي قد تصيب الأشجار.
يرى أبو يوسف، وهو مزارع في ريف عامودا، أنّ التقليم ضروري، لكنه مرهق، قائلاً: “نحتاج إلى وقتٍ طويل لإنهاء العمل خاصةً عندما يكون البستان كبيراً، كما أنّ الطقس البارد يجعل العمليّة أصعب”.
أما خالد، وهو صاحب مشتل زراعي، فيشير إلى أهميّة المعرفة الصحيحة بالتقليم موضّحاً بالقول: “بعض المزارعين يبالغون في التقليم، وهذا يؤثّر على الأشجار، فالتقليم الزائد قد يقلّل الإنتاج بدلاً من زيادته”.
يؤكّد المهندس الزراعي خالد أنّ “التقليم يجب أن يتمّ وفق معايير محددة”، مشدّداً على “ضرورة استخدام الأدوات الحادة والمعقمة لتجنب نقل الأمراض، بالإضافة إلى اختيار التوقيت المناسب لكلّ نوعٍ من الأشجار”.
إزالة الفروع المتشابكة والميتة بحذر دون المبالغة في القص
أبو حسن من عامودا، صاحب مزرعة للزيتون، يروي تجربته قائلاً: “في السنوات الماضية كنت أقوم بتقليم الأشجار بشكلٍ عشوائي، مما أدّى إلى ضعف الإنتاج، لكن بعد أن تعلّمت الطريقة الصحيحة، من أحد المهندسين الزراعيين، لاحظت فرقاً واضحاً، فالأشجار أصبحت أكثر حيويّةً والإنتاج زاد بنسبةٍ كبيرة”.
ومع اقتراب كلّ موسمٍ، يتعامل المزارعون مع التقليم بطرق مختلفة، فمنهم مَن يعتمد على خبرته المتوارثة، ومنهم مَن يلجأ إلى الاستشارات الزراعيّة لضمان أفضل النتائج، ومع تزايد الوعي بأهميّة التقليم الصحيح يمكن تحقيق إنتاج زراعي أفضل مع الحفاظ على صحة الأشجار على المدى الطويل.